الحكم الخامس.. يكتب

القاعدة في صناعة «المخللات» أن يكون «الملح» خمسة أضعاف «الخل» وهذا معمول به في «التخليل» الرياضي الحالي إلا القلة، فسكبة الشماغ بـ«الملي يا حبيبي بالملي» كما يقول المعلق المعروف، لكن رأيه بـ «الملل يا خليلي بالملل» حيث يتحفنا «المخلل» لكرة القدم بوصف مسار الكرة وحركة اللاعبين باللحظة ذاتها، وليس غريبا لو ذكر أن والد الطفل المسؤول عن إحضار الكرة من خارج الملعب موظف سابق في إدارة الطوابع في البريد السعودي بمدينة «أ» ومزواج حيث تزوج تسع مرات «مخللة» لا غبار عليها إلا أنه يعشق الطلاق أكثر من الزواج، وقد يكمل المخلل «المبرطم» أن الطفل أحضر الكرة للاعبه المفضل بشكل بطيء لكي يعطل الفريق المفضل لـ «مخللنا» الرائع، وأن تنمر الطفل على فريقه يقع ضمن منظومة مؤامرة بدأت من مكاتب الاتحاد السعودي الفخمة التي «تخلل» كل شيء يمكن أن يوقف فريقه عن الحصول على البطولة، بينما الاتحاد السعودي لكرة القدم يعمل بنظام مؤسساتي ولا يسمح بدخول «المخللات» والمخلخات إلى مكاتبه، وقد يضيف وهو«يخلل» سنونه المصفرة من الشيشة ومشتقاتها وشقيقاتها بأن الكرة ضربت يد لاعبه المفضل نتيجة أنه حركها لكي يحق «إذنه» ولم يقصد الحؤول دونها ودون الهدف، عيب «المخللين» الرياضيين أنهم يعتقدون أن نسبة العمى في المجتمع وصلت إلى 99 % إلا أنهم يملكون فهلوة تؤهلهم لبيع «المخلل»على أنه سلطة فواكه.

لا أعرف شروطا للمحلل الشرعي للمطلقة والمطلق ولا أريد أن أعرف، إلا أني مؤمن بدوره الاجتماعي المهم في ترميم مؤسسات الأسرة، ومؤمن أيضا أن «المخلل» الكروي -ولن أقول الرياضي- يتقاطع مع المحلل الشرعي في نقاط عدة، فإذا كان المحلل الشرعي بمهته الإنسانية يرمم العلاقة بين الطليقين و«يحلل» المطلقة لزوجها السابق، فإن «المخلل» الكروي «يخلل» أخطاء فريقه المحبوب، ومنها البلنتي بسبب مسك قلب الدفاع لفانيلة رأس الحربة لمسافة واحد كيلو متر.

وإذا ما عرفنا أن صناعة المخللات كانت في بدايتها تهدف إلى حفظ الخضار من «الخياس» فإن المخللين الكرويين يحاولون جاهدين -كما المحلل الشرعي- ليل نهار لعلاج الطلاق الكائن و«البائن» بين فريقه والبطولات بـ«تحليل» -من الحلال- شتم الحكام والفيفا ومنظمة الجات واتحاد الكتاب العرب والطفل أعلاه، والمخلل الكروي -وهذه وظيفة مخبأة عن الأنظار- قد يقوم في ليلة واحدة -كما المحلل الشرعي- بتغيير سيارته عند باب النادي المفضل إلى موديل 2021 بدقيقة واحدة، ويستطيع وهو «الخل الوفي» لرئيس النادي أن يهدد ويتوعد هذا الرئيس وينتقده على طريقة «العصا والجزرة» -الجزر مادة رئيسة في صناعة المخللات- خلال ظهوره لمرتين أو ثلاث في اليوم خلال برامج «التخليل» الرياضي التي أصبحت أكثر من عدد أجهزة التلفزيونات نفسها الموجودة في السوق إذا لم يف بوعده ويعين الخل الوفي -كما يسمى نفسه جهلا- متحدثا رسميا أو مديرا للمركز الإعلامي للنادي.

أبرز الفوائد الصحية للمخللات تعقيم الفم واللسان وتنظيفهما من عبث البارحة، وهذا ما قد يجعلني مخطئا في هذا المقال بوصف بعض المحللين الرياضيين بـ«المخللين الكرويين».