دلال عبدالله يوسف تكتب:

على هامش الدورة 113 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية أقيمت يوم الثلاثاء الموافق 19 يناير 2021م انتخابات الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية (2022 – 2025) والتي ترشحت فيها من مملكة البحرين معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار لمنصب أمين عام منظمة السياحة العالمية، إلا أن نتيجة الانتخابات ذهبت لصالح مرشح جورجيا الأمين الحالي للمنظمة السيد زوراب بولوليكشفيلي.

رغم النتيجة الحاسمة التي لم تكن متوقعه ولم تثلج صدورنا لكن لذة الانتصار تكمن عندما ترى من يمتلك القوة والإصرار على أن يواجه الظروف بشجاعة لتحقيق أهدافه ويخوض في أجواء المنافسة الشرسة تحت ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، فهذا بحد ذاته إنجاز وفوز محقق لمعالي الشيخة مي، والأكثر من ذلك كان دعم الشعب البحريني الراقي لها من خلال هذا الحدث لا تقدّر بثمن فهذا إن دل فإنما يدل على ثمرة التقدير والمحبة التي يتميز بها هذا الشعب المثقف فكرياً وأخلاقياً الذي يسير دوماً على خُطى قادته من أجل دعم الوطن ومنحه دفعات إيجابية ليتقدم خطوات كبيرة نحو التألق والارتقاء.

بما أن الثقافة أحد أعمدة الأوطان المتحضرة التي تسعى أن تحارب فيروس الجهل الخبيث أينما حل على أراضيه من خلال الإعمار الفكري لكل فرد من أفراد المجتمع الذي يستضاء بالنور المعرفي، يقرأ ويكتب ويهتم بتاريخ بلاده ونشأته وحتى سبب تسميته فهذا يعتبر درعا حصينا يحمي الوطن من الانهيار الإخلاقي والفكري وحتى التعليمي والثقافي بشكل عام، ومن يعمل من أجل صقل عقل الإنسان البحريني وإبراز هويّته الوطنية والتراثية كالشيخة مي المرأة التي لن ينساها التاريخ حيث إنها لم تحقق إنجازات شخصية لصالحها أو حتى نيل الألقاب لنفسها أو تحصد الجوائز فحسب، إنما كانت وما زالت وستستمر لتبذل جهودها لوضع وطننا الغالي بما يتميز من كنوز ولآلئ تاريخية ثمينة في مقدمة الأوطان المتحضرة لتبقينا دوماً في أعلى قمة.

كلمتي الأخيرة، معالي الشيخة مي نحن فائزون بكِ دوماً وفزنا هذه المرة قبل إعلان النتائج لحظة الحسم، بترشيحك لذاك المنصب ولتمثيلك مملكة البحرين، أنتِ شعلة لا ولن تنطفئ في قلوبنا لأننا مؤمنون بأن الأهداف التي لم نحققها في وقتها المناسب تعتبر انتصارات كُبرى حققها الإنسان المُثابر لوطنه ومجتمعه ذهبت لصالح كل إنسان يتنفس من عبق الإصرار والأمل لتحقيق أهدافه.

@DalalAlMasha3er