صفاء قره محمد - بيروت

البطريرك أرجع تأخرها للمصالح الداخلية والولاء للخارج

تبددت الآمال في تأليف الحكومة اللبنانية، حيث يبدو «ألّا نية حقيقية لدى رئاسة الجمهورية لتأليفها»، خصوصًا بعد كلام الرئيس المكلف سعد الحريري بأن «وطاويط» بعبدا من عرقلوا مساعي تشكيلها، وعليه تدخل البلاد في عطلة الأعياد، وبذلك لا أمل أن تبصر الحكومة النور قبل حلول العام 2021.

وفي هذا الإطار، رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في قداس الميلاد، أنه «إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة؛ لأنها تكشف عدم المسؤولية، وإذا كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم؛ لأنها تفضح الولاء لغير لبنان».

الفساد والوحدة

وقال البطريرك الراعي: «لقد توقعنا أن تعزز مكافحة الفساد وحدتنا الوطنية، فتفاجأنا بها تهز هذه الوحدة وتعيد البلاد إلى مراحل سابقة طويناها. توقعنا أن يؤدي التحقيق القضائي المستقل في تفجير المرفأ إلى مزيد من اللحمة الوطنية، فتفاجأنا بتحوله صراعًا بين القضاء والأجهزة الأمنية والمؤسسات الدستورية».

وأضاف: «توقعنا أن تتهافت السلطة السياسية إلى تلقف توصيات المؤتمرات الدولية ومساعدات الدول المانحة، وتبدأ بمشاريع الإصلاح للجم الانهيار، فتفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح وإجهاض المبادرات الدولية والمؤتمرات التي انعقدت من أجل نهوض لبنان. توقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون بمستوى التحديات من أجل إحياء الدولة والمؤسسات واتخاذ القرارات، فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادة ومعايير مستحدثة، وبربط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم، فبتنا من دون سلطة إجرائية دستورية، وازداد الانهيار».

عظمة المصيبة

وتابع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي: «إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة؛ لأنها تكشف عدم المسؤولية، وإذا كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم؛ لأنها تفضح الولاء لغير لبنان، وفي الحالتين يشعر الشعب بأن التغيير بات أمرًا ملحًّا من أجل وقف مسيرة الانهيار الوطني.

وختم قائلًا: أي ضمير يسمح بربط إنقاذ لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد؟ لكم تمنينا على رئيس فخامة الجمهورية ودولة الرئيس المكلف أن يشكّلا فريقًا واحدًا يعلو على جميع الأطراف ويتحررا، ولو مؤقتًا، من جميع الضغوط ويتعاونا في تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين.. فيكسبان ثقة الشعب والعالم وينهضان بلبنان، ويصبحان مضرب مثل في تجديد الشراكة الوطنية، لكن تمنياتنا اصطدمت بابتداع البعض شروطًا لا محل لها في هذه المرحلة، ولا مبرر لها في حكومة اختصاصيين.. فلا بد من مصارحة الشعب التي هي ميزة المسؤولين في الأزمات المصيرية.. وأي أزمة أعظم من هذه الأزمة؟».