يمكن القول إن الكثير من الشباب في المجتمع اليوم يشعرون بعدم الرضا. على الرغم من أن حياتهم تعتبر جيدة مقارنة بفترات زمنية سابقة كان الشباب يكافحون للحصول على ما قد يعتبره البعض حقوقاً مضمونة. لا يستطيع أحد أن يسلبها منهم. فهل للسوشيال ميديا دور في هذا الشعور؟.
من خلال متابعة المشاهير والمؤثرين في عالم السوشيال ميديا. نجد أن ثقافة الاستعراض قد تمكنت منهم. وهي الثقافة التي يتباهي بها الآخرون بما يملكونه من سيارات حديثة أو هواتف فاخرة وغيرها.
هذه الثقافة التي يمكن القول إنها تقود الشباب للجنون من أجل تقليدهم والسير على نفس خطاهم.
لقد ولّدت عندنا السوشيال ميديا مشاعر عدم الرضا فسيارة الشاب التي لم يكن يتذمر منها سابقاً ، هناك الآن ما هو أثمن منها وأكثر تميزًا يراه يومياً، حتى وإن كان لا يحتاج لشرائها في الوقت الحالي. الهاتف الذكي بنسخه الجديدة التي تطرح في الأسواق اليوم، هناك الفنان الفلاني أو المشهور العلاني الذي يمتلك النسخة الأغلى منه.. وهكذا.
ومؤخراً عندما يخرج مجموعة من الأصدقاء لأحد المطاعم. يقومون بإضاعة أكثر من نصف الوقت في التصوير. ليقوم كل واحد منهم برفع الصور على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به. وفي النهاية لا يجدون وقتاً للتحدث إلى بعضهم البعض أو حتى الاستمتاع بالطعام الذي طلبوه. حينها يجب أن نشعر بالحزن للتأثير السلبي للسوشيال ميديا الذي سمحنا به أن يكتسح حياتنا.
أما ما نتابعه على الإنترنت من جنون بسبب الهوس بالسوشيال ميديا فلا يصدقه عقل. منها قصة شاب أمريكي وعد متابعيه بالسباحة مع الأسماك إذا وصل الفيديو الخاص به لعدد إعجابات معين. وبالفعل قام بالسباحة في حوض أسماك في متجر شهير، فما كان من المتجر سوى الإبلاغ عنه ليقع تحت طائلة القانون!
وخبر آخر حين هدد أب بإلقاء ابنه من الطابق الخامس عشر إذا لم يحصل على معدل الإعجاب الذي يريده من متابعيه على السوشيال ميديا! هل وصل العالم الى هذه المرحلة من الجنون؟!
يجب أن نستمتع بحياتنا بعيدا عن جنون السوشيال ميديا. ودون أن نقارن ما نملك ونفعل في حياتنا بما يملكه ويفعله هؤلاء المؤثرون الذين لا يملكون سوى ثقافة الاستعراض.
وفي المرة القادمة التي يخرج مجموعة من الأصدقاء مع بعضهم البعض، أتمنى أن يتعاهدوا على عدم استعمال الهواتف الذكية أو تصفح مواقع السوشيال ميديا، وأن يعطوا بعضهم بعض الوقت ليتحدثوا مع بعضهم البعض. بعيداً عن هوس الاستعراض على السوشيال ميديا وسناب شات وغيرها.
@Abdul_85