التجربة الرائدة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية لرعاية أسر شهداء الواجب تجربة تسطر بماء الذهب، فهي تمثل الوفاء الذي يجب أن يكون لكل أسرة فقدت عائلها مدافعا عن الوطن لتغنيهم عن السؤال ولتوصل لهم رسالة من وطنهم تقول: افخروا بوالدكم فنحن نقدر صنيعه ونكافئه فلا تنحنوا وأنتم في وطن الوفاء.
ولأن الإنسان عدو نفسه جشع في بعض الأحيان فقد سولت النفس الأمارة بالسوء للبعض أن يستولي عن الرزق الذي منحته الدولة لأسرة الشهيد، وليت المستولي كان غريبا أو عدوا بل أحد أفراد الأسرة الذين يفترض بهم القيام بشؤون أسرة الشهيد بعد رحيله، فكلمة «مليون» أسالت اللعاب وأعمت البصيرة، وكلمة «شهيد» أصبحت منفذا للكسب والتكسب.
والقصص المؤلمة في هذا كثيرة فإما أن يكون الأجداد هم أبطال قصص الطمع خاصة والد الشهيد الذي يعتقد أنه الأحق بمال ابنه وعياله! بالرغم أنه أحد المكرمين الذين لم تنسهم يد العطاء أو الأعمام الذين يتهافتون للزواج من أرملة أخيهم والاستحواذ على ماله حتى لا يسبقهم غريب! فليست العاطفة والإنسانية هي مشهد الإحسان الذي دفعهم بل دوافع الجشع.
ولأن أرملة الشهيد في أغلب الأحيان صغيرة في السن وغير مدركة لما يدور حولها منكوبة بفقدها ومصيبتها فهي لا تستوعب المؤامرات التي تحاك ضدها وضد أيتامها إلا بعد أن تمنحهم صك الوكالة والإعالة لتستيقظ بعد حين وتستجدي منهم حقوقها وأموالها التي سلبت طوال سنين لم تنل منه إلا الفتات.
وكم من أعمام وأجداد وربما أخوال تغير حالهم وأصبحوا أغنياء فجأة وبلا مقدمات، فهم المتنفذون والأوصياء الخائنون للأمانة الذين يمنعون أبناء أخيهم حتى من الهدايا الرمزية التي تمنحها الجهات تكريما وتقديرا للشهيد بل يقدمون الخطابات باسمه يقينا منهم بأن الدولة ـ أيدها الله ـ لن ترد طلباً جاء باسم الشهيد الذي فاضت روحه من أجلها بل لا يعرفون أبناء أخيهم إلا ليثبتوا وجودهم أو ليكونوا ستاراً لألاعيبهم.
ومن خلال تواصلي مع هذه الفئة فهم إما أم رزقها الله أسرة تخاف الله سعت لها ووقفت معها ولم تطمع بما عندها وساهمت في تنمية مالها، أو أم واعية في بيئة طماعة حاربت الجميع من أجل حقوقها وحقوق أيتامها، وإما أرملة تعلقت كافة حقوقها لعدم قدرتها على المواجهة والتصدي للظلم أو مستسلمة خانعة.
وإن كان المال والإرث أحد أهم القضايا المعقدة بعد وفاة العائل ومعه تستثار النفوس المريضة وتنكشف الأقنعة الزائفة وتتبدد الأواصر الأسرية وتبدأ المشاحنات فإن النفوس السوية والقلوب الرحيمة توكل إلى الله رزقها فلا تتجرأ على التفكير بما عند غيرها بحجة أنها الأحق من غيرها وكأن مال الميت «لُقطة»! أو «حق مشاع» دون قانون أو تشريع!
وبالرغم من أن خدمة اليتيم وكفالته والسعي لحقوقه شرف لا يتحقق لأي أحد إلا أن البعض لا يدرك هذه المعاني الإنسانية السامية فيقع في الوعيد الذي أخبر الله تعالى عنه في قوله «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا».
أيتها الأمهات: لا تمنحن صكوك الخيانة لمن لا يستحقها.. فأموال أبنائكم لهم وإعالتهم من حقكن.
@ghannia
ولأن الإنسان عدو نفسه جشع في بعض الأحيان فقد سولت النفس الأمارة بالسوء للبعض أن يستولي عن الرزق الذي منحته الدولة لأسرة الشهيد، وليت المستولي كان غريبا أو عدوا بل أحد أفراد الأسرة الذين يفترض بهم القيام بشؤون أسرة الشهيد بعد رحيله، فكلمة «مليون» أسالت اللعاب وأعمت البصيرة، وكلمة «شهيد» أصبحت منفذا للكسب والتكسب.
والقصص المؤلمة في هذا كثيرة فإما أن يكون الأجداد هم أبطال قصص الطمع خاصة والد الشهيد الذي يعتقد أنه الأحق بمال ابنه وعياله! بالرغم أنه أحد المكرمين الذين لم تنسهم يد العطاء أو الأعمام الذين يتهافتون للزواج من أرملة أخيهم والاستحواذ على ماله حتى لا يسبقهم غريب! فليست العاطفة والإنسانية هي مشهد الإحسان الذي دفعهم بل دوافع الجشع.
ولأن أرملة الشهيد في أغلب الأحيان صغيرة في السن وغير مدركة لما يدور حولها منكوبة بفقدها ومصيبتها فهي لا تستوعب المؤامرات التي تحاك ضدها وضد أيتامها إلا بعد أن تمنحهم صك الوكالة والإعالة لتستيقظ بعد حين وتستجدي منهم حقوقها وأموالها التي سلبت طوال سنين لم تنل منه إلا الفتات.
وكم من أعمام وأجداد وربما أخوال تغير حالهم وأصبحوا أغنياء فجأة وبلا مقدمات، فهم المتنفذون والأوصياء الخائنون للأمانة الذين يمنعون أبناء أخيهم حتى من الهدايا الرمزية التي تمنحها الجهات تكريما وتقديرا للشهيد بل يقدمون الخطابات باسمه يقينا منهم بأن الدولة ـ أيدها الله ـ لن ترد طلباً جاء باسم الشهيد الذي فاضت روحه من أجلها بل لا يعرفون أبناء أخيهم إلا ليثبتوا وجودهم أو ليكونوا ستاراً لألاعيبهم.
ومن خلال تواصلي مع هذه الفئة فهم إما أم رزقها الله أسرة تخاف الله سعت لها ووقفت معها ولم تطمع بما عندها وساهمت في تنمية مالها، أو أم واعية في بيئة طماعة حاربت الجميع من أجل حقوقها وحقوق أيتامها، وإما أرملة تعلقت كافة حقوقها لعدم قدرتها على المواجهة والتصدي للظلم أو مستسلمة خانعة.
وإن كان المال والإرث أحد أهم القضايا المعقدة بعد وفاة العائل ومعه تستثار النفوس المريضة وتنكشف الأقنعة الزائفة وتتبدد الأواصر الأسرية وتبدأ المشاحنات فإن النفوس السوية والقلوب الرحيمة توكل إلى الله رزقها فلا تتجرأ على التفكير بما عند غيرها بحجة أنها الأحق من غيرها وكأن مال الميت «لُقطة»! أو «حق مشاع» دون قانون أو تشريع!
وبالرغم من أن خدمة اليتيم وكفالته والسعي لحقوقه شرف لا يتحقق لأي أحد إلا أن البعض لا يدرك هذه المعاني الإنسانية السامية فيقع في الوعيد الذي أخبر الله تعالى عنه في قوله «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا».
أيتها الأمهات: لا تمنحن صكوك الخيانة لمن لا يستحقها.. فأموال أبنائكم لهم وإعالتهم من حقكن.
@ghannia