محمد زيد بن حماد

اختزل النقاد والباحثون الأحداث التاريخية التي زامنت فترة حياتهم أو فترات سابقة، وتركوا جانبا مهما وهو الذائقة والتي لا تقل أهمية من محور دراساتهم واستنتاجاتهم وهو حقل خصب لمن يبحث فيه رغم صعوبة ذلك كونها متغيرا تيرمومتريا إن صح التعبير سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي، فالذائقة بمعناها الشمولي قد تحدد جوانب من الثقافة والفن وكافة مجالات الحياة في الحقبة مدار الدراسة.

كان لصعوبة الحياة ومحدودية المعرفة والاهتمامات تأثير كبير على الذائقة وعندما نتحدث عن الذائقة، فالأمر مسحوب على كل ما تحتويه من زي وفن ومفردات وهندسة معمارية وطريقة تصرف وتعاطٍ مع ما حوله ونوعية حياة واطلاع ومتعة يصنعها الفرد أو المجتمع لنفسه والذائقة بلا شك تؤثر وتتأثر بما يدور حولها.

فما في أيدينا الآن وما حولنا من حضارة وصناعة وزراعة هو محصلة تراكمية، جانب منها هو الذوق على مر الزمن أحيانا يتصالح مع ماضيه ويعيشان جنبا إلى جنب وأحيانا يتصادمان بين مؤيد للقديم وبين باحث عن جديد.

ولعل البحث في موضوع الذائقة يقودنا إلى التساؤل عن الموضة بالزي والأثاث والمصوغات ومن كان يتحكم بها هل هو التاجر أم توافق الرغبات وما يترتب عليها من موروث ومخيلة أم البيئة أم مؤثرات طبيعية أو دخيلة أو نحوه.

هل تم تطويع الذائقة وتعميمها من المؤثرين سواء شعراء أو أدباء أو تجار أو غيرهم، أم إنها انتهجت مسارها الطبيعي بدون مؤثرات رغم تبايناتها في مناطق وشعوب

_كتب إليوت للنقد مهمة مزدوجة في كونه توضيحا للفن وتصحيحا للذوق،

_وكتب ميل بروكس الذوق الحسن عدو الكوميديا.

abn_hammad@hotmail.com