مختصون يطالبون بإعادة ترميمها وحمايتها من عوامل التعرية
تزخر تاروت، بمحافظة القطيف، بالمواقع التراثية الهامة، التي تسطر حقبة من الماضي، إذ يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من 7 آلاف عام، ومن بين هذه الآثار قلعة تاروت ومدفن جاوان بصفوى، ومطار الرفيعة، وقصر الفيحاني بدارين.
وفي الوقت الذي اندثرت فيه الكثير من المعالم، لا تزال آثار أخرى تقاوم عوامل الزمن وموجات التعرية الجوية.
وطالب مختصون بأهمية حماية الآثار المتبقية، وإعادة ترميمها من نفس خامات البناء الأول، مؤكدين أنها تحتاج إلى تسليط الضوء على آثارها المتنوعة وكنوزها الأثرية.
«القلعة».. أبرز المعالم
بيّن الباحث والمهتم بالتاريخ والآثار جعفر العيد، أن تاروت تحتاج إلى تسليط الضوء على آثارها المتنوعة وكنوزها الأثرية، والتي تأثرت بعوامل التعرية، خاصةً أن تاريخها يعود إلى أكثر من 7 آلاف سنة.
وأضاف إن تاروت، قطنها العديد من الحضارات القديمة، وتشمل آثارًا قديمة داخل أسوارها كالبيوت المشيّدة بالحصا والجص، ومن أبرز مَن قطنها الفينيقيون والساسانيون.
وتابع «العيد»، أن قلعة تاروت من أبرز الآثار الموجودة فيها، ويعود تاريخ بنائها إلى الفترة الممتدة بين عامي 1512م - 1515م، وتوجد في الناحية الجنوبيّة الغربية من حي الديرة، وعلى الرغم من أن الحضارة التي شَيدتها غير معروفة، إلا أن الكثير من علماء الآثار يرجحون أنها شيّدت على يد أهل القطيف، لحماية أنفسهم من هجمات البرتغاليين، فيما يرى آخرون أن البرتغاليين أنفسهم هم مَن شيّدوها لِحماية أنفسهم من هجمات العثمانيين الأتراك.
نبع ماء عميق.. وبركة حجرية
ذكر المهتم بالتراث جعفر البحراني، أن قلعة تاروت شيّدت فوق أنقاض أساسات مبانٍ قديمة تعود إلى الألف الثالثة ق. م، ويمكن للزائر أن يشاهد تحت أساسات القلعة مجموعة من الحجارة المصقولة والمتراصة بشكل منتظم تمثل مبنى أقدم، ويقع إلى جوار هذا المبنى نبع ماء عميق يتصل بقناة تؤدي إلى بركة حجرية مكشوفة.
وبيّن «البحراني» أن المواد الأثرية المكتشفة في الموقع تشمل 4 أدوار تاريخية تمثل مراحل الاستيطان بالموقع، وتعود أقدم هذه المراحل إلى فترة حضارة العبيد الثانية 4300 ــ 4000 ق.م، واستمر الاستيطان بالموقع حتى الألف الثالث ق.م، حيث حضارة دلمون التي يعود أحدثها بالموقع إلى فترة باربار المتأخرة، وعلى هذا فإن موقع القلعة يقع بين الفترة «4300 ق.م حتى 500 ق. م.
وأكد «البحراني» أهمية حماية الآثار المتواجدة بـ «تاروت» وإلا فسوف تندثر خلال فترة قليلة، مشيرًا إلى أن عوامل التعرية والزمن ستنهي ما تبقى منها إذا لم نتحرك سريعًا لحمايتها.
تاريخ قديم ومواقع مميزة
قال الكاتب والباحث سلمان الرامس، إن مطار الرفيعة البسيط والذي اندثر وبقيت غرفة وحيدة منه، شاهد على تاريخ طويل، وجاء ذكره في المصادر الأجنبية ومذكراتهم.
وأضاف إن أول عهد لأبناء المنطقة الشرقية بالطائرات كانت عندما أنشأت الحكومة السعودية مدرسة لتعليم الطيران في تاروت عام 1348هـ، واشترت الطائرات، وأحضرت المعلمين الأجانب إلا أن المشروع تعثر ثم نقل إلى مدينة جدة، مشيرًا إلى أن هذا المطار يقع في الرفيعة جنوب تاروت.
وتابع «الرامس»، أن موقع الرفيعة من المواقع المتميزة على مستوى الخليج وقد ضم ورشًا محلية لصناعة الأواني الحجرية المصنعة من الحجر الصابوني، وهي أوانٍ تمتاز بنقوش وعناصر زخرفية ذات طابع فريد مما يجعل الرفيعة من أهم مراكز صناعة هذا النوع من الأواني الحجرية شرقي الجزيرة العربية، كما عثر على مجموعة من الأواني الفخارية ومنها أوان تماثل الطراز الأكدي القديم تؤرخ بعام 2300 قبل الميلا، مشيرًا إلى أن تاريخ موقع الرفيعة ينتمي إلى الألف الثالثة قبل الميلاد واستمر حتى 300 قبل الميلاد.
أقدم مدينة في الخليج العربي
أوضح المهتم بالتراث محمد الحماد، أن قلعة تاروت تحتل قمة تل أثري مرتفع بشكل بارز ولافت للأنظار، ويتكوّن التل من خليط من الطين والأتربة، وقطع الحجارة الضخمة التي يزيد طول بعضها على المتر الواحد.
وأضاف إن القلعة تتكوّن من بناء شبه بيضاوي غير منتظم الشكل، ولها سور خارجي مدعوم بـ4 أبراج مخروطية بقي منها البرجان الغربيان، وقد جرى آخر ترميم لهذه القلعة من قِبل وكالة الآثار عام 1404هـ - 1984م، مشيرًا إلى أن مساحة تاروت في الوقت الحاضر تقدر بـ35 كم بعد أن كانت مساحتها 19 فقط، وذلك بسبب عمليات الردم المتواصلة على مدى حوالي 5 عقود من الزمن.
وبيّن «الحماد» أن القلعة رغم أهميتها التاريخية، إلا أنها تعاني الإهمال، مشيرًا إلى أهمية الاهتمام بها باعتبارها رصيدًا أثريًا مهمًا وعظيمًا، لا نريد أن نصبح مثل قصر صاهود الذي وقعت منه شرفة وبرج قبل أيام.
وطالب «الحماد» المسؤولين بالاهتمام بهذا الإرث الكبير، الذي يعود بنا لتاريخ عظيم، مشيرًا إلى أن تاروت أقدم موقع لمدينة في الخليج العربي بحسب «جيفري بيبي» رئيس البعثة الدنماركية التي درست المنطقة.
كنز تراثي لحقب زمنية مختلفة
أكد المهتم بالتراث فتحي البنعلي، أن قصر الفيحاني من الآثار الهامة في دارين، ويقع في حي القبلة أو الجبلة آنذاك، كان يضم مرافق منها مجموعة من الغرف والمجالس والمخازن، وتبلغ مساحته حوالي 8 آلاف متر مربع، ولكن ما بقي منه اليوم ليس أكثر من أطلال وتلال.
وأضاف إن «القلعة» سابقة لبناء القصر، ووجدت فيها آثار عديدة، واكتشفت فيها عملات متعددة يرجع تاريخ بعضها إلى صدر الإسلام، وأسفر التنقيب في عام 2014م عن العثور على فخارات خزفية وأوانٍ زجاجية تعود إلى عصور مختلفة، مشيرًا إلى أنه رغم قيمتها التاريخية إلا أنها أصبحت أيضًا مجرد أطلال. وشدد على الاهتمام بهذا الموقع الأثري وترميمه، كونه يمثل كنزًا تراثيًا، يعود بنا لحقب زمنية مختلفة.
قصور لم تستطع الصمود
ناشد المواطن فيصل القاضي، وزارة السياحة وهيئة التراث بالاهتمام بمعالم المنطقة، والتي تربط المكان بالزمان والإنسان وتنمي حس الانتماء بشكل متواصل.
وأضاف إنه زار قصر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني عدة مرات ووجده مطوقًا بسور شبكي حكومي بقصد حماية ما تبقى منه من عبث العابثين، مشيرًا إلى أن القصر يقع في مكان جميل على ربوة مطلة على البحر لكن للأسف الشديد وجده بلا معالم ولم يستطع الصمود، قائلًا «رأيت أطلالًا لزاوية من قصر وليس قصرًا بالمعنى المتعارف عليه».
وفي الوقت الذي اندثرت فيه الكثير من المعالم، لا تزال آثار أخرى تقاوم عوامل الزمن وموجات التعرية الجوية.
وطالب مختصون بأهمية حماية الآثار المتبقية، وإعادة ترميمها من نفس خامات البناء الأول، مؤكدين أنها تحتاج إلى تسليط الضوء على آثارها المتنوعة وكنوزها الأثرية.
«القلعة».. أبرز المعالم
بيّن الباحث والمهتم بالتاريخ والآثار جعفر العيد، أن تاروت تحتاج إلى تسليط الضوء على آثارها المتنوعة وكنوزها الأثرية، والتي تأثرت بعوامل التعرية، خاصةً أن تاريخها يعود إلى أكثر من 7 آلاف سنة.
وأضاف إن تاروت، قطنها العديد من الحضارات القديمة، وتشمل آثارًا قديمة داخل أسوارها كالبيوت المشيّدة بالحصا والجص، ومن أبرز مَن قطنها الفينيقيون والساسانيون.
وتابع «العيد»، أن قلعة تاروت من أبرز الآثار الموجودة فيها، ويعود تاريخ بنائها إلى الفترة الممتدة بين عامي 1512م - 1515م، وتوجد في الناحية الجنوبيّة الغربية من حي الديرة، وعلى الرغم من أن الحضارة التي شَيدتها غير معروفة، إلا أن الكثير من علماء الآثار يرجحون أنها شيّدت على يد أهل القطيف، لحماية أنفسهم من هجمات البرتغاليين، فيما يرى آخرون أن البرتغاليين أنفسهم هم مَن شيّدوها لِحماية أنفسهم من هجمات العثمانيين الأتراك.
نبع ماء عميق.. وبركة حجرية
ذكر المهتم بالتراث جعفر البحراني، أن قلعة تاروت شيّدت فوق أنقاض أساسات مبانٍ قديمة تعود إلى الألف الثالثة ق. م، ويمكن للزائر أن يشاهد تحت أساسات القلعة مجموعة من الحجارة المصقولة والمتراصة بشكل منتظم تمثل مبنى أقدم، ويقع إلى جوار هذا المبنى نبع ماء عميق يتصل بقناة تؤدي إلى بركة حجرية مكشوفة.
وبيّن «البحراني» أن المواد الأثرية المكتشفة في الموقع تشمل 4 أدوار تاريخية تمثل مراحل الاستيطان بالموقع، وتعود أقدم هذه المراحل إلى فترة حضارة العبيد الثانية 4300 ــ 4000 ق.م، واستمر الاستيطان بالموقع حتى الألف الثالث ق.م، حيث حضارة دلمون التي يعود أحدثها بالموقع إلى فترة باربار المتأخرة، وعلى هذا فإن موقع القلعة يقع بين الفترة «4300 ق.م حتى 500 ق. م.
وأكد «البحراني» أهمية حماية الآثار المتواجدة بـ «تاروت» وإلا فسوف تندثر خلال فترة قليلة، مشيرًا إلى أن عوامل التعرية والزمن ستنهي ما تبقى منها إذا لم نتحرك سريعًا لحمايتها.
تاريخ قديم ومواقع مميزة
قال الكاتب والباحث سلمان الرامس، إن مطار الرفيعة البسيط والذي اندثر وبقيت غرفة وحيدة منه، شاهد على تاريخ طويل، وجاء ذكره في المصادر الأجنبية ومذكراتهم.
وأضاف إن أول عهد لأبناء المنطقة الشرقية بالطائرات كانت عندما أنشأت الحكومة السعودية مدرسة لتعليم الطيران في تاروت عام 1348هـ، واشترت الطائرات، وأحضرت المعلمين الأجانب إلا أن المشروع تعثر ثم نقل إلى مدينة جدة، مشيرًا إلى أن هذا المطار يقع في الرفيعة جنوب تاروت.
وتابع «الرامس»، أن موقع الرفيعة من المواقع المتميزة على مستوى الخليج وقد ضم ورشًا محلية لصناعة الأواني الحجرية المصنعة من الحجر الصابوني، وهي أوانٍ تمتاز بنقوش وعناصر زخرفية ذات طابع فريد مما يجعل الرفيعة من أهم مراكز صناعة هذا النوع من الأواني الحجرية شرقي الجزيرة العربية، كما عثر على مجموعة من الأواني الفخارية ومنها أوان تماثل الطراز الأكدي القديم تؤرخ بعام 2300 قبل الميلا، مشيرًا إلى أن تاريخ موقع الرفيعة ينتمي إلى الألف الثالثة قبل الميلاد واستمر حتى 300 قبل الميلاد.
أقدم مدينة في الخليج العربي
أوضح المهتم بالتراث محمد الحماد، أن قلعة تاروت تحتل قمة تل أثري مرتفع بشكل بارز ولافت للأنظار، ويتكوّن التل من خليط من الطين والأتربة، وقطع الحجارة الضخمة التي يزيد طول بعضها على المتر الواحد.
وأضاف إن القلعة تتكوّن من بناء شبه بيضاوي غير منتظم الشكل، ولها سور خارجي مدعوم بـ4 أبراج مخروطية بقي منها البرجان الغربيان، وقد جرى آخر ترميم لهذه القلعة من قِبل وكالة الآثار عام 1404هـ - 1984م، مشيرًا إلى أن مساحة تاروت في الوقت الحاضر تقدر بـ35 كم بعد أن كانت مساحتها 19 فقط، وذلك بسبب عمليات الردم المتواصلة على مدى حوالي 5 عقود من الزمن.
وبيّن «الحماد» أن القلعة رغم أهميتها التاريخية، إلا أنها تعاني الإهمال، مشيرًا إلى أهمية الاهتمام بها باعتبارها رصيدًا أثريًا مهمًا وعظيمًا، لا نريد أن نصبح مثل قصر صاهود الذي وقعت منه شرفة وبرج قبل أيام.
وطالب «الحماد» المسؤولين بالاهتمام بهذا الإرث الكبير، الذي يعود بنا لتاريخ عظيم، مشيرًا إلى أن تاروت أقدم موقع لمدينة في الخليج العربي بحسب «جيفري بيبي» رئيس البعثة الدنماركية التي درست المنطقة.
كنز تراثي لحقب زمنية مختلفة
أكد المهتم بالتراث فتحي البنعلي، أن قصر الفيحاني من الآثار الهامة في دارين، ويقع في حي القبلة أو الجبلة آنذاك، كان يضم مرافق منها مجموعة من الغرف والمجالس والمخازن، وتبلغ مساحته حوالي 8 آلاف متر مربع، ولكن ما بقي منه اليوم ليس أكثر من أطلال وتلال.
وأضاف إن «القلعة» سابقة لبناء القصر، ووجدت فيها آثار عديدة، واكتشفت فيها عملات متعددة يرجع تاريخ بعضها إلى صدر الإسلام، وأسفر التنقيب في عام 2014م عن العثور على فخارات خزفية وأوانٍ زجاجية تعود إلى عصور مختلفة، مشيرًا إلى أنه رغم قيمتها التاريخية إلا أنها أصبحت أيضًا مجرد أطلال. وشدد على الاهتمام بهذا الموقع الأثري وترميمه، كونه يمثل كنزًا تراثيًا، يعود بنا لحقب زمنية مختلفة.
قصور لم تستطع الصمود
ناشد المواطن فيصل القاضي، وزارة السياحة وهيئة التراث بالاهتمام بمعالم المنطقة، والتي تربط المكان بالزمان والإنسان وتنمي حس الانتماء بشكل متواصل.
وأضاف إنه زار قصر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني عدة مرات ووجده مطوقًا بسور شبكي حكومي بقصد حماية ما تبقى منه من عبث العابثين، مشيرًا إلى أن القصر يقع في مكان جميل على ربوة مطلة على البحر لكن للأسف الشديد وجده بلا معالم ولم يستطع الصمود، قائلًا «رأيت أطلالًا لزاوية من قصر وليس قصرًا بالمعنى المتعارف عليه».