أقصد تبديد الوقت وإخلاف المواعيد،
فالشائع من القول أن العربي إلا ما ندر، يقتني أغلى الساعات ويحرص على تملك الثمين منها، أو مجرد تملكها واستبدالها حالما يرى إعلانا عن ساعة أحدث أو فيها تميز عما يلبسه الآخرون.
الكل لاحظ أن مصطلح «مواعيد عرب» أصبح معروفا وشائعا حتى بين غير العرب، كدلالة على عدم الحضور في الوقت المناسب، وذلك بسبب الفكرة السائدة عن العرب عموما، والتي تشير إلى عدم تقديرهم للوقت والمواعيد على حد سواء. ورغم حديث الأغلبية عن بشاعة التأخر في المواعيد وعدم الالتزام بها، إلا أنهم غالبا ما يرتكبونها عن عمد أو غير عمد، ما يزيد من حجم الظاهرة ويدعو إلى تكريسها في المجتمع، بحيث يبدو من يحترم مواعيده خارجا عن القاعدة، ومختلفا عن الجميع.
ساعة كاملة من الانتظار
قد لا يلاحظ البعض أننا في المجتمع الخليجي نمارس أعمالنا بطريقة عجيبة للغاية.. فعندما يكون رب العمل في قمة نشاطه.. حيث لا يأتي إلا متأخرا ساعات عن موعد بدء العمل.. وعند ذاك يكون الموظفون استهلكوا نصف -أو كل- طاقتهم العملية.
سمعت عن رؤساء لا يأتون إلى مكاتبهم إلا بعد صلاة الظهر.. وربما عذرهم أنهم مشغولون في أعمال خارج المكتب، ولمصلحة العمل.. لكن الموظف في الخط الثاني أو الثالث يكون قد بدا عليه الإعياء.. لاسيما إذا علم أنه لن يترك العمل قبل رئيسه، حتى لو بقي الأخير إلى الساعة الرابعة عصرا.
قدر لي أن أرتبط بعلاقة عمل مع شخصية كان يريد مني ترجمة مادة طويلة..
قابلته واستلمت المادة.. وتحدثنا قليلا.. واستأذنت قائلا له إنني قد أحتاج إلى زيارته مرة أو مرتين، أو محادثته هاتفيا.. فأبدى الرجل استعداده وغادرت المكتب.
لحق بي السكرتير وقال: يا أخ عبدالعزيز.. حاول ألا تتصل قبل الساعة السابعة..
قلت له: إن شاء الله سوف لا أفعل.. فما من أحد يتصل بآخر قبل الساعة السابعة.. إلا في حالة طوارئ..
ابتسم السكرتير وقال: قصدي السابعة مساء.. فصاحب العمل قل أن يصحو قبل المغيب.
وهكذا.. «معزبي» في قمة نشاطه..!!
وأنا في قمة الإعياء..!
لأنني في نهاية يوم عمل.
لا شيء يتم دون تعب.. إلا الفقر..! (مثل إنجليزي)
A_Althukair@
فالشائع من القول أن العربي إلا ما ندر، يقتني أغلى الساعات ويحرص على تملك الثمين منها، أو مجرد تملكها واستبدالها حالما يرى إعلانا عن ساعة أحدث أو فيها تميز عما يلبسه الآخرون.
الكل لاحظ أن مصطلح «مواعيد عرب» أصبح معروفا وشائعا حتى بين غير العرب، كدلالة على عدم الحضور في الوقت المناسب، وذلك بسبب الفكرة السائدة عن العرب عموما، والتي تشير إلى عدم تقديرهم للوقت والمواعيد على حد سواء. ورغم حديث الأغلبية عن بشاعة التأخر في المواعيد وعدم الالتزام بها، إلا أنهم غالبا ما يرتكبونها عن عمد أو غير عمد، ما يزيد من حجم الظاهرة ويدعو إلى تكريسها في المجتمع، بحيث يبدو من يحترم مواعيده خارجا عن القاعدة، ومختلفا عن الجميع.
ساعة كاملة من الانتظار
قد لا يلاحظ البعض أننا في المجتمع الخليجي نمارس أعمالنا بطريقة عجيبة للغاية.. فعندما يكون رب العمل في قمة نشاطه.. حيث لا يأتي إلا متأخرا ساعات عن موعد بدء العمل.. وعند ذاك يكون الموظفون استهلكوا نصف -أو كل- طاقتهم العملية.
سمعت عن رؤساء لا يأتون إلى مكاتبهم إلا بعد صلاة الظهر.. وربما عذرهم أنهم مشغولون في أعمال خارج المكتب، ولمصلحة العمل.. لكن الموظف في الخط الثاني أو الثالث يكون قد بدا عليه الإعياء.. لاسيما إذا علم أنه لن يترك العمل قبل رئيسه، حتى لو بقي الأخير إلى الساعة الرابعة عصرا.
قدر لي أن أرتبط بعلاقة عمل مع شخصية كان يريد مني ترجمة مادة طويلة..
قابلته واستلمت المادة.. وتحدثنا قليلا.. واستأذنت قائلا له إنني قد أحتاج إلى زيارته مرة أو مرتين، أو محادثته هاتفيا.. فأبدى الرجل استعداده وغادرت المكتب.
لحق بي السكرتير وقال: يا أخ عبدالعزيز.. حاول ألا تتصل قبل الساعة السابعة..
قلت له: إن شاء الله سوف لا أفعل.. فما من أحد يتصل بآخر قبل الساعة السابعة.. إلا في حالة طوارئ..
ابتسم السكرتير وقال: قصدي السابعة مساء.. فصاحب العمل قل أن يصحو قبل المغيب.
وهكذا.. «معزبي» في قمة نشاطه..!!
وأنا في قمة الإعياء..!
لأنني في نهاية يوم عمل.
لا شيء يتم دون تعب.. إلا الفقر..! (مثل إنجليزي)
A_Althukair@