ناشيونال انترست

أكدت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية أن روسيا والصين تستغلان العقوبات التي تفرضها واشنطن على عدد من الدول في زيادة نفوذهما الجيوسياسي.

وبحسب مقال لـ «جيسون بارتليت»، وهو باحث مساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد، و«إيمليي جين»، الباحثة المساعدة بنفس المركز، فإن الصين وروسيا تسعيان إلى استغلال العداوة الجماعية لواشنطن من قبل الدول المفروض عليها عقوبات مثل إيران وفنزويلا، من خلال تقديم شريان حياة اقتصادي، وتكنولوجيا متقدمة، وبرامج تدريب عسكري إلى كاراكاس وطهران في تحد للعقوبات الأمريكية.

وتابع الكاتبان بقولهما: منحت جائحة كورونا بكين وموسكو المزيد من النفوذ في الشؤون الداخلية الفنزويلية والإيرانية، حيث أصبحتا أكثر اعتمادا على المساعدات الصينية والروسية.

وأردفا: في حين أن التشابك الاقتصادي المتزايد مع فنزويلا وإيران قد يقيد الصين وروسيا بمسؤوليات مالية، إلا أنه يوفر نفوذا جيوسياسيا مطلوبا لمزيد من التحوط ضد الولايات المتحدة وأنظمة عقوباتها.

ومضيا بالقول: وفقا لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، يعاني ثلث سكان فنزويلا تقريبًا من انعدام الأمن الغذائي، وعلى الرغم من أن التضخم المفرط والإدارة السيئة للصناديق الوطنية هما المسئولان غالبا عن المعاناة الاقتصادية في البلاد، فإن العقوبات الأمريكية الأحادية فاقمت الوضع، وبدافع الخوف من الدعم الداخلي المتزايد للخصم السياسي المدعوم من الولايات المتحدة خوان غوايدو والتدخل العسكري الأمريكي، رفض الزعيم الفنزويلي غير الشرعي نيكولاس مادورو باستمرار المساعدات الإنسانية من الولايات المتحدة.

توسيع نفوذ

وتابع الكاتبان، بارتليت، وجين: انتهزت الصين هذه الفرصة لتوسيع نفوذها الخارجي، في الفترة بين أبريل وديسمبر 2019، قدمت الصين 40% على الأقل من واردات الغذاء إلى فنزويلا وعددا ضخما من المستلزمات الطبية لمواجهة الجائحة، إلا أن التحالف بين الصين وفنزويلا يمتد إلى ما هو أبعد من المساعدات الإنسانية والتجارة.

وبحسب المقال، ففي 2017، تحت رعاية جهد حكومي بقيمة 70 مليون دولار لتعزيز الأمن القومي، استعانت كاراكاس بعملاق التكنولوجيا الصيني زد تي إي لابتكار بطاقة هوية ذكية من أجل مراقبة سلوك المواطنين والتحكم به.

وأردف المقال: إضافة إلى شريان الحياة الاقتصادي والعقود العسكرية، سعت روسيا إلى تدخل أكبر في شئون فنزويلا الداخلية عبر التنديد بالولايات المتحدة لتحديها شرعية رئاسة مادورو.

ونوه الكاتب بأن وزارة الخزانة الأمريكية وضعت شركات صينية وروسية على قائمة العقوبات بسبب مساعدتهما لفنزويلا في التهرب من العقوبات الأمريكية.

وتابع: أيضا سعت إيران لتعاون أكبر مع الصين وروسيا في ظل العقوبات الأمريكية الشديدة.

وأردف يقول: على سبيل المثال، وقعت بكين على خطة مدتها 25 عامًا مع طهران تشمل استثمارًا بقيمة 280 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات الإيرانية، وتحديث بقيمة 120 مليار دولار للبنية التحتية الخاصة بالنقل والتصنيع.

ومضى يقول: لدى طهران الآن اتفاقية عسكرية مشتركة مع موسكو.

الصين وإيران

وعلى الرغم من أن العدد الدقيق للاستثمارات محل خلاف، ثمة مزاعم بأن إيران وافقت أيضًا على منح القاذفات والمقاتلات وطائرات النقل الصينية والروسية إمكانية دخول غير مقيدة إلى القواعد الجوية الإيرانية.

وأردف: إضافة إلى ذلك، سوف تجري طهران على ما يبدو تدريبا عسكريا مشتركا سنويا مع القوات المسلحة الصينية والروسية.

وبغض النظر عن صحة الجانب العسكري من هذا الاتفاق، فإن أي اتفاق من 25 عامًا بين إيران والدول المخالفة للعقوبات مثل الصين وروسيا له تداعيات وخيمة على قدرات تطبيق العقوبات الأمريكية والأمن القومي الأمريكي بشكل عام.

ومضى يقول: بينما تواصل العقوبات الأمريكية القاسية سلب قدرة إيران على تنشيط اقتصادها بوسائلها الخاصة، فإن حملة الضغط الأقصى المعززة ستحفز طهران أكثر على توطيد علاقاتها مع بكين وموسكو من أجل النجاة. ولفت إلى أن تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية يقتضي تعزيز الجهود الإنسانية الدولية في إيران، موضحا أن الإدارة الأمريكية المقبلة لجو بايدن مدعوة لتعزيز هذه الجهود من خلال برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة واليونيسيف، ومنظمة أنقذوا الأطفال، والجهود الإنسانية الدولية الأخرى في إيران وفنزويلا لضمان أن تصل المساعدات الخاصة بفيروس كورونا إلى السكان الأكثر عرضة للخطر.

وختم بالقول: في حين أن تقديم المساعدات هو مجرد مُسكن للتخلص من مخاطر فنزويلا وإيران، إلا أنه قد يقلل اعتمادهما على الصين وروسيا.