ناشيونال إنترست

قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إنعاش علاقاتها بجنوب القوقاز.

وبحسب مقال لـ«تاراس كوزيو»، وهو زميل غير مقيم في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز، كان هناك نوعان من الثوابت في جنوب القوقاز منذ تفكك الاتحاد السوفييتي.

وأشار إلى أن الأول هو أن أرمينيا كانت عضوًا في كل مشروع تكامل تقوده روسيا، وهي حقيقة يتجاهلها عادةً المحللون وصناع القرار الغربيون، وأردف يقول: منذ 1994، كانت أرمينيا عضوًا مؤسسًا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي محاولة روسية لإنشاء هيكل من نوع الناتو بين دول ما بعد الاتحاد السوفيتي.

وأشار إلى أن موسكو تنظر إلى القواعد العسكرية في أرمينيا وغيومري ومطار إيروبوني في يريفان، بنفس الطريقة التي تنظر بها إلى جميع قواعدها في الاتحاد السوفيتي السابق، أي يعتبرها الكرملين مجال نفوذه الحصري، وتابع: في الوقت نفسه، عارضت كل من أذربيجان وجورجيا وأوكرانيا ومولدوفا بثبات القواعد العسكرية الروسية على أراضيها على وجه التحديد، لأن مثل هذه الخطوة ستشكل تأييدًا لمطلب روسيا بالاعتراف بها كقوة مهيمنة إقليمية في أوراسيا.

وأردف يقول: لم تشكل أذربيجان أي تهديد عسكري لأرمينيا، بحسب «هيومن رايتس ووتش الدولية» فإن باكو لم تقم بأي نشاط عسكري داخل أرمينيا خلال حرب كاراباخ الثانية التي استمرت 44 يومًا، ومضى يقول: أما الثابت الثاني فهو أن جورجيا وأذربيجان انتهجتا سياسات موالية للغرب، في عهد الرئيسين إدوارد شيفادنادزه وإلهام علييف، وُصفت هذه السياسة الخارجية بأنها متعددة الاتجاهات، حيث تتألف من توسيع التكامل مع الغرب مع استمرار التعاون مع روسيا ورابطة الدول المستقلة.

وأضاف: بينما واصل علييف سياسة أذربيجان الخارجية متعددة الاتجاهات للتكامل مع الغرب، تبنت أوكرانيا وجورجيا أهداف السعي إلى الحصول على عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي، في غضون ذلك، تسعى مولدوفا إلى عضوية الاتحاد وليس الناتو.

واستنكر الكاتب المبالغة في العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان وإيران باعتبارها تحالفا جيوسياسيا، مشيرًا إلى أن ظهور تقارير سرية ومفتوحة المصدر تظهر أن إسرائيل والولايات المتحدة استخدمتا أذربيجان كنقطة انطلاق للاغتيالات المستهدفة داخل إيران، يعني أن خطوة كتلك لم تكن لتحدث إذا كان علييف في جيب إيران.

ومضى يقول: أيضًا لا يوجد دليل على الادعاء بأن إيران دعمت أذربيجان بشأن ناغورني كاراباخ، لقد دعمتها كل من إيران وروسيا رسميًّا.

وتابع: لدى الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة ذات شقين لقلب الصفحة في تعاملاتها مع جنوب القوقاز، وأوضح أن الأول هو عدم التوقف عن العمل من خلال إعادة تنشيط العلاقات الغربية مع هذه المنطقة وإحياء مجموعة مينسك المهملة إلى حد كبير، وهي خطوة سترحب بها أذربيجان وجورجيا.

وأضاف: الثاني هو أن يبتعد بايدن عن التحيز التقليدي للولايات المتحدة وفرنسا تجاه أرمينيا وتبني موقف أكثر توازنًا بين يريفان وباكو.