إسلام فرج، الوكالات - عواصم

ترامب يغادر واشنطن بحفل في قاعدة «أندروز».. وولايات أمريكية تقرر التعبئة

تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن غدا حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الـ 46 للبلاد جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس وسط إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة.

وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية سيشارك في تأمين هذا الحدث، حوالي 25 ألفا من أفراد الحرس الوطني، في وقت ظهرت مجموعات مسلحة في عدة مدن أمريكية ترفض الاعتراف بشرعية الرئيس المنتخب.

وتعهد مساعدان للرئيس المنتخب أمس بأن يكون حفل تنصيب الرئيس الأمريكي حدثا آمنا على الرغم من التهديدات الأمنية المستمرة.

شعور بالقلق

وقال مسؤولون أمريكيون لوكالة «أسوشييتد برس» إنهم يشعرون بالقلق بشأن هجوم داخلي عند التنصيب أو تهديد آخر من أفراد الخدمة.

وبحسب الوكالة الأمريكية، قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي إجراء فحص إضافي لخلفية وهوية وسوابق أفراد القوات المشاركة في التأمين، كإجراء وقائي لتجنب فعل التطرف الداخلي.

وقال الميجور جنرال وليام والكر: في ظل هذا الانتشار، يتم فحص الجميع بشكل إضافي، لكنه أكثر تطمينا، لأننا نفعل كل ما يمكننا فعله لمعرفة رجال حراستنا وجنودنا وطيارينا.

وتأتي الإجراءات الوقائية بعد أن حذر رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي من أن تنصيب بايدن مهدد من قبل أشخاص «مسلحين ومضطربين» في أعقاب أعمال الشغب في مبنى الكابيتول.

من جهة أخرى، نقلت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية عن كيت بيدنغفيلد، قولها إنها تستبعد أن تتسبب الاضطرابات المحتملة في نقل حفل التنصيب إلى مكان داخلي أو مغلق.

وفي مقابلة لها مع برنامج «هذا الصباح» على قناة «إيه بي سي»، قالت بيدنغفيلد: أعتقد أن هذا سيرسل صورة مرئية مهمة للغاية إلى العالم حول مرونة الديمقراطية الأمريكية. ولذلك، فإن خطتنا وتوقعاتنا هي أن الرئيس المنتخب بايدن سيضع يده على الكتاب المقدس مع عائلته في الخارج على الجانب الغربي من مبنى الكابيتول.

جو بايدن وكامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية (رويترز)


كامالا هاريس

وبحسب صحيفة «يو إس إيه توداي» الأمريكية، ستؤدي كامالا هاريس، نائب الرئيس المنتخب، اليمين الدستورية أمام القاضية سونيا سوتومايور، التي تعد أول قاضية لاتينية في المحكمة العليا. وقال مصدر للصحيفة إن «سوتومايور» كانت بناء على اختيار هاريس، للقيمة الرمزية للسيدتين باعتبارهما الأولين من خلفيتيهما في المنصبين.

وفي العادة، تقام مراسم حفل التنصيب في المنطقة الخارجية للساحة الغربية من الكونجرس، وهو الأمر المتعارف عليه منذ عقود.

وبحسب «بلومبيرغ»، أشار عمدة واشنطن، موريل بوزر، إلى أن بعض التغييرات الأمنية التي تم إجراؤها لحفل التنصيب ستكون طويلة الأمد.

وتابعت الوكالة: حذرت لجنة الاتصالات الفيدرالية من عدم استخدام راديو الهواة أو راديو الهواة لتسهيل النشاط الإجرامي.

قال رونالد كلاين، رئيس موظفي البيت الأبيض القادم، لقناة «سي إن إن» الإخبارية «نحن قلقون بالتأكيد بشأن هذه التهديدات». ومع ذلك، قال كلاين: إنه مقتنع بأن الخدمة السرية والقوات «ستحافظ على التنصيب في حد ذاته آمنا».

ترامب غائب

من ناحية أخرى، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم مغادرة البيت الأبيض وواشنطن العاصمة في يوم التنصيب بحفل مغادرة في قاعدة «أندروز» المشتركة ولن يحضر حفل التنصيب في الكابيتول.

وبحسب موقع «إن بي آر»، لم تتوافر تفاصيل ما سيترتب على حفل رحيل ترامب، لكن من المتوقع أن يسافر الرئيس على متن طائرة الرئاسة إلى بالم بيتش في فلوريدا، حيث يخطط للعيش في نادي Mar-a-Lago الخاص به.

ولم يهنئ ترامب الرئيس المنتخب جو بايدن على فوزه في الانتخابات، كما أعلن على «تويتر» قبل حظر حسابه على المنصة أنه لن يذهب إلى حفل تنصيب بايدن.

ويعتبر حدث يوم التنصيب في مبنى الكابيتول الأمريكي أحد الرموز الثابتة للانتقال السلمي للسلطة، حيث يجلس الرئيس المنتهية ولايته وغيره من الرؤساء السابقين الأحياء على المنصة مع الإدارة القادمة.

وفي العادة، يودع الرئيس المنتهية ولايته بعد ذلك من قبل خليفته ويأخذ طائرة هليكوبتر من مبنى الكابيتول إلى القاعدة العسكرية خارج واشنطن العاصمة، والتي تضم طائرة الرئاسة وطائرات رسمية وعسكرية أخرى.

عناصر بالحرس خلف سياج خارج "الكابيتول" تحسبا لاحتجاجات مسلحة محتملة (رويترز)


احتجاجات متطرفة

وعبأت أكثر من 12 ولاية حرسها الوطني للمساعدة في تأمين أبنية الكونجرس بكل ولاية في أعقاب تحذير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) من احتجاجات مسلحة لمتطرفين يمينيين ممن شجعهم الهجوم الدامي على مبنى الكابيتول هيل في واشنطن في السادس من يناير الجاري.

واعتبر مسؤولو الأمن يوم الأحد أول حدث رئيسي في الاحتجاجات، خاصة وأنه الموعد الذي حددته حركة بوجالو المناهضة للحكومة منذ أسابيع لحشد تجمعات في جميع الولايات الخمسين.

لكن وحتى مساء الأحد لم تخرج سوى مجموعات صغيرة من المتظاهرين أمام حشود كبيرة من سلطات إنفاذ القانون وأطقم وسائل الإعلام.

وكان حاكم ولاية إيلينوي جيه.بي. بريتزكر قال على «تويتر»: بعد الحصار المفروض على مبنى الكونجرس في ولايتنا والتقارير عن التهديدات الموجهة لعواصم الولايات، قررت حشد كل الموارد لحماية سكاننا والعملية الديمقراطية، مضيفا «أنه بصدد تعبئة شرطة الولاية وحرسها الوطني لحماية العاصمة سبرينجفيلد».

كما أن عواصم الولايات المتأرجحة، التي قال ترامب «إنها شهدت تزويرا لنتائج الانتخابات»، في حالة تأهب قصوى بشكل خاص.

وانتشر المئات من مسؤولي إنفاذ القانون وقوات الحرس الوطني حول مبنى كونجرس ولاية جورجيا في أتلانتا في وقت مبكر الأحد، وجرى تطويق المنطقة بالأسلاك الشائكة والحواجز الأسمنتية بينما تمركزت مركبات مدرعة عديدة في مكان قريب.

وفي لانسينج بولاية ميشيجان، وضعت قوات الأمن متاريس لإغلاق الشوارع المحيطة بمبنى كونجرس الولاية مع تساقط الثلوج صباح الأحد بينما كانت نوافذ مباني المكاتب في المنطقة المحيطة مغلقة.

أعمال عنف

بالإضافة إلى تكثيف وجود الشرطة، اتخذت ولايات منها بنسلفانيا وتكساس وكنتاكي المزيد من الإجراءات لإغلاق المناطق التي يوجد بها مبنى المجلس التشريعي للولاية.

وحذر (إف.بي.آي) ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب، إذ يتطلع المتعصبون للبيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترامب الذين صدقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات.

وفي أعقاب أحداث العنف الدامية التي وقعت في السادس من يناير الجاري في واشنطن، قال بعض أعضاء الجماعات المتطرفة «إنهم لن يشاركوا في المظاهرة المؤيدة لحمل السلاح المقرر لها يوم الإثنين في فرجينيا»، وعبرت السلطات عن القلق من خطر اندلاع أحداث عنف مع احتشاد مجموعات متعددة في ريتشموند عاصمة الولاية.

وطلبت بعض جماعات العنف والجماعات المتطرفة من أنصارها البقاء في منازلهم في عطلة نهاية هذا الأسبوع، مشيرة إلى تكثيف الوجود الأمني أو خطر أن تكون الأحداث المخطط لها بمثابة فخاخ للإيقاع بهم تحت طائلة القانون.

ويوم الجمعة الماضي، تم توقيف رجل مسلح ومدجج بالذخيرة في واشنطن خلال محاولته عبور إحدى نقاط التفتيش الكثيرة المقامة في محيط مبنى الكابيتول الذي سيشهد مراسم التنصيب.

أوامر تنفيذية

وسيوقع بايدن عقب تنصيبه خلفا لدونالد ترامب، على 12 أمرا تنفيذيا تتعلق بالتصدي لجائحة فيروس كورونا وتدهور الاقتصاد الأمريكي واللامساواة العرقية والتغير المناخي. وكشف بيان أصدره رون كلاين، الذي اختاره جو بايدن لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض، عن الأوامر التنفيذية الـ 12، وقال في بيان: إن كل هذه الأزمات تتطلب تحركا عاجلا، مضيفا أن «الرئيس المنتخب بايدن سيتخذ في الأيام العشرة الأولى من ولايته تدابير حاسمة للتصدي لهذه الأزمات الأربع، ولتجنيب البلاد أضرارا طارئة لا يمكن إصلاحها، ولاستعادة أمريكا مكانتها في العالم». وبتوليه الرئاسة الأمريكية خلفا لدونالد ترامب، يرث بايدن مجموعة من التحديات الكبرى، أبرزها تفشي جائحة كورونا، حيث يرزح الاقتصاد تحت وطأة تداعيات الجائحة التي تسببت في إلغاء 10 ملايين وظيفة، كما يواجه المستهلكون الأمريكيون والشركات صعوبات معيشية.

وسيوقع بايدن عقب حفل التنصيب أوامر تنفيذية لإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية المناخ الموقعة في باريس، وإلغاء قرار للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب يحظر دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة الأراضي الأمريكية.

وقال كلاين: سيتخذ الرئيس المنتخب تدابير، ليس فقط لإصلاح أشد أضرار إدارة ترامب جسامة، وإنما أيضا للدفع بالبلاد قدما.