علا عبد الرشيد - القاهرة

بيانات جديدة تتيح قوى «تنبؤ» قادرة على إنقاذ الأرواح

شكل الاتحاد الدولي للاتصالات فريقًا متخصصًا جديدًا للتعامل مع تزايد انتشار الكوارث الطبيعية وشدتها، بمساعدة الذكاء الاصطناعي «AI».

ويدعم الفريق المتخصص التابع للاتحاد الدولي للاتصالات المعني بالذكاء الاصطناعي من أجل إدارة الكوارث الطبيعية، الجهود العالمية الرامية إلى تحسين فهمنا للأخطار والكوارث الطبيعية ونمذجتها، وذلك بالتعاون الوثيق مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية «WMO»، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة «UNEP»، لاستخلاص أفضل الممارسات الناشئة لوضع خارطة طريق للعمل الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي؛ من أجل إدارة الكوارث الطبيعية.

ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الأول للفريق في الفترة من 15 - 17 مارس 2021، وباب المشاركة فيه مفتوح لجميع الأطراف المهتمة.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، هولين جاو، «إن البيانات والرؤى الجديدة تتيح قوى للتنبؤ قادرة على إنقاذ أعداد لا حصر لها من الأرواح»، مضيفًا: «هذا الفريق المتخصص الجديد هو آخر مبادرة للاتحاد لضمان أن يحقق الذكاء الاصطناعي إمكاناته الاستثنائية لتسريع الابتكار اللازم، للتصدي لأكبر التحديات التي تواجهها البشرية».

وبحسب مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، أثرت الكوارث الطبيعية على 1,5 مليار شخص بين 2005 إلى 2015، حيث فقد 700 ألف شخص وأصيب 1,4 مليون شخص وتعرض 23 مليون شخص للتشرد.

ويعزز الذكاء الاصطناعي جمع البيانات ومعالجتها وتحسين نمذجة المخاطر، من خلال استخراج أنماط معقدة من حجم متزايد من البيانات الجغرافية المكانية ودعم اتصالات الطوارئ الفعالة.

وسيقوم الفريق المتخصص الجديد الذي ترأسه عضو الاتحاد مونيك كوجليتش، بتحليل حالات الاستعمال ذات الصلة للذكاء الاصطناعي لتقديم تقارير تقنية ومواد تعليمية مرتبطة بها، تتناول هذه الأبعاد الرئيسية الثلاث لإدارة الكوارث الطبيعية.

وستتناول دراسة اتصالات الطوارئ التي سيضطلع بها الفريق، الجوانب التقنية والاجتماعية والديمغرافية لهذه الاتصالات، لضمان أن تعود بالفائدة على جميع الناس المعرضين للخطر.

وأوضح مدير العمليات لإدارة الأزمات في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مورالي ثوماروكودي، قائلاً: «إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن توفر إستراتيجيات الإدارة العملية الفعّالة لدعم أربع مراحل لإدارة الكوارث، تتضمن التخفيف والتأهب والاستجابة والتعافي»، مستطردًا: «ومن خلال تعزيز استخدام وتبادل البيانات البيئية والتحليلات التنبؤية، يلتزم برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتسريع التحول الرقمي جنبًا إلى جنب مع الاتحاد والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لتحسين القدرة على مواجهة الكوارث والاستجابة لها والتعافي منها».

ووفقًا للاتحاد الدولي للاتصالات، سيمنح عمل الفريق المتخصص اهتمامًا خاصًا لاحتياجات المناطق الضعيفة ومحدودة الموارد، وسيبذل جهودًا خاصة لدعم مشاركة البلدان التي ثبت أنها أكثر تأثرًا بالكوارث الطبيعية، لا سيما الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان منخفضة الدخل.

واستوحى اقتراح إنشاء الفريق المتخصص الجديد من مناقشات جرت في حلقة دراسية إلكترونية بشأن الذكاء الاصطناعي، من أجل تحقيق الصالح العام في اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث، التي نظمها الاتحاد ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في أكتوبر الماضي، واستمرت هذه المحادثة في الحلقة الدراسية الإلكترونية اللاحقة بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الصالح العام، التي نظمها الاتحاد وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في 21 يناير 2021.

وقال كبير العلماء ومدير دائرة العلوم والابتكار في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يورغ لوترباخر، إن أهمية الذكاء الاصطناعي تتزايد في أنشطة المنظمة، وستساعد جميع البلدان على تحقيق تقدم كبير في إدارة الكوارث وضمان ألا يتخلف أحد عن الركب، مضيفًا: «برنامج المنظمة العالمية للأرصاد الجوية للحد من مخاطر الكوارث، يساعد البلدان في حماية الأرواح وسبل العيش والممتلكات من الأخطار الطبيعية، ويعزز دعم الأرصاد الجوية للعمليات الإنسانية من أجل التأهب للكوارث من خلال إنشاء آلية تنسيق للمنظمة ونظام الإنذار العالمي بالأخطار المتعددة وإلى جانب الفريق المتخصص، نهدف إلى تعزيز نقل المعرفة والتواصل والتعليم مع التركيز على المناطق التي تكون فيها الموارد محدودة».

وتقوم الفرق المتخصصة التابعة للاتحاد بتسريع دراسات الاتحاد في المجالات ذات الأهمية الإستراتيجية المتزايدة لأعضاء الاتحاد، وترسي الأساس لأعمال التقييس الدولية ذات الصلة في إطار لجان الدراسات التابعة للاتحاد، وسيرفع الفريق المتخصص للاتحاد بشأن «الذكاء الاصطناعي» من أجل إدارة الكوارث الطبيعية، تقريرًا إلى لجنة الدراسات لقطاع تقييس الاتصالات لمتابعة الجوانب التشغيلية.