محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:

واجه العالم عام 2020 أخطر «جائحة» عرفها التاريخ، وهي فيروس «كورونا»، الذي جعل لعجلة الحياة اليومية وقوفا، وأصاب الاقتصاد العالمي بشلل، كما انهارت أغلب الأنظمة الصحية في أكبر دول العالم وملايين الضحايا والإصابات.

استغاثات ونداءات ومناشدات عالمية تبحث عن طوق النجاة للخلاص من فيروس فتك بالشعوب، لكن المشهد في المملكة العربية السعودية كان مختلفا كليا، فمنذ بداية الجائحة ألقى سيدي خادم الحرمين الشريفين خطابه الشهير، الذي وضع «الإنسان أولا» للاهتمام والحفاظ عليه من هذه الجائحة، التي سخرت الدولة لها كل الإمكانات وأنفقت مليارات الريالات للحفاظ على كل مَنْ يقيم على أرض المملكة سواء مواطنا أو مقيما، وبعد توفيق الله وتضافر جميع الجهود وتطبيق البروتوكلات الصحية والإجراءات الاحترازية، نجحنا في تجاوز الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها وتحرك عجلة الاقتصاد السعودي، ووصلنا إلى تسجيل حالات إصابة دون الـ100.

إلا أن وزير الصحة السعودي دق ناقوس الخطر بعدما لوحظ في الفترة الأخيرة، تزايد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا وهو ما أكده متحدث الصحة عندما أعلن عودة المنحنى للصعود بنسبة 200% من أقل نقطة تم تسجيلها في الأسبوع الأول من يناير. ليأتي بعد ذلك توجيه سمو أمير الشرقية بتفعيل استخدام تطبيق «توكلنا» لإبراز ما يثبت الحالة الصحية للمستفيد، ويكون شرطاً احترازياً إلزاميّا للدخول إلى جميع الأسواق التجارية وأسواق النفع العام، والمجمعات التجارية، وكذلك توجيهات سمو نائب أمير الشرقية للجهات الحكومية والخاصة برصد التجاوزات الفردية ورفع درجة الوعي.

الخميس الماضي، صدرت العديد من القرارات لمواجهة فيروس كورونا، ولحمايتنا والحفاظ على صحتنا، وكل فرد يلعب دوراً مهماً ومحورياً في تعزيز التوعية باتباع السلوكيات والممارسات الصحية، التي يجب أن تقترن بسلوكياتنا، حتى تصبح ثقافة يمارسها الجميع في سلوكياتهم وتعاملاتهم اليومية.

يجب على الجميع أن يستشعر المسؤولية والتقيد بكل البروتوكلات الصحية، وهذا هو واجبنا جميعا تجاه قيادتنا ووطننا ومجتمعنا. الآن هو دور المجتمع وكل فرد لتقليل الإصابات وحماية وطننا واقتصادنا وأنفسنا وهو ما تعول عليه قيادتنا الرشيدة من خلال وعي المواطن السعودي، والمقيم لمواجهة أخطر جائحة عرفها التاريخ، وبإذن الله ستمضي هذه الأوقات العصيبة، وسنخرج منها بأقل الخسائر منتصرين فرحين بتكاتفنا مع قيادتنا ومتحدين لمواجهة أصعب الظروف والتحديات.

@alsyfean