اليوم - تعز

حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حكومة الكفاءات السياسية اليمنية أحمد عوض بن مبارك، من أن استمرار التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي الإرهابية ضد محافظة مأرب واستهدافها لمركز المحافظة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ومواصلة تحشيدها للمقاتلين وإرسالهم للجبهات يهدد بنسف العملية السياسية وإطالة أمد الحرب وتفاقم تداعياتها الإنسانية الكارثية.

وقال وزير الخارجية: إن الهجمات الحوثية الإرهابية ضد المدنيين في مأرب أو تلك التي تستهدف بها المطارات والأعيان المدنية داخل المملكة العربية السعودية، تؤكد ما حذرت منه الحكومة اليمنية مرارا بأن قرار هذه المليشيات مرهون بالنظام الإيراني وأنها لا تلتفت إلى مصلحة الشعب اليمني ولا إلى أمن واستقرار اليمن والإقليم.

والتقى الوزير بن مبارك، مساء الخميس في الرياض، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث وبحثا مستجدات ومستقبل عملية السلام في اليمن.

وأوضح بن مبارك أنه وفي الوقت الذي تفاءل فيه اليمنيون بالدعوات الدولية المطالبة بتكثيف الجهود الدبلوماسية والوصول لحل سياسي ينهي الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وعلى الرغم من التجاوب الإيجابي للحكومة اليمنية وتأكيدها على أهمية تحقيق السلام في اليمن، فإن المليشيات الحوثية استجابت لهذه الدعوات والمبادرات بالتصعيد العسكري في محافظتي مأرب والجوف وحشد المقاتلين لهذه الجبهات، وإطلاق الصواريخ الباليستية التي استهدفت بها الأحياء السكنية في مدينة مأرب متسببة في استشهاد وإصابة عشرات المدنيين.

ونوه بن مبارك إلى أن عدم جدية هذه المليشيات تعكسها دائما تصرفاتها على الأرض، مذكراً بعدم التزام هذه المليشيات بتنفيذ أي اتفاقيات سابقة مستشهدا بالوضع المأساوي في الحديدة الذي نتج عن عدم التزام المليشيات الحوثية بمقتضيات اتفاق ستوكهولم، وهو الاتفاق الذي كان من المفترض أن يجلب السلام والاستقرار للمحافظة ويمثل خطوة من خطوات بناء الثقة، ولكن عوضاً عن ذلك استغلت المليشيات الحوثية هذا الاتفاق لتحول مدينة الحديدة إلى ثكنة عسكرية بما استحدثته من أنفاق وحفريات، وتعزيزات عسكرية بمداخل وشوارع المدينة.

وأشار بن مبارك إلى عدم رفع حصار هذه المليشيات عن مدينة تعز، وكذا تعنتهم ومماطلتهم في تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى على الرغم من انخراط الوفد الحكومي بإيجابية مع هذا الملف باعتباره ملفا إنسانيا لا ينبغي استغلاله هو الآخر كملف للمساومة والابتزاز.

وشدد بن مبارك على أهمية ممارسة المزيد من الضغوطات على هذه المليشيات لإقناعها بالعدول عن استخدام العنف والتصعيد، مجددا التزام الحكومة اليمنية بالعمل مع الأمم المتحدة لتحقيق سلام شامل ومستدام يرفع معاناة الشعب اليمني ويحقق تطلعاته التي توافق عليها من خلال المرجعيات الثلاث وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2216.

من جانبه عبر جريفث عن تقديره لتجاوب الحكومة اليمنية الإيجابي مع دعوات السلام، كما أعرب عن قلقه الشديد من تجدد الأعمال العدائية في محافظة مأرب، مؤكداً أن الوصول إلى حل سياسي يلبي تطلعات الشعب اليمني عن طريق التفاوض هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن.