محمد ناصر جفن

هذا السؤال قد يدور في عقول أولي الألباب وأرباب القلم والكتاب.. متأملين جوابا يحمل في طياته اللطف الخفي والعلم الدقيق في المعاني الخاصة المتجلية بوضوح على ظلال المعاني، ولكن هيهات سيبقى الجواب يدور في المعاني المطاطية التي تحوي الجميع.. وباستثناء آية أو حديث ما.. قد يعطي معنى متفردا لهذا التعريف أو ذاك.. ولا يزال المعنى الشامل والموحد لتلك المفاهيم ثابتا من سلف إلى خلف.. ومن جيل إلى جيل.. العلم في اللغة: إدراك الشيء على حقيقته. أما اصطلاحا فهو المعرفة التي ضد الجهل. وهو العلم النافع والعلم الذي لا ينفع كذلك.. إلا أن العلم الحقيقي ربط بعلم الآخرة قال تعالى (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)..وتعريف الفقه في اللغة في الأصل مطلق الفهم.. وهو الفهم للشيء والعلم به وفهم الأحكام الدقيقة والمسائل الغامضة، وغلب استعماله في علم الشريعة لشرفها على سائر العلوم.. قال الشيخ صالح اللحيدان رحمه الله.. الفقه علم الخاصة أي خاصة العلماء.. أما الفهم فتكاد تترادف معانيه في استعمال اللغويين مع مفردات العلم والمعرفة والفقه والتعقل. وقيل إدراك خفي، دقيق، فهو أخص من العلم، لأن العلم الإدراك نفسه سواء كان خفيا أو جليا.. ولهذا قال سبحانه في قصة داوود وسليمان عليهما السلام (ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما) والخلاصة تتبلور في ما ذكره سعد العجمي في كتابه (حجية فهم السلف) حيث ذكر.. مما تقدم نخلص إلى أن مفردة الفهم فضفاضة تكاد أن تتطابق مع معاني العلم والمعرفة، حاشا ما ذكر بعض اللغويين من الفرق بين العلم والفهم وأن إحداهما أخص من الأخرى، لكنهما تأتيان في السياق نفسه الدال على المعرفة والتصور والتعقل. وأنا العبد الفقير إلى الله أرى أن هذا الوصف موغل في المعاني السابقة كلها أجمعين مطابقة لا مشابهة.

mng55_77@