شفافية وبراعة في التعامل مع الأزمة منذ البداية
بمجرد أن تطأ قدماك أولى عتبات مركز لقاحات الدمام، يتبخر ما علق بصدرك من ضباب التوجس وما تبقى من مشاعر الريبة، هنا يبرز الأمل نابضا كالحياة، واضحا كالشمس، لا غيوم سوداء تحجب الرؤية، فقط نسمات محملّة بروائح نفاذة، تعيد إلى الذاكرة تاريخا من الثقة بين المواطن وقيادته. الحقيقة هنا أقوى برهانا وأفصح لسانا من ثرثرات مواقع التواصل الاجتماعي، وازدحامها بالشائعات والمعلومات المغلوطة التي تذوب سريعا، مع أول ضوء لشمس النهار. «ثلاثية الثقة» التي رصدتها «اليوم»، خلال لقائها عددا من المراجعين، تمثلت في شفافية تعامل المملكة مع الأزمة منذ بداية الجائحة، وحرصها على حياة الإنسان، إضافة إلى ما عهده المواطنون والمقيمون من تشدد الجهات المعنية في إجراءات اعتماد أي لقاح، وهو ما يفسر ارتفاع الإقبال على التسجيل خلال الفترة الأخيرة. الإنسان فوق أي حسابات ترقب المواطن عبدالحكيم الخالدي وصول اللقاح، منذ أن تم الإعلان عنه، ولم يتردد لحظة في التسجيل عبر تطبيق «صحتي»، لكن اللافت للنظر - بحسب قوله - هو انسيابية الإجراءات بشكل يفوق توقعاته. يوضح «الخالدي» أن ثقته ومبادرته لأخذ اللقاح، دون تردد، جاءت لأسباب عدة، أبرزها تميز حكومة خادم الحرمين الشريفين، خلال تعاملها مع الجائحة، وسعيها لتوفير أقصى درجات الحماية للمواطنين والمقيمين، على حد سواء، فالإنسان لدى المملكة قبل وفوق أي حسابات، ومن هنا كان واثقا في الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية للتأكد من مأمونية اللقاح وفاعليته. ويضيف «بمجرد دخولي مركز اللقاحات بالدمام انتابتني موجة من الفخر والاعتزار والانتماء، جراء ما شاهدته من حفاوة استقبال وحسن تنظيم، وإجراءات غير مسبوقة تهدف في مجملها لحماية الإنسان». وذكر «الخالدي» أنه أثناء تلقيه اللقاح لم يشعر بأي ألم أو أعراض، مقدما الشكر لجميع أفراد الطاقم الصحي، على جهودهم المبذولة وتفانيهم في العمل. ووجه رسالة إلى المواطنين والمقيمين على أرض المملكة قائلا «نحن في أيد أمينة، وعلينا أن نأخذ بالأسباب التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- وكل داء له دواء، كما أنه ليس من السهولة اعتماد أي لقاح بالمملكة إلا إذا كان آمنا تماما». براعة وانسيابية في الأداء بعد أقل من مرور 3 أيام، على تسجيله في التطبيق، فوجئ المواطن خالد العتيبي، برسالة على الهاتف تطلب منه تحديد الوقت المناسب لتلقي اللقاح. كان «العتيبي» يتوقع التأخير في عملية الموافقة، خاصة مع تضاعف أعداد المقبلين على التطعيم، خلال الأيام الأخيرة. لكن اللافت في التجربة كلها هو تفاني وأريحية الطاقم الصحي، وجميع العاملين بالمركز، قائلا «فوجئت باهتمام كبير، فوق المتوقع، وخاصة بعد دخول كابينة تلقي اللقاح، حيث نشطت الممرضة لتعقيم الكرسي وتهدئتي وسؤالي عن الذراع الذي أفضل حقنه، ونصحتني باستخدام اليد التي لا أستعملها بشكل مستمر». يؤكد «العتيبي» أنه لم يشعر بأي ألم جراء وخز الحقنة، ولم تداهمه أي أعراض جانبية، وبعد إتمام الحقن، جلس في المكان المخصص للاستراحة لمدة 15 دقيقة للتأكد من صحته، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لأخذ اللقاح هو الوقاية من الفيروس وعدم نقله للآخرين سواء في العمل أم المنزل. ووجه «العتيبي» نصيحة لجميع المواطنين والمقيمين، بأهمية التسجيل والتوجه لأخذ اللقاح، حماية لأنفسهم وأهلهم ووطنهم. كبار السن.. مأمونية مؤكدة لم يلتفت المواطن علي الخاطر، للشائعات التي تداولها البعض حول اللقاح أو مأمونيته، ولذلك بادر بالتسجيل فورا. يوضح «الخاطر»، أنه ومنذُ الإعلان الأول وإتاحة التسجيل من عمر الـ 60 وما فوق، بادرت بالتسجيل، وكنت على ثقة كبيرة، في الإجراءات التي اتخذتها المملكة للتأكد من سلامته، خاصة على كبار السن وذوي الأمراض المزمنة. يؤكد «الخاطر» أنه لم يجد أدنى صعوبة أو تعقيدات من أي نوع في التسجيل، غير أنه كان متخوفا بعض الشيء من بطء الإجراءات داخل المركز، أو الانتظار طويلا. وأكمل «فوجئت بمستوى عال من المهارة والدقة والانسيابية مع تكثيف الإرشادات داخل المقر، ولم يستغرق الأمر بضع دقائق»، موجها رسالة لجميع المواطنين والمقيمين بعدم الالتفات للشائعات قائلا «اللقاح آمن ومضمون ومجرب، وكل الإجراءات التي اتخذتها المملكة شفافة ومنظمة». مراحل السلامة والفاعلية 3 رسائل هامة، دفعت المواطن صالح عبدالعزيز المزيني لتلقي اللقاح بثقة، وعدم الالتفات إلى الشائعات، بشأن مأمونيته، أبرزها الشفافية التي تعاملت بها وزارة الصحة من الوهلة الأولى لفيروس كورونا وحكومة خادم الحرمين الشريفين. ويبين «المزيني» أنه بالإضافة إلى السبب السابق، فإن الإجراءات المشددة التي تتبعها هيئة الغذاء والدواء وكذلك وزارة الصحة، في اعتماد أي دواء، لا تسمح، إطلاقا، بضرر أي مواطن أو مقيم، ولا يمكن أن تمرر لقاحا دون التأكد التام من فاعليته، بعد فحوصات واختبارات دقيقة على أعلى مستويات، بالإضافة إلى رسائل الطمأنة الواسعة بشأن السلامة والمأمونية. وحول تجربة تلقي اللقاح، أكد «المزيني» سلاسة وسرعة الإجراءات، التي قد تتم قبل موعدها، وهو ما حدث معه، مضيفا إنه لا مفر من تلقي اللقاح للقضاء على هذه الجائحة والمرور منها بأمان. الشفافية.. لا مجال للتشكيك العالم كله سخر أقصى إمكانياته، للوصول إلى لقاح ينهي هذه الأزمة، وكانت المملكة كعادتها سباقة، لتكون من أوائل الدول حصولا على لقاح فايزر، مع تطلع كافة الشعوب للوصول إلى هذا الحل، فما هو المنطق الذي يتبعه البعض للتشكيك في المأمونية والسلامة، بهذه الكلمات بادر المواطن خالد الجعيثم، بالرد على استفسار اليوم حول تلقيه اللقاح، وعدم تخوفه جراء الشائعات التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي فور وصول الدواء. يقول الجعيثم: ابتهجت فور سماعي وصول اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا لكي يتم القضاء على هذا الوباء بشكل عاجل وسريع، ولا أرى أي منطق للتشكيك في مأمونيته، ولم يحدث أن اشتكى أحد من أعراض جانبية حادة. ويضيف الاجراءات المتبعة أثناء استقبالي لتلقي اللقاح كانت عالية المستوى، فالتنظيم والترتيب والوضوح والشفافية وتوفير الإرشادات، هو الطابع المميز لمركز اللقاحات، موجها رسالة بضرورة مبادرة الجميع لتلقي اللقاح حتى يمكننا القضاء على تلك الأزمة. |