هناك من يتعلم لغة ثانية غير لغته الأم، لأهداف وظيفية أو دراسية أو ما شابه، وهؤلاء لا أعنيهم في مقالتي هذه وليست لهم علاقة مباشرة بها.
المعنيون بالمقالة، هم الذين يتقنون لغتهم الأم، ولكنهم يتعلمون لغة ثانية، بوصفها طريقة إضافية للحصول على المعرفة من الكتب والمراجع والمصادر المختلفة المكتوبة أو المنطوقة بتلك اللغة الجديدة.
وهنا يأتي السؤال:
أيهما أفضل للإنسان الذي يريد الاستفادة من مراجع ومصادر لغتها مختلفة عن لغته الأم التي لا يتقن غيرها، أيهما أفضل له إذا كان لا يسعى لمنفعة وظيفية أو ما شابه.. أيهما أفضل له: أن يتعلم لغة ثانية أو لغات متعددة، فيقرأ بها الكثير من الكتب العظيمة بلغاتها الأصلية، أم أن الأفضل هو أن يستغل الزمن الذي سيضيعه في تعلم وإتقان اللغة أو اللغات الجديدة، فينطلق مباشرة في نيل المعارف من الكتب وغيرها من المصادر المعرفية الأجنبية التي يريدها، بلغته الأم، من خلال الترجمات المتوافرة لغالب تلك الكتب والمصادر الأجنبية؟
تناقشت مرارا مع عدد من الأصدقاء والمهتمين، ووجدت الآراء تختلف، فهناك فريق يقول إن إتقان لغة ثانية أو ثالثة هو الأفضل. وحجة هذا الفريق هي أن الترجمات لا تكون دقيقة بالشكل الكافي، الذي ينقل المعاني كما هي.
وهناك فريق ثان يرى العكس، وهو أن العمر قصير، وإذا كان الإنسان لا يحتاج اللغة الثانية في أمر ضروري، كالحصول على شهادة دراسية معينة لا يمكن الحصول عليها أو القبول في تخصصها إلا لمن يمتلك مستوى معينا من لغة ثانية، أو الحصول على وظيفة معينة، أو الترقية في الوظيفة... إلخ، فإن الوقت الذي سيضيعه في تعلم اللغة الثانية، بالإمكان أن يقضيه في نيل المعارف مباشرة من الترجمات المتوافرة لكثير من الكتب والمراجع، خاصة الشهيرة والمهمة منها.
والحقيقة أني أميل إلى الاتفاق مع أصحاب الرأي الثاني، لأننا إذا قرأنا كتابا أو شاهدنا مقطعا مثلا، فإن الذي يرسخ ويبقى في أذهاننا من محتواه هو نسبة معينة فقط، سواء كانت القراءة أو المشاهدة باللغة الأصلية، أو كانت من خلال الترجمة، وبالتالي لا يوجد فرق كبير بين الأمرين.
بالإضافة إلى أن الترجمة -المتوافرة غالبا للكثير مما نريده- ليست بذلك السوء، فمن تجربتي الشخصية الطويلة في قراءة الكتب المترجمة، أستطيع أن أقول إن غالب تلك الترجمات على درجة جيدة من الدقة والإتقان، سواء ترجمات الكتب أو غيرها من المصادر المقروءة أو المسموعة.
وأختم هذه المقالة، بإجابتين جميلتين وصلتني الأولى من الزميل الأستاذ سعود الوهبي -وهو أستاذ جامعي متخصص في اللغة الإنجليزية- فقد عرضت عليه فكرة هذه المقالة طارحا عليه السؤال الظاهر في عنوانها: هل من الضروري تعلم لغة ثانية لنيل المعرفة من الكتب وغيرها؟.
فأجابني جوابا خلاصته أن ذلك يختلف باختلاف المجال، فإذا كان المجال أدبيا أو ثقافيا ذا علاقة بمشاعر المؤلف وأفكاره، فالأفضل قراءة النص بلغته الأصلية.. أما إذا كان المجال أكاديميا أو مهنيا أو ما شابه من المجالات المرتبطة بالمعلومات والحقائق ونحوها، فلا يعتقد زميلي وجود فرق كبير بين قراءة النص الأصلي وقراءة ترجمته.
أما الإجابة الثانية فقد وصلتني من الزميل الأستاذ عبدالله السويدان -وهو أيضا أستاذ جامعي متخصص في اللغة الإنجليزية- وخلاصتها أن الضرورة شيء والحاجة شيء آخر، فالضروري هو أن نتعلم اللغة الأولى ونتقنها.. أما إذا كان السؤال عن الحاجة، فالجواب هو نعم، فالإنسان يحتاج إلى لغة ثانية وثالثة ورابعة.
@WAEL_ALGASSIM
المعنيون بالمقالة، هم الذين يتقنون لغتهم الأم، ولكنهم يتعلمون لغة ثانية، بوصفها طريقة إضافية للحصول على المعرفة من الكتب والمراجع والمصادر المختلفة المكتوبة أو المنطوقة بتلك اللغة الجديدة.
وهنا يأتي السؤال:
أيهما أفضل للإنسان الذي يريد الاستفادة من مراجع ومصادر لغتها مختلفة عن لغته الأم التي لا يتقن غيرها، أيهما أفضل له إذا كان لا يسعى لمنفعة وظيفية أو ما شابه.. أيهما أفضل له: أن يتعلم لغة ثانية أو لغات متعددة، فيقرأ بها الكثير من الكتب العظيمة بلغاتها الأصلية، أم أن الأفضل هو أن يستغل الزمن الذي سيضيعه في تعلم وإتقان اللغة أو اللغات الجديدة، فينطلق مباشرة في نيل المعارف من الكتب وغيرها من المصادر المعرفية الأجنبية التي يريدها، بلغته الأم، من خلال الترجمات المتوافرة لغالب تلك الكتب والمصادر الأجنبية؟
تناقشت مرارا مع عدد من الأصدقاء والمهتمين، ووجدت الآراء تختلف، فهناك فريق يقول إن إتقان لغة ثانية أو ثالثة هو الأفضل. وحجة هذا الفريق هي أن الترجمات لا تكون دقيقة بالشكل الكافي، الذي ينقل المعاني كما هي.
وهناك فريق ثان يرى العكس، وهو أن العمر قصير، وإذا كان الإنسان لا يحتاج اللغة الثانية في أمر ضروري، كالحصول على شهادة دراسية معينة لا يمكن الحصول عليها أو القبول في تخصصها إلا لمن يمتلك مستوى معينا من لغة ثانية، أو الحصول على وظيفة معينة، أو الترقية في الوظيفة... إلخ، فإن الوقت الذي سيضيعه في تعلم اللغة الثانية، بالإمكان أن يقضيه في نيل المعارف مباشرة من الترجمات المتوافرة لكثير من الكتب والمراجع، خاصة الشهيرة والمهمة منها.
والحقيقة أني أميل إلى الاتفاق مع أصحاب الرأي الثاني، لأننا إذا قرأنا كتابا أو شاهدنا مقطعا مثلا، فإن الذي يرسخ ويبقى في أذهاننا من محتواه هو نسبة معينة فقط، سواء كانت القراءة أو المشاهدة باللغة الأصلية، أو كانت من خلال الترجمة، وبالتالي لا يوجد فرق كبير بين الأمرين.
بالإضافة إلى أن الترجمة -المتوافرة غالبا للكثير مما نريده- ليست بذلك السوء، فمن تجربتي الشخصية الطويلة في قراءة الكتب المترجمة، أستطيع أن أقول إن غالب تلك الترجمات على درجة جيدة من الدقة والإتقان، سواء ترجمات الكتب أو غيرها من المصادر المقروءة أو المسموعة.
وأختم هذه المقالة، بإجابتين جميلتين وصلتني الأولى من الزميل الأستاذ سعود الوهبي -وهو أستاذ جامعي متخصص في اللغة الإنجليزية- فقد عرضت عليه فكرة هذه المقالة طارحا عليه السؤال الظاهر في عنوانها: هل من الضروري تعلم لغة ثانية لنيل المعرفة من الكتب وغيرها؟.
فأجابني جوابا خلاصته أن ذلك يختلف باختلاف المجال، فإذا كان المجال أدبيا أو ثقافيا ذا علاقة بمشاعر المؤلف وأفكاره، فالأفضل قراءة النص بلغته الأصلية.. أما إذا كان المجال أكاديميا أو مهنيا أو ما شابه من المجالات المرتبطة بالمعلومات والحقائق ونحوها، فلا يعتقد زميلي وجود فرق كبير بين قراءة النص الأصلي وقراءة ترجمته.
أما الإجابة الثانية فقد وصلتني من الزميل الأستاذ عبدالله السويدان -وهو أيضا أستاذ جامعي متخصص في اللغة الإنجليزية- وخلاصتها أن الضرورة شيء والحاجة شيء آخر، فالضروري هو أن نتعلم اللغة الأولى ونتقنها.. أما إذا كان السؤال عن الحاجة، فالجواب هو نعم، فالإنسان يحتاج إلى لغة ثانية وثالثة ورابعة.
@WAEL_ALGASSIM