بندر الشهري

قبل عام بالضبط من الآن أعلن معالي وزير الإعلام السابق تركي الشبانة عن مشروع لإنشاء قنوات تلفزيونية وإذاعية خاصة في كل منطقة رئيسية من مناطق المملكة، وذلك لنقل فعاليات مدن ومحافظات تلك المناطق انطلاقا من الاهتمام بتطوير الإعلام المحلي.

وقد استبشر بهذا الخبر كثيرون ومنهم على سبيل المثال أهالي المنطقة الشرقية خاصة، وهي المنطقة التي قد تكون الأغنى بأدبائها وشعرائها ومثقفيها وإعلامييها، والتي قد يجمع الأغلبية أيضا بأنها المنطقة رقم واحد اقتصاديا وثقافيا ورياضيا وسياحيا بعد العاصمة وجدة، التي تستحق أن يكون لها الأولوية بإنشاء إذاعة خاصة مثلا بها إذا ما علمنا بوجود إذاعتي الرياض وجدة منذ القدم، وقد سبق وطالب بذلك وفي فترات سابقة أكثر من إعلامي من إعلاميي ومثقفي المنطقة.

قد يقول قائل ولكن الإذاعة لم يعد لها ذلك الرواج والتأثير خاصة مع ثورة وسائل الإعلام والتواصل الحديثة، وأرد جازما بأن الإذاعة ستبقى صامدة بل وأقوى تواجدا من كل وسائل الإعلام التقليدية الأخرى كالتلفزيون والصحف، لاسيما في ظل ارتباطها بالسيارة، فمادام الناس يتنقلون بسياراتهم ويقضون الأوقات الطوال فيها فإن الإذاعة ستبقى حاضرة فما بالك وأنت تتحدث عن أكبر مناطق المملكة مساحة، لذلك ومتى ما توافرت برامج رصينة وهادفة وأشدد على ذلك، وليس برامج هابطة وهايفة كما تغثنا به معظم إذاعات الـ FM الخاصة الحالية فلن تغنيهم عن الإذاعة أي وسيلة أخرى، ولو أجدت وعلى سبيل المثال إذاعة لا نقول مخصصة فقط للمنطقة الشرقية، وإنما موجهة بشكل أكبر لها لضمنت الحصول على متابعة كبيرة بل ولحظيت في الوقت نفسه بمتابعة أخرى موازية من الدول الخليجية المجاورة، وهذه ميزة أخرى تعزز ولاشك من الترويج الاقتصادي والسياحي للمنطقة، بما يتواءم مع رؤية المملكة 2030.

أخيرا لا نعلم حاليا عن مصير ذلك المشروع الحلم، ولكن لعلها فرصة هنا لتذكير وزير الإعلام المكلف الحالي الدكتور ماجد القصبي به، ولعلنا نستشهد أيضا بنجاح تجربة صحيفة اليوم وهي الصحيفة المعروفة بتوجهها الأكبر للمنطقة الشرقية، ولعل الإذاعة تستنسخ تلك التجربة الجميلة، ولعلها تتحقق أخيرا لتصبح حقيقة ماثلة يتردد صداها يوميا عبر الأثير.. إذاعة الشرقية من الدمام.