يقول الوزير والشاعر غازي القصيبي -رحمه الله- في كتابه (التنمية الأسئلة الكبرى): «الطريق إلى التنمية يمر أولا بالتعليم، وثانيا بالتعليم، وثالثا بالتعليم. التعليم باختصار هو الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية». وقرأت له في كتاب آخر يشدد أيضا على أهميته؛ لأن التعليم بوضوح هو من الأسباب الرئيسية لنهضة وتطور أي دولة، بل هو الأساس في صناعة الحضارة.
ومما قرأت أيضا أن اليابانيين بعد الكارثة والهزيمة المروعة في الحرب العالمية الثانية بسبب القصف الذرّي على مدينتي (هيروشيما وناجازاكي عام 1945م) رفعوا شعار التعليم ولا شيء غير التعليم، حيث قالوا: (Each one teach one) كل فرد يعلم فردا. ومن هنا انطلقت رحلتهم في الصعود إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث أصبح نظام التعليم إلزاميا للجميع. وبحسب (ويكيبيديا) تجاوزت نسبة الأطفال الملتحقين بالدراسة الابتدائية في اليابان (99%).
ونحن اليوم نتجاذب أطراف الحديث عن هذا الموضوع المهم بمناسبة بداية الفصل الدراسي الثاني، وكذلك بمناسبة أن (24) من الشهر الحالي يناير يوافق «اليوم الدولي للتعليم». وهو من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتعتبره حقا من حقوق الإنسان. وأعتقد أنه أصبح في زمننا هذا واجبا من الواجبات المهمة والضرورية لأي مجتمع متقدم وحضاري. ومن أجل أن يواكب الإنسان متطلبات العصر لا بد له من الحد الأدنى من التعلم.
ونطرح هنا بعضا من النقاط، التي أرجو أن تساعدنا للرقي في سلم التعليم. أولها أن يكون هدفنا مجتمعا خاليا من الأمية (صفر أميين). وبحسب صحيفة اليوم (تاريخ 2019/9/8م)، فقد انخفضت نسبة الأمية في المملكة منذ السبعينيات الميلادية من (60%) إلى (5.6%) عام (2019م) منذ انطلاق برنامج (نظام تعليم الكبار ومحو الأمية)، وازدياد عدد الطلاب والطالبات المنتظمين في المدارس والجامعات. ولا بد أن نشير إلى أنه من ضمن برامج رؤية (2030) تعزيز مفاهيم «التعلم المستمر، والتعلم مدى الحياة».
والنقطة الأخرى أن يكون من ضمن الأهداف مراعاة المعايير والمقاييس العالمية في جودة التعليم من أجل الصعود إلى مراتب العشرة الأوائل في العالم. ويشمل ذلك بلا شك الجامعات؛ لأنها هي العقول المحفزة على الابتكار والاختراع والتطوير.
والنقطة الثالثة المهمة لنا جميعا هي أن يكون التعلم منهج حياة، حيث نحرص عليه بغض النظر عن المكان الوظيفي أو التعليمي، وسواء كنت رئيسا أو مرؤوسا، أو طالبا أو مدرسا. التعلم لا يتوقف أبدا حتى لو كنت أستاذا أو بروفيسورا في الجامعة، لأنه مفهوم حياتي لابد أن نمارسه بشكل مستمر. ويقال: إن العجوز ليس الكبير في السن، بل الذي يتوقف عن التعلم. وقد روي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: مع المحبرة حتى المقبرة. إنه جزء من الحياة، التي نعيشها، وبمجموع جهود المتعلمين ترتقي الأمم.
إن زرع فكرة التعليم في الجيل القادم هي مهمة أساسية وليست ثانوية، ولو تأملنا كثيرا من الحضارات السابقة أو الدول المتقدمة نجد أنه كان وما زال له النصيب الأوفر من الاهتمام ماليا ومعنويا وتخطيطيا. فحين أراد أفلاطون نشر فلسفته وعلمه أسس (أكاديموس) الأكاديمية. وأرسطو اشتهرت عنه مدرسة (المشائين). ودار الحكمة في بغداد كانت منارة علمية، وفي قرطبة نشأت حركة النهضة الحضارية، حيث كان الأوروبيون يرسلون أبناءهم للتعلم في جامعتها ومدارسها، والأمثلة كثيرة للمتتبع لحركة العلم والتعليم تاريخيا.
العلم هو حركة مستمرة في حياة الإنسان، ولن تجد أبدا دولة متقدمة حضاريا وفكريا وعلميا إلا وجدت التعليم همهم الأول وركيزتهم الأساسية، التي لا تهاون وتنازل فيها أبدا.
وكما بدأت المقال مرددا كلمة (التعليم ثلاثا نقلا عن الأديب غازي القصيبي)، فأني أقول: إن رقي التعليم يبدأ بالمعلم ثم المعلم ثم المعلم.
abdullaghannam@
ومما قرأت أيضا أن اليابانيين بعد الكارثة والهزيمة المروعة في الحرب العالمية الثانية بسبب القصف الذرّي على مدينتي (هيروشيما وناجازاكي عام 1945م) رفعوا شعار التعليم ولا شيء غير التعليم، حيث قالوا: (Each one teach one) كل فرد يعلم فردا. ومن هنا انطلقت رحلتهم في الصعود إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث أصبح نظام التعليم إلزاميا للجميع. وبحسب (ويكيبيديا) تجاوزت نسبة الأطفال الملتحقين بالدراسة الابتدائية في اليابان (99%).
ونحن اليوم نتجاذب أطراف الحديث عن هذا الموضوع المهم بمناسبة بداية الفصل الدراسي الثاني، وكذلك بمناسبة أن (24) من الشهر الحالي يناير يوافق «اليوم الدولي للتعليم». وهو من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتعتبره حقا من حقوق الإنسان. وأعتقد أنه أصبح في زمننا هذا واجبا من الواجبات المهمة والضرورية لأي مجتمع متقدم وحضاري. ومن أجل أن يواكب الإنسان متطلبات العصر لا بد له من الحد الأدنى من التعلم.
ونطرح هنا بعضا من النقاط، التي أرجو أن تساعدنا للرقي في سلم التعليم. أولها أن يكون هدفنا مجتمعا خاليا من الأمية (صفر أميين). وبحسب صحيفة اليوم (تاريخ 2019/9/8م)، فقد انخفضت نسبة الأمية في المملكة منذ السبعينيات الميلادية من (60%) إلى (5.6%) عام (2019م) منذ انطلاق برنامج (نظام تعليم الكبار ومحو الأمية)، وازدياد عدد الطلاب والطالبات المنتظمين في المدارس والجامعات. ولا بد أن نشير إلى أنه من ضمن برامج رؤية (2030) تعزيز مفاهيم «التعلم المستمر، والتعلم مدى الحياة».
والنقطة الأخرى أن يكون من ضمن الأهداف مراعاة المعايير والمقاييس العالمية في جودة التعليم من أجل الصعود إلى مراتب العشرة الأوائل في العالم. ويشمل ذلك بلا شك الجامعات؛ لأنها هي العقول المحفزة على الابتكار والاختراع والتطوير.
والنقطة الثالثة المهمة لنا جميعا هي أن يكون التعلم منهج حياة، حيث نحرص عليه بغض النظر عن المكان الوظيفي أو التعليمي، وسواء كنت رئيسا أو مرؤوسا، أو طالبا أو مدرسا. التعلم لا يتوقف أبدا حتى لو كنت أستاذا أو بروفيسورا في الجامعة، لأنه مفهوم حياتي لابد أن نمارسه بشكل مستمر. ويقال: إن العجوز ليس الكبير في السن، بل الذي يتوقف عن التعلم. وقد روي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: مع المحبرة حتى المقبرة. إنه جزء من الحياة، التي نعيشها، وبمجموع جهود المتعلمين ترتقي الأمم.
إن زرع فكرة التعليم في الجيل القادم هي مهمة أساسية وليست ثانوية، ولو تأملنا كثيرا من الحضارات السابقة أو الدول المتقدمة نجد أنه كان وما زال له النصيب الأوفر من الاهتمام ماليا ومعنويا وتخطيطيا. فحين أراد أفلاطون نشر فلسفته وعلمه أسس (أكاديموس) الأكاديمية. وأرسطو اشتهرت عنه مدرسة (المشائين). ودار الحكمة في بغداد كانت منارة علمية، وفي قرطبة نشأت حركة النهضة الحضارية، حيث كان الأوروبيون يرسلون أبناءهم للتعلم في جامعتها ومدارسها، والأمثلة كثيرة للمتتبع لحركة العلم والتعليم تاريخيا.
العلم هو حركة مستمرة في حياة الإنسان، ولن تجد أبدا دولة متقدمة حضاريا وفكريا وعلميا إلا وجدت التعليم همهم الأول وركيزتهم الأساسية، التي لا تهاون وتنازل فيها أبدا.
وكما بدأت المقال مرددا كلمة (التعليم ثلاثا نقلا عن الأديب غازي القصيبي)، فأني أقول: إن رقي التعليم يبدأ بالمعلم ثم المعلم ثم المعلم.
abdullaghannam@