د. محمد باجنيد يكتب:

الصوت يصرخ في وجه الحي.. يفسد حياته.. وحين يغيبه الموت، يرق همسا، وتعصر العيون لتذرف دمعا.

محكوم على الطيبين ألا يرتاحوا في حياتهم، ما دام هناك قساة.. يعشقون النكد.. يملؤون الأوقات به.. وتصبح الحياة سباقا من أجل الراحة.. يخسر فيه أصحاب القلوب الرحيمة.

لا تنتظر الموت.. انج بنفسك حيا.. وليعتبروك في عداد الأموات.. لن يقبل القساة ذلك.. لا بد أن تموت حقيقة، وإلا كيف يذرفون الدموع؟!.. ويتوقف النكد؟!.. فهل ستموت؟!.. أم أن هناك حلا آخر؟!..

الحب لا يشترى.. الحب يمنح.. والزهد فيه معاناة..

أعرف يا صديقي.. أنك تملك أزهاره.. بل وقادر على صناعة أجوائه.. كلماته تنساب من فمك لؤلؤا.. فيفوح عطره.. عطار الحب أنت.. تصنعه وتقدمه للمحبين عبقا من خيال.. الفرق بينك وبينهم أنك أستاذ فيه..

تكتفي بتعليمه خيالا.. فيما هم يعيشونه واقعا..

اسألهم عن طعمه.. أو لا تسأل.. تخيله يا صاحبي..

تخيله.. وقل: هنيئا للمحبين!

الحب.. ما معنى الحب؟!.. اسأل روحك: هل تراه يملؤها؟!.. إن قالت لك: نعم.. وهو حلم لا أريد الاستيقاظ منه إلا على حقيقة تؤكده.. هو السعادة الأزلية.. صفاء ووئام.. طهر وسلام.. بدايته احترام متبادل.. ونهايته إخلاص متزايد.. وحاجة لا تعوض..

لشخص مميز جدا.. مبهج شكلا ومضمونا.. في قربه كفاية.. عن باقي البشر.. أخاف عليه أكثر من نفسي..

أفتقده دائما.. تهمني مصلحته.. أسعد لسعادته.. وأحزن لحزنه.

فإن كانت روحك تشعر بهذا، فأنت يا صاحبي في زمرة المحبين.. وجدير بأن تقول ملء فيك:

أحبك!.. وإلا فستقول لك: دعني!

*****

ربما شعرنا بالحب مبكرا..

ولم نعرف من يستحق الحب إلا متأخرا..

ذاك الذي يراك أجمل مما تتصور..

هنا يحسن الاختيار..

وتطل السعادة..

يا معشر الباحثين عن السعادة،

العطاء في الحب..

يصعب وصفه بالكلمات..

إنها تزدان به..

الحب لا يفكر..

ولا يتذكر..

إنه يعيش بلا ذاكرة..

لأنه في كل يوم أجمل!

mbajunaid@