عبدالرحمن المرشد

تأتي إجازة الربيع هذا العام في ظل ظروف سياحية استثنائية تحتم على القائمين على وزارة السياحة بذل المزيد من الجهد والترويج لهذا القطاع الذي تراهن عليه الدولة لجلب الكثير من الاستثمارات ومضاعفة المداخيل القومية عاما بعد عام، نقول إن الظروف استثنائية بسبب الحجر الخارجي وبقاء الناس داخل البلد مما يضاعف من الجهود الملقاة على عاتق السياحة للترويج لأماكن الجذب السياحي وما أكثرها في المملكة، فنحن نمتلك كافة المقومات البرية والطبيعية والبحرية والشتوية وغيرها لعمل برامج تضاهي أفضل دول العالم، خلال فترة الحجر الماضية بدأت الناس تكتشف مكنونات سياحية غائبة لم تظهر من قبل بل لم يعلم عنها الناس شيئا وهذه من إيجابيات الحجر أنها أظهرت أماكن جميلة داخل السعودية تضاهي أفضل دول العالم التي كنا نتباهى بالسفر إليها بينما نمتلك جمالا ساحرا وبيئة جميلة خلاف الأمن والأمان ولله الحمد.

يقع على عاتق وزارة السياحة عمل مهم وجبار لاستثمار كعكة السياحة الداخلية خلال إجازة الربيع لأنني أتوقع ما لا قل عن ستة ملايين سائح خلال هذه الفترة متوسط إنفاق الواحد لا يقل عن ألف وخمسمائة ريال، نتحدث عن أرقام فلكية يمكن تحقيقها بشرط التركيز على وسائل الجذب السياحي وما يتبعه من تدعيم للبنية التحتية التي يفترض أن تكون جاهزة أصلا وعمل برامج نوعية تراعي مكنونات كل منطقة وما تنفرد به من مزايا.. مثلا خلال هذه الأيام يمكن التركيز على السياحة الشتوية التي تنفرد بها منطقة جازان وهكذا، أيضا يفترض أن تكون الأسعار مناسبة وغير مبالغ فيها لتحقيق نسبة حضور وإشغال لكافة المواقع السياحية.

التركيز على مشاهير السناب وكأنهم طوق النجاة في الترويج السياحي غير مجدية في رأيي لأن رائحة الإعلان التجاري تفوح من سناباتهم والجميع يدرك ذلك وربما يكون لتدخلهم نتيجة عكسية، والأفضل الترويج لتلك المواقع عن طريق جهات رسمية موثوقة مثل إمارات المناطق أو وكالة الأنباء السعودية والقنوات التلفزيونية الرسمية للقيام بعمل مقاطع فيديو قصيرة بجودة عالية والتعليق عليها صوتا وكأنها برامج وثائقية ومن ثم بثها، وهذه الطريقة أفضل بكثير لأنها ستعطي انتشارا وحضورا واسعا وترويجا للسياحة المحلية ومصداقية أكبر.

almarshad_1@