ما زال حسم منافسة الرئاسة الأمريكية بين شد وجذب، ولم يكن انتقال مقاليد الرئاسة الأمريكية سلساً من الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته إلى الرئيس المنتخب وشبه المنصّب خلفاً له جوزيف بايدن، وقد وقف العالم كله لأول مرة بهذا القدر الكبير من الاهتمام والمتابعة لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في دورتها التاسعة والخمسين، والتي اعتبرت الأسخن والأكثر تصويتاً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ولأول مرة اعتقد المحللون أن حسم الفوز بالرئاسة سيطول أمده أكثر مما ينبغي بسبب تمسك ترامب برأيه حول شرعية التصويت وتشكيكه بإدارة العملية الانتخابية وبالتالي تأخره في الإقرار لغريمه بالفوز.
هذا الاهتمام غير المسبوق بتفاصيل الانتخابات الأمريكية ونتائجها من قبل جميع سكان المعمورة تقريباً، له تفسيرات أبعد من مجرد الإقرار بحجم وقوة تأثير الولايات المتحدة الأمريكية العسكري والاقتصادي والسياسي، فهذه المعطيات لم تتغير منذ عقود ولا تخفى على أحد، ولكن في هذه الدورة من الانتخابات كان العالم قد تعرف على ترامب! نعم هو ترامب من أوقف العالم كله لترقب بقائه في البيت الأبيض أو خروجه المؤثر منه. ولا أبالغ لو قلت إن كل ما على الكوكب سيتأثر بهذا الحدث! فترامب الذي تنصل من اتفاقية باريس للمناخ قد سعى بكل وضوح لإعلان موقف أمريكي إقصائي بالدرجة الأولى في العديد من القضايا ومع الجميع تقريباً، الاتحاد الأوروبي وحزب الناتو وكذلك الجارة المكسيك، وبالتأكيد الصين الغريم الاقتصادي الجديد، كما عمد ترامب في نهجه إلى تعطيل العديد من أواصر التواصل في زمن لم يعد قطع الاتصال وحسر قنواته خياراً متاحاً، حيث العالم أصبح غرفة عمليات نشطة تتبادل المعلومات والآراء والمواقف وتتناقلها في أجزاء من الثانية، والغريب أن الرجل لم يغب عنه ذلك وهو يبث التغريدات في كل وقت وفي كل موضوع إدراكاً منه بأن العالم يسمع ويرى ويتفاعل.
إن ثورة الاتصالات المتعاظمة بوتيرة متسارعة أشكلت على المخططين الإستراتيجيين مجاراتها وحدت من دقة تنبؤاتهم المستقبلية للأعمال، وجعلت احتماليات التعديل وحتى الفشل عالية، فنجاح إستراتيجيات الأعمال أصبح في هذا الوقت رهينة بالتطورات والتحولات الهائلة التي تتميز بها صناعة الاتصالات. والواقع أن الاتصالات هي أحد أضلاع مثلث أي ثورة اقتصادية، مع ضلعيه الآخرين المواصلات والطاقة، فالعالم قد شهد ثورات صناعية ثلاث سبقت هذه الثورة الرابعة التي نعيشها في وقتنا الحاضر، وتزامنت تلك الثورات مع تطور الاتصالات باختراع الهاتف والتلكس والتلفزيون، كما تزامنت مع تطور المواصلات باختراع المحرك البخاري ومحركات الوقود المحترق ثم اكتشاف مصادر الطاقة الحديثة الكهرباء والنفط التي فتحت الباب للانطلاق بالإنسان والأشياء حول العالم براً وجواً حتى حط رحاله فوق الكواكب والأقمار!
تبدو الصورة الآن أكثر وضوحاً حول ما يمكن أن تكون عليه النقلة الحضارية القادمة ونحن نتلقى أخبار الاكتشافات العلمية والنجاحات الصناعية في تطوير مصادر الطاقة المتجددة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والتقدم المهول في مجال لغة الآلة المعتمد على الاتصالات فائقة السرعة، ووصول صناعة السيارات الكهربائية لمستوى الإنتاج التجاري الكثيف، كل هذه الأحداث والأخبار تنبئ بقرب الثورة الخامسة والتي لن تختلف عن سابقاتها في الاعتماد على مثلث الثورة الصناعية، فبالطاقة الرخيصة والمتجددة ستزدهر صناعة المواصلات لتواكب السرعة الضوئية للاتصالات.
الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لها أن تحتل مكانتها اليوم لولا تميزها بامتلاك أضلاع هذا المثلث، فهي تعتبر الدولة الأولى من حيث كثرة القنوات المائية الملاحية والتي تقدر بأكثر من واحد وأربعين ألف كلم مائي غير بحيراتها الكبرى، وبها أطول شبكة خطوط حديدية وبرية، وأكبر عدد من شركات الطيران، بالإضافة إلى امتلاكها لمفاتيح النفط والطاقة، وهي تقود صناعة الاتصالات بشركاتها الأكبر عالمياً على الرغم من مزاحمة الصين لها مؤخراً في مجال الاتصالات وخاصة بجيلها الخامس. هذه المكانة الأمريكية في بؤرة الثورات الصناعية تفسر لنا موقعها القيادي في الكثير من العلوم ومن أهمها علم الإدارة الذي يتغذى على الحركة الاقتصادية ويغذيها، فنجد أن أحدث النظريات والممارسات الإدارية تتفتق وتتبلور وتأتينا من هناك، ونجاح هذه النظريات والممارسات تترجمها النجاحات المتلاحقة والكبيرة للشركات الأمريكية الناشئة منها والعريقة والتي تقود أكبر الاقتصادات في مجالات الطاقة والاتصالات والنقل.
في خضم التداول الإعلامي لأحداث ومستجدات الانتخابات الأمريكية، برز لنا خبر من الجهة الأخرى من العالم وتحديداً من دولة الإمارات العربية الشقيقة بإعلان نجاح التجربة الأولى لثورة جديدة في مجال المواصلات طال انتظارها، فقد أُعلن هناك عن نجاح أول رحلة لنقل الركاب في كبسولة (هايبرلوب)، وهي الوسيلة الأسرع في تاريخ البشرية لنقل الناس والبضائع، وبسرعة تقارب الألف كلم في الساعة وبمعدل استخدام للطاقة منخفض جداً مقارنة بأي وسيلة أخرى.
جاء هذا الخبر متزامناً بشكل ملفت مع إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، التي يؤمل منها أن تعيد أمريكا مع رئيسها الجديد إلى مد وترميم جسور التواصل مع دول واتحادات وكيانات سياسية واقتصادية وبيئية وعسكرية بعد حقبة ترامبية استثنائية.
هذا الاهتمام غير المسبوق بتفاصيل الانتخابات الأمريكية ونتائجها من قبل جميع سكان المعمورة تقريباً، له تفسيرات أبعد من مجرد الإقرار بحجم وقوة تأثير الولايات المتحدة الأمريكية العسكري والاقتصادي والسياسي، فهذه المعطيات لم تتغير منذ عقود ولا تخفى على أحد، ولكن في هذه الدورة من الانتخابات كان العالم قد تعرف على ترامب! نعم هو ترامب من أوقف العالم كله لترقب بقائه في البيت الأبيض أو خروجه المؤثر منه. ولا أبالغ لو قلت إن كل ما على الكوكب سيتأثر بهذا الحدث! فترامب الذي تنصل من اتفاقية باريس للمناخ قد سعى بكل وضوح لإعلان موقف أمريكي إقصائي بالدرجة الأولى في العديد من القضايا ومع الجميع تقريباً، الاتحاد الأوروبي وحزب الناتو وكذلك الجارة المكسيك، وبالتأكيد الصين الغريم الاقتصادي الجديد، كما عمد ترامب في نهجه إلى تعطيل العديد من أواصر التواصل في زمن لم يعد قطع الاتصال وحسر قنواته خياراً متاحاً، حيث العالم أصبح غرفة عمليات نشطة تتبادل المعلومات والآراء والمواقف وتتناقلها في أجزاء من الثانية، والغريب أن الرجل لم يغب عنه ذلك وهو يبث التغريدات في كل وقت وفي كل موضوع إدراكاً منه بأن العالم يسمع ويرى ويتفاعل.
إن ثورة الاتصالات المتعاظمة بوتيرة متسارعة أشكلت على المخططين الإستراتيجيين مجاراتها وحدت من دقة تنبؤاتهم المستقبلية للأعمال، وجعلت احتماليات التعديل وحتى الفشل عالية، فنجاح إستراتيجيات الأعمال أصبح في هذا الوقت رهينة بالتطورات والتحولات الهائلة التي تتميز بها صناعة الاتصالات. والواقع أن الاتصالات هي أحد أضلاع مثلث أي ثورة اقتصادية، مع ضلعيه الآخرين المواصلات والطاقة، فالعالم قد شهد ثورات صناعية ثلاث سبقت هذه الثورة الرابعة التي نعيشها في وقتنا الحاضر، وتزامنت تلك الثورات مع تطور الاتصالات باختراع الهاتف والتلكس والتلفزيون، كما تزامنت مع تطور المواصلات باختراع المحرك البخاري ومحركات الوقود المحترق ثم اكتشاف مصادر الطاقة الحديثة الكهرباء والنفط التي فتحت الباب للانطلاق بالإنسان والأشياء حول العالم براً وجواً حتى حط رحاله فوق الكواكب والأقمار!
تبدو الصورة الآن أكثر وضوحاً حول ما يمكن أن تكون عليه النقلة الحضارية القادمة ونحن نتلقى أخبار الاكتشافات العلمية والنجاحات الصناعية في تطوير مصادر الطاقة المتجددة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والتقدم المهول في مجال لغة الآلة المعتمد على الاتصالات فائقة السرعة، ووصول صناعة السيارات الكهربائية لمستوى الإنتاج التجاري الكثيف، كل هذه الأحداث والأخبار تنبئ بقرب الثورة الخامسة والتي لن تختلف عن سابقاتها في الاعتماد على مثلث الثورة الصناعية، فبالطاقة الرخيصة والمتجددة ستزدهر صناعة المواصلات لتواكب السرعة الضوئية للاتصالات.
الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لها أن تحتل مكانتها اليوم لولا تميزها بامتلاك أضلاع هذا المثلث، فهي تعتبر الدولة الأولى من حيث كثرة القنوات المائية الملاحية والتي تقدر بأكثر من واحد وأربعين ألف كلم مائي غير بحيراتها الكبرى، وبها أطول شبكة خطوط حديدية وبرية، وأكبر عدد من شركات الطيران، بالإضافة إلى امتلاكها لمفاتيح النفط والطاقة، وهي تقود صناعة الاتصالات بشركاتها الأكبر عالمياً على الرغم من مزاحمة الصين لها مؤخراً في مجال الاتصالات وخاصة بجيلها الخامس. هذه المكانة الأمريكية في بؤرة الثورات الصناعية تفسر لنا موقعها القيادي في الكثير من العلوم ومن أهمها علم الإدارة الذي يتغذى على الحركة الاقتصادية ويغذيها، فنجد أن أحدث النظريات والممارسات الإدارية تتفتق وتتبلور وتأتينا من هناك، ونجاح هذه النظريات والممارسات تترجمها النجاحات المتلاحقة والكبيرة للشركات الأمريكية الناشئة منها والعريقة والتي تقود أكبر الاقتصادات في مجالات الطاقة والاتصالات والنقل.
في خضم التداول الإعلامي لأحداث ومستجدات الانتخابات الأمريكية، برز لنا خبر من الجهة الأخرى من العالم وتحديداً من دولة الإمارات العربية الشقيقة بإعلان نجاح التجربة الأولى لثورة جديدة في مجال المواصلات طال انتظارها، فقد أُعلن هناك عن نجاح أول رحلة لنقل الركاب في كبسولة (هايبرلوب)، وهي الوسيلة الأسرع في تاريخ البشرية لنقل الناس والبضائع، وبسرعة تقارب الألف كلم في الساعة وبمعدل استخدام للطاقة منخفض جداً مقارنة بأي وسيلة أخرى.
جاء هذا الخبر متزامناً بشكل ملفت مع إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، التي يؤمل منها أن تعيد أمريكا مع رئيسها الجديد إلى مد وترميم جسور التواصل مع دول واتحادات وكيانات سياسية واقتصادية وبيئية وعسكرية بعد حقبة ترامبية استثنائية.