صالح بن حنيتم

تعتبر منصة تويتر من أهم منصات التواصل الاجتماعي تأثيرا وخاصة عند صانعي القرار السياسي في العالم، والدليل على قوة (تغريدات) هذا العصفور أو الجني الأزرق استخدامه كقوة إعلامية تضاهي إن لم تتفوق على الإعلام التقليدي، والدليل ما حدث نتيجة استخدامه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التواصل مع العالم أجمع ومع أنصاره خاصة لمواصلة دعمه، وشاهد العالم ما حدث أمام البيت الابيض من تجمهر كان الدافع الأساسي والمحرك الرئيس لتلك الحشود تغريدات الرئيس..

يتميز (تويتر) بقوة مزدوجة التأثير قوي في صوته وصولته وبنفس الوقت قوي في تطبيق القانون وحظر من يتعدى خطوطه أو حدوده والجميع أمام هذا العصفور الذي (يا دوب) نراه بالعين المجردة سواسية لمن يتعدى الحدود كائنا من كان كما حدث مع حساب الرئيس الأمريكي بجلالة قدره !

وبعد هذه المقدمة عن أهمية منصة تويتر، بحمد الله من يتابع الحسابات لشباب وشابات الوطن بتويتر يشعر بالفخر كونهم أحسنوا استخدام هذه المنصة بفاعلية، فقد وقفوا سدا منيعا في وجه #الهاشتاقات المسمومة، منهم من أبدع في ترجمة المقاطع المحلية وترجمها إلى العديد من اللغات لتتعدى حدود الوطن، ومنهم من أسكت الأصوات الناعقة بالحجج والبراهين ومنهم من كان سفيرا إعلاميا للوطن أينما حل وارتحل، ومثال حي للتأثير الإيجابي لمنصة تويتر ما قام به أبناء الوطن من مقاطعة شعبية للمنتجات التركية وغيرها من الحملات التي لم يكن لولاة الأمر فيها أي توجيه لا من قريب ولا من بعيد، وهنا تتمثل الوطنية الحقة في مستوى الوعي والحس الوطني والعلاقة المتينة بين الراعي والرعية.

ويبقى الاختلاف في رغبات أصحاب الحسابات بتويتر، على سبيل المثال لا الحصر هناك من جعل حسابه (التويتري) لمتابعة أحداث الساعة وهناك من جعل اهتمامه في زيادة عدد المتابعين كنوع من الوجاهة و(البرستيج) ويزداد مقياس الوجاهة عند هؤلاء عندما مشاهدة عدد الإعجابات وإعادة التغريدات (اللايكات والريتويت) وليس في هذا الأمر ما يعيب، فنحن في زمن أصبح للأرقام قيمة كمؤشر أداء للنجاح من عدمه، نفس الأمر يقاس على أعداد المشاهدات للبرامج التلفزيونية أو عدد القراء للمقالات وغيره، المعيب أن تشترى تلك الأرقام والمتابعات وإعادة التغريدات والإعجابات لأنها تقلب الموازين وتجعل الغث يطغى على السمين!

هناك طرق أخرى غير الشراء، عن طريق الدعم أو الفزعة فالبعض يرسل تغريداته للعديد من المتابعين (فزعة -ريتويت) بينما هو أو هي لا يتفاعل مع تغريدات من (فزع) لهم، لم أجد سببا منطقيا يجعل أصحاب هذه الحسابات أو من هم على شاكلتهم بتويتر لا يتفاعلون سوى أنهم يعتقدون أن لتغريداتهم حجما وقيمة بينما من فزع لهم (بريتويت) تغريداتهم بلا قيمة!

تحية لكل من جعل حسابه على منصة تويتر بمثابة وزارة إعلام أو قاعدة صواريخ تهاجم بقوة من يهاجم الوطن وقادته وسيادته مستخدمين الحجة بالحجة، وتمتد التحية لمن جعل حسابه كمنظومة صواريخ (باتريوت) للدفاع عن الوطن من تطاول العابثين.

ومن ليس لديه القدرة والخبرة والمعرفة السياسية أو اللغوية، دعمه يكون من الابتعاد عن التفاعل مع حسابات تحمل أسماء مستعارة، وخاصة كل حساب نجد في تغريداته تشجيعا للدخول في معارك قبلية، مذهبية، مناطقية أو حتى تعصب رياضي قد يكون مدخلا للخلافات.

خلاصة القول منصات التواصل الاجتماعي مكتظة بالفيروسات القاتلة ويحتاج روادها لأخذ الجرعات الدينية والوطنية التي لا تقل أهمية عن جرعات فيروس كورونا.