علي بطيح العمري يكتب:

عندما أقرأ أو أسمع كلمة سبيكة وجمعها سبائك يتبادر إلى ذهني سبائك الذهب.. لكن في عصرنا بات الناس مع وسائل الإعلام الجديد يتلاعبون بالمصطلحات والمسميات واللغة أيضا.

السبايك في لهجتنا الدارجة تطلق على الحمقى والمغفلين، وينعت بها أولئك الذين لا يتقيدون بنظام، ولا يعنيهم قانونا.. فلما تقول: فلان سبيكة أو سبيكته منحلة أو أنت سبيكة، فأنت تقصد الشخص، الذي يتصرف بتصرفات غبية، وربما بعضهم بالغ في استعمالها، فيري أن السبيكة مرادف (الدلاخة).

ويتوسع معنى السبايك ليشمل الشخص، الذي لا يستوعب الكلام، أي الشخص الذي يكون لديه الكثير من الصعوبات في فهم الكلام والنصائح الموجهة له.. وتستعمل في الدلالة على الغباء الشديد.. بعضهم يفرق بين (السبائك)، التي تكون من المعادن (والسبايك) وهي الكلمة الدارجة للحمقى.. كما أن السبائك تطلق على التصاعد المالي في سوق تداول العملات الأجنبية.

وعلى كل حال، كلمة السبايك ومفردها سبيكة هي سبة وشتيمة، ويبدو لي أن معناها بهذا الشكل هو فقط عندنا في السعودية، ولا أدري عن الرابط بين السبيكة والبلاهة والغباء.

أرى أن تعبير (لا تكن سبيكة) قد يكون دعاية فكاهية وطريفة -وفق الفهم الشعبي لمعنى السبيكة وإطلاقاتها- لأي حملة هدفها إرساء نظام ما أو تعميم ثقافة معينة، لا سيما أن أكثر المخالفات والظواهر السلبية تأتي من الحمقى والجهلاء.

والحقيقة أن (السبايك البشرية) تتكاثر اليوم.. ولا أدري ما هي الحلول لاجتثاث هذه الكائنات اللطيفة وإعادتها لجادة الصواب، فهؤلاء لا يعنيهم نظاما، فتجدهم يزاحمون الناس، ويقتحم الواحد السر، ولا يعبأ بثقافة الاحترام ولا نظام الأولوية.

لا تكن سبيكة وحكّم عقلك ولا تخدعك شعارات التيارات والأفكار والجماعات المنحرفة والشاذة، وأن تلبست بالشعارات البراقة.. لا تكن سبيكة والتزم بأنظمة المرور، وكل الأنظمة، التي جاءت لحماية الناس وإبعاد الأخطار عنهم.

في وسائل الإعلام الجديد لا تكن سبيكة وتروج للمشاهير، الذين لا يقيمون وزناً للإنسانية ولا للذوق العام، ولا يرعوون مشاعر الناس.. لا تكن سبيكة بترويج الشائعات والمقاطع السخيفة، التي لا يصدقها عقل ولا تتسق مع منطق.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

لا أسوأ من الجاهل إلا الجاهل المغرور!

@alomary2008