حسام أبو العلا - القاهرة

المسماري يحذر من خطوات استفزازية نحو «سرت والجفرة»

كشف الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عن استمرار نظام الرئيس التركي أردوغان وحكومة الوفاق التي تسيطر على العاصمة طرابلس في حشد المرتزقة والأسلحة لدعم الميليشيات في غرب مدينة «مصراتة».

وقال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري في بيان نشره على صفحته الرسمية على «فيسبوك» أمس الخميس: في الوقت الذي تؤكد فيه القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية التزامها بوقف إطلاق النار وتنفيذ مخرجات اللجنة العسكرية (5+5) واستجابة لمتطلبات المجتمع الدولي ومساعي الخيّرين من الليبيين، رصدنا، مساء الأربعاء، تحشيدًا كبيرًا للميليشيات الإجرامية والتكفيرية المدججة بالأسلحة التركية المتطورة وآلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب في منطقة الهيشة والقداحية وزمزم وعموم شرق مصراتة، ورفع درجة الاستعداد لديهم، وتهديدهم بالهجوم على مناطق القوات المسلحة الليبية في سرت والجفرة، بل وصل بهم الأمر لتهديد الشرق بالكامل.

انتهاك صريح

وشدد بيان الناطق باسم الجيش الليبي على أن ذلك يُعدّ انتهاكًا صريحًا لمبادئ وقف إطلاق النار، وما نتج عنه من تفاهمات لاتخاذ خطوات عملية على الأرض لتعزيز وقف دائم لإطلاق النار، وترجمة بيان جنيف للجنة العسكرية (5+5) الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إجراءات عملية تسهم في حل الأزمة.

وأفاد المسماري بأن القوات المسلحة الليبية ما زالت ترصد وتتابع تحركات ميليشيات الوفاق وتركيا، محذرًا من اتخاذ أي خطوات تصعيدية واستفزازية في المنطقة.

يُذكر أن صفحة اللواء أحمد المسماري نشرت مقاطع فيديو قالت: إنها تبيّن تحشيد الميليشيات حول خط وقف إطلاق النار.

فيما زعمت غرفة «عمليات سرت والجفرة» التابعة للوفاق عن رصدها حشدًا جديدًا لقوات الجيش الليبي بالقرب من المنطقة، واتهمته بزرع الألغام وحفر الخنادق من أجل إعادة الهجوم مرة أخرى على مدن الغرب الليبي، وأعلنت أن قواتها على أُهبة الاستعداد لصد أي تحرك عسكري مرتقب للجيش.

الجنوب الليبي

على صعيد متصل، اختتم وفد الجنوب الليبي زيارته إلى العاصمة المصرية القاهرة التي التقي خلالها بأعضاء اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي للتباحث، ولتبادل الرؤى حول تطورات الموقف في ليبيا، وسبل حلحلة الأزمة واستمرار جهود التسوية الشاملة.

وثمّن الوفد في بيانه الختامي الجهود المصرية المتواصلة لتجميع الأطراف الليبية على أراضيها، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا، مرحّبًا بدور مصر لتقريب وجهات النظر، وإحداث تقارب بين كافة مكوّنات الدولة الليبية، وانفتاح القاهرة على كافة الأطراف الساعية لحل الأزمة دون الانحياز لأي طرف على حساب الأطراف الأخرى.

وشدّد الوفد على أهمية وحدة وسلامة الأرض الليبية، وعلى الحل السياسي الشامل من خلال حوار شامل (ليبي - ليبي) دون تدخّل من أي أطراف خارجية، ودعا إلى الإسراع بتحقيق التسوية السياسية الشاملة في إطار التوافق والحوار دون إقصاء.

وأكد الوفد رفضه التام لجميع التدخّلات الخارجية الهادفة لتقويض التطورات الإيجابية والإضرار بأمن الوطن والمواطن والعبث بمقدرات الليبيين، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بالمسار السياسي، والتأكيد على أهمية الحوار، وتغليب المصلحة العليا للشعب الليبي، والتطلع لرأب الصدع والجاهزية لتقديم الحلول والخطط اللازمة للحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها.

إخراج المرتزقة

وأكد وفد الجنوب الليبي في بيانه، على دعمه التام والمطلق للجنة العسكرية المشتركة ودعوة الأشقاء والشركاء لدعم تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة إخراج المرتزقة والقوى الأجنبية من الأراضي الليبية، مع الحاجة الملحّة لمواجهة المشكلات الأمنية من ضبط الحدود، ومكافحة عمليات التهريب عبرها، بما في ذلك الهجرة غير الشرعية.

كذلك بناء المؤسسات الوطنية الأمنية وتعزيز دورها في محاربة الإرهاب والقوى الظلامية، ومواجهتها بكافة الوسائل الفكرية والأمنية لاستئصالها من التراب الليبي، كما دعا البيان جميع المكونات لتوحيد الصف لردع الميليشيات المتطرفة والتصدي لمحاولاتها السيطرة على مقاليد أمورنا.

وطالب البيان بفتح قنصلية مصرية بالجنوب الليبي لتسهيل الخدمات لمواطني البلدين، وبحث إمكانية تسيير رحلات جوية بين مطار سبها الدولي والمطارات بمصر أسوة بباقي مطارات ليبيا.