فهد سعدون الخالدي

ضمن جهود وزارة التعليم في المملكة لمتابعة العملية التعليمية ومخرجاتها ومعرفة أثر العمل بنظام التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم والتعليم العالي ضمن الإجراءات الاحترازية الهادفة للمحافظة على صحة الطلاب والمعلمين وسلامة المجتمع في مواجهة وباء كوفيد 19 (كورونا)، وهو الأسلوب الذي اتبعته جميع دول العالم في مكافحة الوباء؛ قررت وزارة التعليم في المملكة إجراء الاختبارات التكوينية للطلاب في كافة مراحل التعليم وفي جميع المدارس الحكومية والأهلية مرة كل أسبوعين، ويؤكد ذلك عزم الوزارة على تقليل الفاقد التعليمي المتوقع بسبب غياب التعليم الوجاهي وإيجابياته العديدة. ولعل من الواجب على التربويين، بل على المؤسسة التعليمية في مراحلها المختلفة تعريف أولياء أمور الطلاب بهذا النوع من التقويم المستمر انطلاقًا من الشراكة بين المدرسة والأسرة في تربية الأبناء، ولما لذلك من أثر كبير في تكاتف الجهود والعمل على الوصول إلى أفضل النتائج، ولما كنت من العاملين في ميدان التربية والتعليم فقد وددت في هذا المقال أن ألقي الضوء على هذا الاختبار آملًا أن يشارك الزملاء بكافة مواقعهم في إلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع لأن ذلك بالتأكيد سوف يكون له أثره وانعكاساته الإيجابية على نظرة الآباء والأمهات والمعلمين لهذه الاختبارات ومساهمتهم في إنجاحها وتحقيق أهدافها، ولعل من المعروف الذي لا يعرف أن التقويم بشكل عام يأتي في مقدمة جهود السعي لتطوير التعليم وتحسين مخرجاته بما يفي بمتطلبات التنمية الوطنية الشاملة بمختلف جوانبها فهو بلا شك أحد العناصر المهمة في العملية التعليمية التي تحظى باهتمام لدى الجهات المسؤولة عن التعليم في بلادنا وفي جميع دول العالم. فالتقويم التربوي أحد أركان مشروع تطوير التعليم فلا يمكن إحداث تطوير في أهداف ومحتوى المنهج التعليمي وطرائق التدريس وفي عمليات التعليم ومخرجاته بشكل عام إلا بالاعتماد على نتائج عمليات التقويم الذي يتم بطرق علمية مقننة كما أن التقويم يعتبر مكونا هاما من مكونات العملية التعليمية وأحد المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها التعليم في مراحله المختلفة للحكم على النتائج التي يتم تحقيقها من خلال الجهود المبذولة في عملية التعلم، حيث إن دور التقويم في تحسين التدريس هو دور هام ومؤثر وهو ما ذهب إليه «جون ديوي John Dewy» حيث اعتبر أن التقويم لا يهدف إلى متابعة المخرجات النهائية فقط، بل هو وسيلة تقديم المعلومات لتحسين العملية التعليمية فهو يعمل على تحقيق الأهداف أيضًا، ويجري التقويم في أوقات مختلفة تبعًا للزمن المخصص للمقررات الدراسية، ولذلك يصنف إلى تقويم مبدئي وتقويم بنائي (تكويني) وتقويم تشخيصي وتقويم ختامي. والواقع أن الاختبارات النهائية كانت دائمًا تحظى بالاهتمام من المعلمين في كافة المراحل أما ثقافة التقويم المستمر أو التقويم التكويني فقد استجدت مع التطورات الكبيرة التي حدثت في الفكر التربوي خلال السنوات الأخيرة على الأقل في بلاد العالم الثالث الذي ربما كان مسبوقًا في ذلك من قبل غيره من دول العالم المتقدمة.. وعلى أية حال فلا شك أن اعتماد إجراء هذه الاختبارات في هذا الوقت بالذات هو الإجراء المناسب والموفق الذي ستكون له نتائج كبيرة لتحقيق ما نصبوا إليه من الارتقاء بمخرجات التعليم سواء في ظل التعليم عن بعد أو حتى عند العودة إلى التعليم الوجاهي قريبًا - بإذن الله-، خاصةً وأنه يشمل كافة المواد الدراسية، ويجري إلكترونيًا بما في ذلك عمليات التصحيح وتحليل النتائج وتزويد أصحاب المصلحة من كافة الأطراف بالتغذية الراجعة التي تمكنها من الاستفادة من هذه النتائج وفرص التحسين التي تكشف عنها، ولعله من الضروري التأكيد مرةً أخرى أن المدرسة تقع عليها مسؤولية توعية الطلبة وأسرهم بالدور الذي ينتظرهم في إنجاح هذا الاختبار والفوائد التي يعود بها على المتعلمين.

Fahad_otaish@