مَنْ منا في هذه الحياة الفانية لم يسرق منه الموت قريبا، ومَنْ منا في هذه الحياة القصيرة لم يخطف منه الموت حبيبا، فلا قسوة أصعب ولا أتعب من وفاة غالٍ أو عزيز، وبما أن الموت يأتي فجأة، فإن الألم يصبح أكبر، وبالتأكيد هذه الكأس تجرعها الجميع، وشرب منها الجميع، إذ لا إنسان يعيش إلى الأبد، ولم يسلم من الموت أي أحد، وكما قيل إن أمهل الموت لم يمهل الكبر، ولهذا فمن الطبيعي أن نشعر بالألم والحزن عندما يفارقنا أحد الأصدقاء، وقد يختلف التعبير من شخص لآخر، كما يختلف التأثير بين قريب وقريب حسب تفاصيل الذكريات ومعانقة الانكسارات.
وقبل أيام غادر هذه الدنيا إلى رحمة الله اللواء الركن المظلي والشاعر والرياضي محمد بن زويد النفيعي، الذي عرفته مع (شلة) بستان حي السداد بالطائف لصاحبه رجل الأعمال المعروف عبدالعزيز تردي -حفظه الله-، وكنت حديث عهد بمعرفته إلا أن زياراته المتقطعة، ودماثة خلقه وروحه الشبابية، فضلا عن سعة اطلاعه زادت من تقاربنا وضاعفت في مودتنا، وقد أهدى لي ديوانه الشعري الفصيح بخط يده (رؤى قلب).
والحقيقة فإنني من الذين تأثروا بخبر وفاته -رحمه الله-، خاصة أنه جاء بعد مكالمة قبل أيام من وفاته كان يمني النفس بزيارة الإخوة بالطائف، وفي مكالمته أشار إلى تأثره بفقد أم ممدوح رفيقة دربه وشقيقة عمره -رحمها الله- وجميع موتى المسلمين.
سيرة جميلة قضاها أبو ممدوح في خدمة وطنه لعمر ناهز 75 عاما كان أبرزها وأشهرها يوم كان قائد عمليات حادثة الحرم المكي، التي قام بها جهيمان في شهر المحرم من عام 1400هـ وقد رواها بكثير من المصداقية، وفصّلها بكل شفافية في غير لقاء واحد، ولمختلف وسائل الإعلام المختلفة، مسجلا مواقف خالدة مع زملائه المشاركين ومع قيادته الرشيدة، التي حرصت كالعادة على المحافظة على الحرم، ومَنْ بداخل الحرم حينها وكل حين، ومن ثم كيف كانت المواقف المشرفة وغير الغريبة لقادة وأمراء هذا البلد الكريم -رحمهم الله جميعا- أثناء وبعد القبض على جهيمان، ومعاملته المعاملة الحسنة له كما رآها ورواها بنفسه.
رحم الله أبا ممدوح صاحب الفكر العميق المثقف والخلوق، الذي ترك في النفس كسرة، وفي المشاعر حسرة، فالصداقة الحقيقية لا تغيب كما تغيب الشمس، ولا تذوب مثلما يذوب الثلج، والصداقة إذا سكنت بالوجدان لا تقدر بالأثمان. وختاما فلصديقنا الراحل الدعاء بالمغفرة والسؤال له بالرحمة، ونحن ابتداءً وانتهاءً نؤمن بقضاء الله وأقداره، وكفى بالموت واعظاً و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
@yan1433
وقبل أيام غادر هذه الدنيا إلى رحمة الله اللواء الركن المظلي والشاعر والرياضي محمد بن زويد النفيعي، الذي عرفته مع (شلة) بستان حي السداد بالطائف لصاحبه رجل الأعمال المعروف عبدالعزيز تردي -حفظه الله-، وكنت حديث عهد بمعرفته إلا أن زياراته المتقطعة، ودماثة خلقه وروحه الشبابية، فضلا عن سعة اطلاعه زادت من تقاربنا وضاعفت في مودتنا، وقد أهدى لي ديوانه الشعري الفصيح بخط يده (رؤى قلب).
والحقيقة فإنني من الذين تأثروا بخبر وفاته -رحمه الله-، خاصة أنه جاء بعد مكالمة قبل أيام من وفاته كان يمني النفس بزيارة الإخوة بالطائف، وفي مكالمته أشار إلى تأثره بفقد أم ممدوح رفيقة دربه وشقيقة عمره -رحمها الله- وجميع موتى المسلمين.
سيرة جميلة قضاها أبو ممدوح في خدمة وطنه لعمر ناهز 75 عاما كان أبرزها وأشهرها يوم كان قائد عمليات حادثة الحرم المكي، التي قام بها جهيمان في شهر المحرم من عام 1400هـ وقد رواها بكثير من المصداقية، وفصّلها بكل شفافية في غير لقاء واحد، ولمختلف وسائل الإعلام المختلفة، مسجلا مواقف خالدة مع زملائه المشاركين ومع قيادته الرشيدة، التي حرصت كالعادة على المحافظة على الحرم، ومَنْ بداخل الحرم حينها وكل حين، ومن ثم كيف كانت المواقف المشرفة وغير الغريبة لقادة وأمراء هذا البلد الكريم -رحمهم الله جميعا- أثناء وبعد القبض على جهيمان، ومعاملته المعاملة الحسنة له كما رآها ورواها بنفسه.
رحم الله أبا ممدوح صاحب الفكر العميق المثقف والخلوق، الذي ترك في النفس كسرة، وفي المشاعر حسرة، فالصداقة الحقيقية لا تغيب كما تغيب الشمس، ولا تذوب مثلما يذوب الثلج، والصداقة إذا سكنت بالوجدان لا تقدر بالأثمان. وختاما فلصديقنا الراحل الدعاء بالمغفرة والسؤال له بالرحمة، ونحن ابتداءً وانتهاءً نؤمن بقضاء الله وأقداره، وكفى بالموت واعظاً و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
@yan1433