شخصية البطل تسيطر على المؤلف وتقوده في كثير من الأحيان
أكد الروائي أحمد الشدوي أن الجدل النقدي ظاهرة جيدة، تحدث بسبب تعدد قراءات العمل الأدبي، مشيرًا إلى أن روايته «الشبورة» حظيت بتعدد القراءات بين النقاد في بلاد الشام ومصر والمملكة، لذلك فإنها من الأعمال التي ستظل تفتح أبوابًا جديدة للنقد والقراءات، وأشار إلى أنه يحترم وجهة نظر النقاد الذين يقولون بنظرية «موت المؤلف»، لكنه يؤمن بوجود علاقة جدلية لا تنتهي بين الكاتب والنص، ورفض القول بسيطرة الكاتب على بطل روايته، فهو يمنحه صفاته ابتداءً، لكنه لا يعود لديه قدرة مطلقة على توجيهه، بل إن بطل العمل هو الذي يقود الكاتب في كثير من الحالات.
• هل تعتبر الجرأة الإبداعية في طرح القضايا من خلال رواياتك ميزة أم عيبا؟
أظن أن كتابة العمل السردي لا علاقة لها بالجرأة أو التحفظ، ولكنها تقوم على نسج العمل وفق تصور دقيق مسبق لكشف التفاعلات الإنسانية التي يقوم بها الناس، وبالتالي فإن الآخرين هم الذين يصنفون العمل بأنه عمل جريء أو عمل متحفظ، لكني لا أظن أن النية المسبقة تكون موجودة لدى الكاتب، وإلا لخرج العمل فجًا لا معنى له، أو يصبح إنشائيًا لا يحقق المرجو منه.
وحين كتبت رواية «صراع الليل والنهار» لم أتعمد أن أنتج عملًا متحفظًا في طرحه، وإنما عملًا تخيليًا لما يقوم عليه أفراد مجتمع محدود في طريقتهم لتناول مشاكلهم وتنامي حلولهم، وحين كتبت «الشبورة» لم أكن أقصد عملًا جريئًا كما يصنفه الكثيرون، وإنما كتبت تخيلًا عن ظواهر اجتماعية قد تكون مخفية، ولذا فقد اختلف النقاد حولها، وهل هي عمل نخبوي، أم عمل اجتماعي؟
جدل نقدي
• مرت ست سنوات على صدور رواية «الشبورة».. ولا تزال تثير جدلًا نقديًا حتى الآنٓ.. بم تفسر ذلك؟
الجدل النقدي حول عمل روائي معين يأتي من خلال تعدد القراءات وتناسخ الأحداث، ولذلك فإن بعض الأعمال تظل تثير ألمًا معينًا، وبعد مضي مدة معينة ينخر الجرح مرة أخرى، فنعود لمعالجته، أو يعود النقاد لقراءة العمل مرة ثانية، ولأن «الشبورة» من الأعمال التي تمس المجتمع العربي كله، بغض النظر عن شخصيات العمل أو مكانه، فقد تعددت القراءات بين النقاد في بلاد الشام ومصر والمملكة، وهي من الأعمال التي ستظل تفتح أبوابًا جديدة للنقد والقراءات.
موت المؤلف
• تحدثت عن علاقة السارد بالفعل السردي بعد الانتهاء منه.. ٔألا يتعارض ذلك مع النظريات النقدية الحديثة التي تقول بموت المؤلف؟
في كل مدارس النقد الأدبي تتعدد الرؤى النقدية، ورؤية موت المؤلف هي رؤية نقدية حديثة نادى بها النقاد وتواطأ معهم الكتاب لإنهاء العلاقة الجدلية بين الكاتب والنص، والذين يرون هذا الرأي لهم وجهات نظر تستحق النقاش والاهتمام، لكن لا نستطيع إنكار علاقة السارد بالفعل السردي، وربما كان «باختين» أهم من تكلم عن هذه العلاقة، فحين تقرأ لماركيز أو دوستوفيسكى أو نجيب محفوظ أو عبده خال، فإنك تجد الرابط القوي بين شخصية السارد وما يرد في السرد، بغض النظر عن حمولة هذه النصوص.
صفات السارد
• في رأيك..ٔ ما الصفات الإبداعية التي يجب توافرها في السارد الحقيقي؟
أولى تلك الصفات، أن تكون لديه قدرة خلّاقة وخيال واسع، ثم القدرة على رؤية ما وراء الحدث في الظاهرة الاجتماعية، والقدرة أيضًا على رؤية تفاصيل دقيقة لتفسير الظاهرة، ليس ذلك فحسب، بل إبداع تفاصيل جديدة لم يكشف عنها أحد من قبل، ثم تأتي قدرته على قراءة التجارب السردية والإبداعية المتعددة؛ لتشكيل فكر نقدي يترجمه إلى عمل إبداعي.
سلطة الكاتب
• لماذا اخترت عبدالله التعزي وشيمة الشمري للتطبيق على تجربتيهما القصصيتين عند حديثك عن سلطة الكاتب على نصه السردي؟
اخترتهما للتطبيق على تجربتيهما المسبقتين، وذلك لعدة أسباب:
أولًا: لأنهما كاتبان سعوديان معروفان بجمال كتاباتهما السردية.
ثانيًا: لأني سمعت قبل سنوات طويلة د. شيمة الشمري وهي تلقي إحدى قصصها في أمسية بالنادي الأدبي بجدة، ولفت نظري قدراتها الكتابية التي لم أكن قد سمعت بها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتتبع كتاباتها وإبداعاتها، وهي بحق تعتبر رائدة في كتابة القصة القصيرة جدًا، قل ما تجد نظيرًا لها.
ثالثا: لأني كُلفت بدراسة أعمال عبدالله التعزي أثناء حفل توزيع جائزة مكة المكرمة التي فاز بها، وهي جائزة كبيرة جدًا في المملكة، وشرفني بالكتابة عنه د. حامد الربيعي، وكنت قرأت له مرارًا في أمسيات نادي جدة الأدبي، وهو من أهم كتاب القصة القصيرة في المملكة.
رابعًا: لأن ظهور سلطاتهما على نصوصهما كان واضحًا، فترى شخصية المرأة السعودية في قصص د. شيمة الشمري، وترى سمات ابن مكة المكرمة واضحة في قصص عبدالله التعزي، ومن السهل إجراء مقارنة بين الكاتبين للوصول إلى قناعة وجود سلطة من السارد على سرده.
قيادة البطل
• هل ترى من واقع بحثك أنٔ المؤلفٔ يقود بطل عمله الإبداعي، أم أنٔٔ البطل هو الذي يقود المؤلف؟
الاثنان يقودان بعضهما، فالكاتب هو الذي يخلق بطل العمل السردي، ويمنحه صفاته ابتداءً، لكنه لا يعود لديه قدرة مطلقة على توجيهه، بل إن بطل العمل هو الذي يقود الكاتب في كثير من الحالات.
كهف أفلاطون
• مشكلات التعليم في العالم العربي كبيرة.. وأنتٔ متخصص في هذا الأمر.. لماذا لم تعالج هذه المشكلات في نص إبداعي، واكتفيت بكتاب «كهف ٔأفلاطون»؟
كتاب «كهف أفلاطون» نال اهتمام كثير من التربويين في المملكة، وتلقيت أكثر من عشرة خطابات لقادة التعليم في المملكة في حينه يمتدحون العمل.
ومشكلات التعليم في كل العالم كبيرة وكثيرة، وطموحات العاملين في هذا المجال كبيرة، وأنا أنوي كتابة عمل آخر من دافع تجاربي في التعليم الأهلي، حيث سيظل التعليم يشغل بال الأسر والمتخصصين، وربما كانت تجارب العالم مع جائحة كورونا، وتطبيق التعليم الإلكتروني خطوة ربما تحقق فوائد جمة لكثير من المشكلات التي كانت تعترض العملية التعليمية.
• هل تعتبر الجرأة الإبداعية في طرح القضايا من خلال رواياتك ميزة أم عيبا؟
أظن أن كتابة العمل السردي لا علاقة لها بالجرأة أو التحفظ، ولكنها تقوم على نسج العمل وفق تصور دقيق مسبق لكشف التفاعلات الإنسانية التي يقوم بها الناس، وبالتالي فإن الآخرين هم الذين يصنفون العمل بأنه عمل جريء أو عمل متحفظ، لكني لا أظن أن النية المسبقة تكون موجودة لدى الكاتب، وإلا لخرج العمل فجًا لا معنى له، أو يصبح إنشائيًا لا يحقق المرجو منه.
وحين كتبت رواية «صراع الليل والنهار» لم أتعمد أن أنتج عملًا متحفظًا في طرحه، وإنما عملًا تخيليًا لما يقوم عليه أفراد مجتمع محدود في طريقتهم لتناول مشاكلهم وتنامي حلولهم، وحين كتبت «الشبورة» لم أكن أقصد عملًا جريئًا كما يصنفه الكثيرون، وإنما كتبت تخيلًا عن ظواهر اجتماعية قد تكون مخفية، ولذا فقد اختلف النقاد حولها، وهل هي عمل نخبوي، أم عمل اجتماعي؟
جدل نقدي
• مرت ست سنوات على صدور رواية «الشبورة».. ولا تزال تثير جدلًا نقديًا حتى الآنٓ.. بم تفسر ذلك؟
الجدل النقدي حول عمل روائي معين يأتي من خلال تعدد القراءات وتناسخ الأحداث، ولذلك فإن بعض الأعمال تظل تثير ألمًا معينًا، وبعد مضي مدة معينة ينخر الجرح مرة أخرى، فنعود لمعالجته، أو يعود النقاد لقراءة العمل مرة ثانية، ولأن «الشبورة» من الأعمال التي تمس المجتمع العربي كله، بغض النظر عن شخصيات العمل أو مكانه، فقد تعددت القراءات بين النقاد في بلاد الشام ومصر والمملكة، وهي من الأعمال التي ستظل تفتح أبوابًا جديدة للنقد والقراءات.
موت المؤلف
• تحدثت عن علاقة السارد بالفعل السردي بعد الانتهاء منه.. ٔألا يتعارض ذلك مع النظريات النقدية الحديثة التي تقول بموت المؤلف؟
في كل مدارس النقد الأدبي تتعدد الرؤى النقدية، ورؤية موت المؤلف هي رؤية نقدية حديثة نادى بها النقاد وتواطأ معهم الكتاب لإنهاء العلاقة الجدلية بين الكاتب والنص، والذين يرون هذا الرأي لهم وجهات نظر تستحق النقاش والاهتمام، لكن لا نستطيع إنكار علاقة السارد بالفعل السردي، وربما كان «باختين» أهم من تكلم عن هذه العلاقة، فحين تقرأ لماركيز أو دوستوفيسكى أو نجيب محفوظ أو عبده خال، فإنك تجد الرابط القوي بين شخصية السارد وما يرد في السرد، بغض النظر عن حمولة هذه النصوص.
صفات السارد
• في رأيك..ٔ ما الصفات الإبداعية التي يجب توافرها في السارد الحقيقي؟
أولى تلك الصفات، أن تكون لديه قدرة خلّاقة وخيال واسع، ثم القدرة على رؤية ما وراء الحدث في الظاهرة الاجتماعية، والقدرة أيضًا على رؤية تفاصيل دقيقة لتفسير الظاهرة، ليس ذلك فحسب، بل إبداع تفاصيل جديدة لم يكشف عنها أحد من قبل، ثم تأتي قدرته على قراءة التجارب السردية والإبداعية المتعددة؛ لتشكيل فكر نقدي يترجمه إلى عمل إبداعي.
سلطة الكاتب
• لماذا اخترت عبدالله التعزي وشيمة الشمري للتطبيق على تجربتيهما القصصيتين عند حديثك عن سلطة الكاتب على نصه السردي؟
اخترتهما للتطبيق على تجربتيهما المسبقتين، وذلك لعدة أسباب:
أولًا: لأنهما كاتبان سعوديان معروفان بجمال كتاباتهما السردية.
ثانيًا: لأني سمعت قبل سنوات طويلة د. شيمة الشمري وهي تلقي إحدى قصصها في أمسية بالنادي الأدبي بجدة، ولفت نظري قدراتها الكتابية التي لم أكن قد سمعت بها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتتبع كتاباتها وإبداعاتها، وهي بحق تعتبر رائدة في كتابة القصة القصيرة جدًا، قل ما تجد نظيرًا لها.
ثالثا: لأني كُلفت بدراسة أعمال عبدالله التعزي أثناء حفل توزيع جائزة مكة المكرمة التي فاز بها، وهي جائزة كبيرة جدًا في المملكة، وشرفني بالكتابة عنه د. حامد الربيعي، وكنت قرأت له مرارًا في أمسيات نادي جدة الأدبي، وهو من أهم كتاب القصة القصيرة في المملكة.
رابعًا: لأن ظهور سلطاتهما على نصوصهما كان واضحًا، فترى شخصية المرأة السعودية في قصص د. شيمة الشمري، وترى سمات ابن مكة المكرمة واضحة في قصص عبدالله التعزي، ومن السهل إجراء مقارنة بين الكاتبين للوصول إلى قناعة وجود سلطة من السارد على سرده.
قيادة البطل
• هل ترى من واقع بحثك أنٔ المؤلفٔ يقود بطل عمله الإبداعي، أم أنٔٔ البطل هو الذي يقود المؤلف؟
الاثنان يقودان بعضهما، فالكاتب هو الذي يخلق بطل العمل السردي، ويمنحه صفاته ابتداءً، لكنه لا يعود لديه قدرة مطلقة على توجيهه، بل إن بطل العمل هو الذي يقود الكاتب في كثير من الحالات.
كهف أفلاطون
• مشكلات التعليم في العالم العربي كبيرة.. وأنتٔ متخصص في هذا الأمر.. لماذا لم تعالج هذه المشكلات في نص إبداعي، واكتفيت بكتاب «كهف ٔأفلاطون»؟
كتاب «كهف أفلاطون» نال اهتمام كثير من التربويين في المملكة، وتلقيت أكثر من عشرة خطابات لقادة التعليم في المملكة في حينه يمتدحون العمل.
ومشكلات التعليم في كل العالم كبيرة وكثيرة، وطموحات العاملين في هذا المجال كبيرة، وأنا أنوي كتابة عمل آخر من دافع تجاربي في التعليم الأهلي، حيث سيظل التعليم يشغل بال الأسر والمتخصصين، وربما كانت تجارب العالم مع جائحة كورونا، وتطبيق التعليم الإلكتروني خطوة ربما تحقق فوائد جمة لكثير من المشكلات التي كانت تعترض العملية التعليمية.