م.وسيم البصراوي

لعب التواصل الرقمي دورا محورياً في التحوّل الاقتصادي والاجتماعي، الذي تشهده المملكة العربية السعودية، بدعم من جيل شاب وشغوف بالتكنولوجيا، والإصلاحات الاقتصادية المقادة برؤية 2030، والإستراتيجية الخمسية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، التي تهدف لرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 50 مليار ريال حتى العام 2030م.

نحن في مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال «واعد» ندعم العديد من الشركات الناشئة في مجال التقنيات المبتكرة، التي تعمل منتجاتها وخدماتها على تحسين جودة الحياة في المملكة. ومنذ إنشائها في العام 2011م، استثمرنا في أكثر من 375 مليون ريال لدعم نمو مئات الأعمال المبتكرة في المجال الرقمي من خلال توفير عدة خدمات فريدة، خدمات القروض، وخدمات استثمارات في رأس المال الجريء، وخدمات الاحتضان للشركات المستحدثة.

وبلا شكّ أنّ الجيل الجديد من رواد الأعمال السعوديين سيكون أكبر المستفيدين من إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس إدارة «نيوم»، عن إنشاء المدينة المليونية «ذا لاين» على طول 170 كيلو متراً شمال غرب المملكة.

فالمدينة المستقبلية تتميّز بعدمية وجود السيارات والشوارع، وبالتالي عدمية انبعاثات كربونية، وتبشّر بازدهار مرتقب لقطاع التكنولوجيا السعودي، إذ إنّ مرافقها ستُدار بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكّنها من التوقّع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة.

وتخطيط بنية «ذا لاين» التحتية لن يمنح المدينة الذكية على البحر الأحمر «نيوم» الشكل والملامح ومرونة الاستخدام فقط، بل ستكون «ذا لاين» العمود الفقري اللوجيستي لها، ومنارةً للاستثمارات ومشروعات ريادة الأعمال. وتعتبر شبكة الطرقات السريعة المخطط بناؤها على ثلاثة مستويات لنقل الأشخاص والشحنات والبيانات، طريقة ملهمة لرفع جودة الحياة، وضمان وظائف للسعوديين في مدينة ذات مستقبل مستدام.

على مدى عقد من الزمن، دعمت «واعد» جهود المملكة العربية السعودية لتطوير أجيال متعاقبة من الشركات الناشئة، التي تدمج أحدث التقنيات ضمن الاقتصاد السعودي، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية و«بلوك تشين».

ونستهدف في «واعد» الشركات الناشئة، التي تعمل على ملء الفجوات في السوق الرئيسية، مثل شركة «هازن» في مكّة المكرمة، والمتخصصة في تطوير أنظمة المرور الذكية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين السلامة على الطرق، التي يجري اختبار حلول «هازن» حالياً في خمسة قارات.

وقد حَظِيَتِ «هازن» خلال العام الماضي على أرفع جائزة يقدّمها الاتحاد الدولي للطرق. وكما قال صهيب أحمد خان، الرئيس التنفيذي لشركة «هازن»، فإنّ مشروع «ذا لاين» سيقود نمو قطاع تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية، إذ لديها الإمكانات الهائلة لتعزيز النظام الإيكولوجي للتكنولوجيا المحلية، والمملكة أرض الفرص.