د. فيصل العزام

في مقال سابق سلطت الضوء على القرارات وأهميتها في حياتنا وآثارها الخطيرة على الحياة، القرار هو عملية الاختيار بين أمرين أو أكثر، وهناك العديد من القرارات اليومية في حياتنا بدءا من الاستيقاظ صباحا من النوم ماذا أرتدى؟ ماذا آكل وأين أذهب؟ هناك أناس يخافون من اتخاذ القرار لذلك اسأل نفسك، ما الذى يجعلك تتردد في اتخاذ القرار؟ كثيرا ما نعجز في التوصل إلى قرار لمجرد خوفنا من ارتكاب خطأ وأحيانا يكون التردد والقلق أشد ألما من ارتكاب الخطأ بحد ذاته. اتخاذ القرار أفضل من عدمه لأنه يكسبك سلوكا إيجابيا، ويتيح لك فرصة التقييم بعد الخطأ، ومن الخطأ في عملية اتخاذ القرار الإهمال في جمع المعلومات الصحيحة، قبل أخذ القرار يجب عليك جمع كل ما تحتاج إليه من معلومات واستشارة من لديهم الخبرة والمعرفة، يجب علينا أن نعرف ما هو مفهوم اتخاذ القرار وهو فعل تقوم به أحيانا بشكل عفوي، وأحيانا أخرى بشكل مدروس. ويختلف اتخاذ القرار باختلاف نوع القرار، هناك نوعية من القرارات التي تتطلب التفكير والتأني وعدم التسرع، وهناك قرارات في حياتنا تكون مصيرية لها تأثير طويل المدى في حياتنا، وإن عملية اتخاذ القرار عملية ديناميكية، وأن على الإنسان أن يراقب ويتابع نتائج قراراته ليعدل القرار عند الحاجة، ويجب هنا أن نفرق بين القرارات والخيارات وأن الآثار المترتبة على خياراتنا تختلف عن الآثار المترتبة على قراراتنا؛ لذلك سوف أسرد لكم قصة قرأتها بأن مجموعة من الأطفال الذين قرروا أن يلعبوا على خطي السكة الحديد، وأحد الخطين معطل والآخر يعمل، واختار الأطفال اللعب بالقرب من الخط الذى يعمل ما عدا واحدا من الأطفال قرر اللعب وحده عند الخط المعطل، وأقبل القطار ويشاهد عامل السكة الحديدية الأطفال ماذا يقرر؟ هل يضحي بمجموعة الأطفال أو يضحي بطفل واحد ليغير مسار القطار إلى الخط المعطل، ويجب على العامل اتخاذ القرار خلال ثوان لأن القطار قادم فقرر أن يضحي بالطفل ويغير خط القطار من المسار العامل إلى المسار المعطل، وبذلك أنقذ حياة المجموعة من الأطفال وأن الضحية الطفل الذى فضل اللعب في مكان آمن. نتوقف ونفكر هل قرار عامل السكة الحديد صحيح عندما ضحى بالطفل وأنقذ مجموعة الأطفال، كثير من الناس يكون مع هذا القرار من وجهة نظرهم بأن عامل السكة الحديد اتخذ قرار العقل بالتضحية بطفل واحد أفضل من قتل مجموعة الأطفال، ولكن لم يفكر لحظة أن الطفل الوحيد اختار أن يلعب في المكان الأمان وبعيدا عن الخطر، وفى المقابل ضحى العامل بحياته لمجرد أن الباقين مجموعة من المخالفين اختاروا أن يلعبوا في موقع الخطر، ويحدث كثيرا هذا المفهوم نتخذ القرارات بالأغلبية بصرف النظر عما قد يكون من جهل الأغلبية أو قصر نظرهم بالرغم من أن الأقلية ممكن أن يكونوا نظرتهم أعمق ومعرفتهم أشمل.

Abuazzam888@live.com