خالد الملحم



انطلقت قمة العلا القمة الخليجية الـ 41 من الأرض المباركة المملكة العربية السعودية وبالتحديد بمدينة العلا التاريخية تحت رعاية الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وبرئاسة الأمير محمد بن سلمان «ولي العهد» حفظهما الله،، لتمثل دفعة حقيقة للمياه الراكدة في العلاقات الخليجية لرأب الصدع ونسج العلاقات الخليجية برؤية جديدة بخيوط متينة تسعى إلى طي الخلاف وترسيخ رؤية «سلمان» الخليجية، وقد تم اختيار مدينة العلا لما لها من عمق تاريخي في نفوس العرب لاستعادة ملهمة التاريخ التي يمكن أن تكون دفعة حقيقية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل معا، وقد وجه الملك «سلمان» بتسمية القمة: قمة السلطان قابوس والشيخ صباح «اللذين رحلا العام الماضي» عرفانا لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن فى دعم مسيرة المجلس المباركة، وقد أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد على أن العلاقات الخليجية العربية هي علاقات خاصة ذات قواسم مشتركة متمثلة في أواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا، وأشار أيضا إلى تثمين جهود دولة الكويت والولايات المتحدة في رأب الصدع، وقد شملت قمة العلا عودة العلاقات العربية الخليجية القطرية وسد الثغرات التي سعت إليه الدول المعادية للسعودية ودول الخليج العربي لتهديد الأمن العربي والدولي، وقد تناغمت في تلك القمة الرؤى والقرارات في إطار من التماسك والوحدة التي تستهدف العمل معا من أجل المستقبل ومواجهة التحديات، وقد شملت قرارات القمة دعم جهود التكامل العسكري المشترك لتحقيق الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون الخليجي، كما تم التصديق على قرارات وزراء الداخلية على أهمية تعزيز العمل الأمني الخليجي المشترك لضمان أمن واستقرار دول المجلس، وكما أكد البيان الختامي على مواقف وقرارات مجلس التعاون الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف، كما عبر بيان صدر من القمة عن إدانته الشديدة لنشر أية رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والعديد من القرارات التي تضمن دعم العمل المشترك على المستوى الاقتصادي والصحي وخاصة أهمية بذل الجهود لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد والتعاون الخليجي المشترك لتوفير اللقاحات لمواجهة تلك الأزمة العالمية، وستظل المملكة العربية السعودية أرض السلام والمحبة والتسامح، ولن تتردد أبدا المملكة بقيادتها الحكيمة أن تعمل من أجل إرساء قواعد السلام بأنحاء المنطقة العربية ودول الخليج، وتأتي قمة العلا دليلا وبرهانا على ما تتمتع به المملكة وقيادتها الرشيدة من رؤية ثاقبة لبواطن الأمور ونظرتها المستقبلية لما يمكن أن يكون وفقا للمتغيرات السياسية والاقتصادية وغيرها، مع حرصها الدؤوب على ترسيخ الإخوة بين الدول العربية والخليجية، فالمملكة تتمتع بسياسية راسخة وآفاق رحبة وفقا لرؤيتها 2030.

khaledmulhem@icloud.com