صالح شيحة

لقد أصابتني حالة نفسية سيئة، وفقدت تركيزي أثناء القراءة، وشعرت أنني لن أقدر على كتابة المقال الأسبوعي.

سيل من الضغوط النفسية، يمزقني إلى كثير من الاتجاهات، لا أدري ماذا حدث لي؟

وإذ بي أقوم بالبحث في جوجل عن طريقة تساعدني على النجاة مما أنا فيه.

كتبت (الضغوط النفسية) في محرك البحث، لأجد النتيجة الرابعة بعنوان «كيف تقاوم الضغوط النفسية؟» على موقع BBC عربي.

ضغطت على اللينك سريعا لأجد حلا لما أنا فيه من ضغط نفسي لا أستطيع احتماله، لأجد «ميثو ستروني» محرر الموضوع ينتظرني بما يزيد من توتري مفتتحا المقال بهذه الفقرة المبشرة أقولها باختصار: (أن اثنين من جراحي العيون في بيروت أبلغا بتعرض زميل لهما بحالة فقدان بصر محيرة، يشتكي من ضبابية الرؤية في جزء من عين واحدة نتيجة لتعرضه لضغوط شديدة في غرفة العمليات. وأكمل جميله المحبط أن هناك دراسات علمية أفادت بأن التعرض طويل المدى للضغوط النفسية يزيد من معدلات الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب الحاد).. (بشرك الله يا أخ ميثو).

وإذ بي أهرب سريعا من هذه الجلسة الكئيبة مع (ميثو) بحثا عن شخص آخر يقوم بطمأنتي وإرجاع الأمل لي أنني لن أصاب بالعمى وأحرم من نعمة القراءة.

لأجد بعض النصائح مثل ممارسة الرياضة، تقشير الخضار، الضحك، شرب الشاي جالسا، مشاهدة صور العطلة، التفكير فيما كنت أنوي عمله الأسبوع الماضي، النوم الكافي، التخلي عن استخدام الهواتف المحمولة لمدة 24 ساعة، الرقص، وأكل الشيكولاته ببطء.

وبالفعل أقوم ببعض هذه النصائح قبل قراءتها على جوجل، ولكن دون تأثير.

فأنا أقوم بتقشير الخضار لزوجتي ولا أشعر بالهدوء كما يقول الموقع، وأشرب الشاي وأنا جالس وأنا نائم ولا أشعر بالتحسن.

أما بالنسبة لمشاهدة صور العطلة فلم أجد غير صور الزفاف والتي تزيد من التوتر (لست قلقا فالباقة انتهت عند زوجتي).

وبخصوص التفكير فيما كنت أنوي عمله الأسبوع الماضي، فهذا أساسا هو سبب ما أنا فيه.

وما لا أستطيع فعله من هذه النصائح هو النوم الكافي، ممارسة الرياضة، والتخلي عن استخدام الهواتف المحمولة لمدة 24 ساعة، فلا يوجد وقت يكفي لأنام كما ينبغي ولا أن أمارس الرياضة.

لقد قررت أن أقوم بعد عودتي من صلاة الجمعة بشراء شيكولاته لأكلها ببطء، وألا أتوقف عن الضحك أثناء أكلها، والرقص، وبالطبع سيرأف الناس بحالتي ويتصلون بمستشفى الأمراض العقلية وهذا هو الحل.

ولكن جاءت الإجابة والعلاج من الخطيب من على المنبر في صلاة الجمعة والذي تلا فيها قول الحق سبحانه وتعالى: «فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ۝ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا».

وتذكرت أن ما حدث معي هو نتيجة لعدم تناولي للعلاج الرباني في هذا اليوم.

@salehsheha1