لمى خالد البشري

شارف هذا العام على الانتهاء وأخيرا، انتظرنا انتهاء هذه السنة بفارغ الصبر !

جميعنا نتفق لأول مرة وكسرنا مبدأ أن اختلاف الآراء وارد، جميعنا اتفق على أن هذه السنة غريبة وصعبة مررنا بأحداث لن تستطيع مخيلاتنا نسيانها.

اختلفت موازين هذا العالم الكبير.. لمجرد فيروس صغير !

توقفت المطارات وتوقفت المدارس والجامعات وأقفلت المساجد أبوابها، حتى

مكة المكرمة باتت لا تستقبل زوارها !

البعض قد يلعن ويسخط على هذه الأيام ويستثقل مرورها وكما قيل: إن هذه لسنة مشؤومة...

وهذا شيء محرم بالتأكيد لأنه يعد سبا للدهر وأذكركم ونفسي بما قد ورد في

الصحيحين وغيرهما عن النبي ﷺ أنه قال: {يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار} أخرجه البخاري ومسلم.

لعل ما نكرهه من الأمور هو خير لنا ولكننا لا نعلم، يجب أن نرضى بهذه السنة

وغيرها من السنين السابقة والمقبلة لأن الله تعالى مدبرها وأمر الله كله خير.

سنة مليئة بمشاعر غريبة جدا.. أحيي جميع من شارك في نضال سنة 2020

خصوصا الأطباء والممارسين الصحيين ورجال الأمن والدولة..

أنتم أبطال هذه السنة ولكم مني وقفة احترام وتقدير على جميع جهودكم المبذولة.

وأتقدم بأشد التعازي وأصدق المواساة لجميع العائلات التي فقدت أحباءها بسبب

هذا الفيروس.

من باب الإنصاف..

صحيح كانت سنة متعبة على الكل بلا استثناء، لكن تخلصنا من جميع المظاهر

الخداعة التي سئمنا منها ومن مواكبتها، عرفنا قيمة المنزل وأن العائلة هي السند الذي لا يخذلك مهما كلف الأمر !

أيضا ليس بالضرورة أن تكون المناسبات كبيرة ومكلفة وفيها أعداد هائلة من الناس لكي تنال إعجابهم، هذه السنة حطمت جميع المقاييس وصارت مناسبات الزواج تقام في البيوت والاستراحات الصغيرة.

والجميل في الموضوع أن الأغلب سعيد ومقتنع، والبعض قرر أن يقيم هذه المناسبات بهذا الشكل حتى في حين انتهاء هذه الجائحة.

ربما لأنهم تخلصوا من عبء المظاهر وهدر الأموال واستطاعوا إيجاد أنفسهم في البساطة؟

وصار اللي ما قد صار بعد ما كانوا أساتذتنا يرددون الدراسة مو لعب، ما ينفع تدرسون وأنتم نايمين ! (درسنا وحنا نايمين فعلا)، هذه السنة الاستثنائية جعلت بعض الطلبة يتلقون الحصص والدروس وهم نائمون فعلا..

وللمصداقية شعور ممتع نوعا ما، تتلقى المحاضرات وتكون مرتديا بيجامة وتشرب قهوة، وبالتأكيد الدوام الفعلي له اشتياق وحب آخر.

برأيي أن (التعليم عن بعد) مفترض يعتمد ويعتبر علاجا بديلا لحضور بعض الفئات: كالمعلمين والمعلمات المغتربين، أيضا الطلبة الذين من خارج نطاق المنشأة التعليمية، وأخيرا ذوي الإعاقة.

برأيي أنه حل فعال ويوفر كثيرا من المصاريف كوسائل المواصلات وشهدنا نتائجه وكانت ممتازة.

ختاما..

نحمد الله على كل حال، وبإذن الله السنوات القادمة أفضل وأجمل من 2020 المدهشة.

@il_alharbi22