أرفض إلحاق الطائفة الشيعية بالرؤية السياسية للنظام الإيراني وغيره
أكد العلامة السيد علي الأمين أن تهديدات حزب الله «لن ترهبه، فكل تلك التهديدات والاتهامات (بالعمالة والخيانة) التي جاءت لصرف الأنظار عن المطالب المشروعة لانتفاضة الشعب اللبناني وتطلعاته نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وقيام دولة الإنسان المدنية المبنية على قاعدة المواطنة العابرة لأحزاب وزعامات المذاهب والطوائف والمحاصصات الطائفية التي تسببت في كل هذا الفساد والمآسي التي يعيشها لبنان اليوم».
ويشدد في حوار خصّ به (اليوم)، على أن «حزب الله يتحمل الجزء الأكبر مما وصلت إليه البلاد، وما كان لينجح في جر لبنان ليكون ساحة نفوذ للنظام الإيراني وإبعاده عن محيطه العربي لولا وجود حلفاء له في السلطة والنظام، شكلوا له ولسلاحه وتدخلاته في المنطقة الغطاء القانوني من خلال مشاركتهم له في الحكومات المتعددة تحت عناوين الوحدة الوطنية والمحاصصات الطائفية»، جازمًا بأن «هذه التحالفات هي التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم»، ويدعو «حزب الله إلى تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية لتكون وحدها المسؤولة عن بسط سلطتها على كامل أراضيها».. وهنا نص الحوار:
انهيار لبنان
لبنان من انهيار إلى انهيار، أسباب كثيرة تقف وراء ذلك، كيف يصف العلامة السيد علي الأمين الأوضاع الصعبة، وأين يكمن الخلل؟
- يرى المراقب أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية في لبنان تسير نحو مزيد من الصعوبات في ظل هذه الطبقة السياسية، التي تعاقبت على الحكم فيه منذ عقود، وتزداد المخاوف من انعكاس تلك الصعوبات على الأوضاع الأمنية، ولا تزال هذه الطبقة تمسك بمؤسسات الحكم رغم فشلها، الذي أفقدها ثقة شعبها في الداخل وثقة المجتمع الدولي في الخارج.
هل تعتقد أن هنالك أفقًا للحل أو سترة نجاة للبنان واللبنانيين؟
- لا تظهر في الأفق بوادر حل داخلي لهذه الأزمة التي يعيشها اللبنانيون اليوم، فالذين كانوا السبب في وصول البلاد إلى ما وصلت إليه لن يكونوا سببًا في الإصلاح إلا إذا حصلت معجزة. والأمل يبقى في مواصلة الانتفاضة الشعبية مسيرتها الوطنية والسلمية المطالبة بإعادة بناء دولة المؤسسات والقانون ورحيل الطبقة السياسية الحاكمة.
الفلك الإيراني وسعي «حزب الله»
إلى أي حد تعتبر أن محاولة «حزب الله» لجر لبنان نحو الفلك الإيراني تشكل سببًا أساسيًا في مآسي لبنان الحالية؟
- لا شك أن «حزب الله» يتحمل الجزء الأكبر مما وصلت إليه البلاد؛ فهو موجود في النظام اللبناني منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، وما كان لينجح في جر لبنان ليكون ساحة نفوذ للنظام الإيراني وإبعاده عن محيطه العربي لولا وجود حلفاء له في السلطة والنظام، شكلوا له ولسلاحه وتدخلاته في المنطقة الغطاء القانوني، من خلال مشاركتهم له في الحكومات المتعددة تحت عناوين الوحدة الوطنية والمحاصصات الطائفية، وهذه التحالفات هي التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم.
هنالك مَنْ يجزم بأن لا حل في لبنان قبل زوال «حزب الله»، إلى أي مدى تعد تلك النظرية صائبة؟
- يجب أن يقتنع «حزب الله» أن دوام الحال من المحال، وأنه لا يمكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه اليوم، لا بد من تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية لتكون وحدها المسؤولة عن بسط سلطتها على كامل أراضيها، وليكون بيدها وحدها قرار السلم والحرب، ولتكون وحدها مرجعية الشعب اللبناني بكل طوائفه في كل القضايا الداخلية والخارجية، التي تتولاها الدول في شعوبها وأوطانها.
الحواجز الطائفية والمناطقية ألغت الكفاءة والعدالة وباعدت بين اللبنانيين
الثورة اللبنانية حية
كيف ترى الثورة اللبنانية، الانطلاقة والأهداف، وهل تعتقد أنها لا تزال حية، وهل من مصير لنجاحها؟
- انطلاقة الانتفاضة اللبنانية في لبنان كانت تعبيرًا عن وعي وطني تجاوز الحواجز الطائفية والمناطقية، التي صنعتها الطبقة السياسية التي حكمت البلاد لعقود رسخت فيها عناوين المحاصصات الطائفية، التي ألغت الكفاءة والعدالة وباعدت بين المواطنين، وقامت أيضًا ضد فساد وممارسات الطبقة السياسية التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار، وقد تعرضت هذه الثورة إلى محاولات عديدة لقمعها والاعتداء عليها، وتستمر في مطالبها رغم تلك المحاولات لإنهائها، وما نأمله ونتوقعه أن يترسخ هذا الوعي ويزداد انتشارًا لينعكس مزيد من الاتحاد والتضامن بين جميع اللبنانيين في سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة، التي أعلنوا عنها في مسيراتهم وتجمعاتهم.
لقمان سليم من رواد الانتفاضة
يدفع الشعب اللبناني والثوار فاتورة الانتفاضة على أحزاب السلطة، ماذا تقول في اغتيال لقمان سليم، وهل موجة الاغتيالات عادت من جديد؟
- لقد كان لقمان سليم من رواد هذه الانتفاضة بفكره ومواقفه، ومضى شهيد الرأي الحر والموقف الوطني، وكان اغتياله رسالة للانتفاضة ولكل المعارضين الذين يشاركونه الرأي والموقف، وكان الجواب أن تلك الرصاصات الغادرة لن تنال من العزم على مواصلة الدرب حتى تتحقق الأهداف التي تسعى إليها الانتفاضة، والتي سعى إليها لقمان وإخوانه الذين سبقوه.
مراسم تأبين المفكر الشيعي لقمان سليم الذي اغتيل لمعارضته «حزب الله» (رويترز)
انتفاضة الطائفة الشيعية
حاول أبناء الطائفة الشيعية الشرفاء الانتفاضة على الثنائي الشيعي ولكنهم سعوا الى إسكاتهم، إلى أي حد يخيفهم وعي الطائفة الشيعية؟
- عندما انطلقت الانتفاضة الشعبية في لبنان بحركتها السلمية ومطالبها المشروعة في تغيير الطبقة السياسية، التي ثبت فشلها وجرت الفساد إلى كل مؤسسات الدولة، أعطى ذلك الأمل للمقهورين في مناطق سيطرة الثنائي الشيعي، فتحركوا تعبيرًا عن التحاقهم بالانتفاضة الوطنية، وهذا الأمر لا يسمح به الثنائي الحاكم الفعلي في تلك المناطق، في ظل عدم قدرة الدولة على حماية الرأي الآخر، فالثنائي الحزبي قامت سلطته التي انتزعها بقوة السلاح على وكالته الحصرية للطائفة الشيعية، فلا يسمح لأي صوت معارض بالظهور، ولكن تلك المعارضة التي ظهرت كشفت رفض تلك الأكثرية الصامتة والمقهورة لمشاريع الثنائي الشيعي وممارساته.
العلامة الأمين، اسم يشكل إرباكًا لما يسمى «محور الممانعة»، سعوا إلى اتهامك بالعديد من التهم كالعمالة وغيرها، وأنت في الواقع أحد الوجوه التي تنادي بحوار الأديان، ماذا تقول في تلك المساعي للنيل من مصداقيتك؟
- منذ ثمانينيات القرن الماضي عارضت بالكلمة والفكر مشروع جعل لبنان ساحة للصراعات الخارجية، وإبعاده عن محيطه العربي، ورفضت إلحاق الطائفة الشيعية بالرؤية السياسية للنظام الإيراني وغيره، وقلت إن روابط المذاهب والأديان لا تكون على حساب الأوطان، وكنت وما زلت أسعى للحوار بين أتباع المذاهب والديانات ومختلف الثقافات، وكنت وما زلت من المطالبين بسيادة الدولة الوطنية على أرضها وبمرجعيتها الوحيدة لشعبها، وكتبت في دراساتي الفقهية (ولاية الدولة ودولة الفقيه) مفندًا أدلة نظرية ولاية الفقيه في الحكم وامتداد ولايته الوحيدة إلى خارج دولته، ولعل هذه المطالب وهذه الأفكار وهذه المساعي المستمرة أخذت بالظهور والقبول داخل محيطهم وخارجه، وبدأت تنعكس آثارها عليهم، وهذا ما لا يستسيغه «حزب الله» الرافض للرأي الآخر، ولذلك قد يكون من باب المقدمة للإلغاء وهدر الدماء والتخويف للمعارضة، ما أقدم حزب الله عليه من نشر اتهامه لنا بالعمالة والخيانة مستعينًا بالقضاء اللبناني وتقديم دعوى لديه بذلك. وقلت سابقًا في ردي على تلك الدعوى الباطلة (... ولن ترهبني كل تلك التهديدات والاتهامات، التي جاءت لصرف الأنظار عن المطالب المشروعة لانتفاضة الشعب اللبناني، وتطلعاته نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وقيام دولة الإنسان المدنية المبنية على قاعدة المواطنة العابرة لأحزاب وزعامات المذاهب والطوائف والمحاصصات الطائفية، التي تسببت في كل هذا الفساد والمآسي التي يعيشها لبنان اليوم).
انفجار بيروت وهيمنة الحزب
شكل انفجار المرفأ ضربة قاسية لأهالي بيروت، ومَنْ يتمسك بعروبة لبنان، وفرصة لمَنْ يحاول رسم هوية أخرى للبنان لا تشبهه، هل باتت الدويلة تحكم لبنان؟
- إن هيمنة «حزب الله» على قرارات الدولة ليست بالأمر الجديد؛ فهو قد أسقط الدولة في أحداث 7 آيار 2008 عندما اجتاح بقوة السلاح مع بعض حلفائه بيروت ومناطق من الجبل، على مرأى ومسمع من مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، وجاء بعد ذلك اتفاق الدوحة ليكافئ «حزب الله» على اجتياحه العسكري بإبقاء سلاحه وإعطائه قرار الإمساك السياسي بمفاصل الدولة ومؤسساتها، وتمت التغطية على ذلك بتشكيل ما سُمي بحكومات الوحدة الوطنية المتعاقبة حتى يومنا هذا.
مَنْ يسعى إلى دفن حقيقة انفجار مرفأ بيروت؟
- الذي لا يريد التحقيق الدولي في انفجار مرفأ بيروت، والذي يضع العراقيل أمام القضاء اللبناني هو مَنْ المتهمين بالسعي إلى إخفاء التقصير وأسباب التفجير ودفن الحقيقة.
ما الذي يحتاجه لبنان للنهوض مجددًا، وما مخاوفك؟
- ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة هو المزيد من التعاون والتضامن بين أبناء الانتفاضة الوطنية اللبنانية السلمية، والمؤازرة الدولية لها على تحقيق مطالبها المشروعة وإحداث التغيير الإيجابي، وتزداد المخاوف على الاستقرار الهش في ظل التعثر الحكومي وفي ظل الضائقة المعيشية والأوضاع الاقتصادية المشرفة على الانهيار.
ويشدد في حوار خصّ به (اليوم)، على أن «حزب الله يتحمل الجزء الأكبر مما وصلت إليه البلاد، وما كان لينجح في جر لبنان ليكون ساحة نفوذ للنظام الإيراني وإبعاده عن محيطه العربي لولا وجود حلفاء له في السلطة والنظام، شكلوا له ولسلاحه وتدخلاته في المنطقة الغطاء القانوني من خلال مشاركتهم له في الحكومات المتعددة تحت عناوين الوحدة الوطنية والمحاصصات الطائفية»، جازمًا بأن «هذه التحالفات هي التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم»، ويدعو «حزب الله إلى تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية لتكون وحدها المسؤولة عن بسط سلطتها على كامل أراضيها».. وهنا نص الحوار:
انهيار لبنان
لبنان من انهيار إلى انهيار، أسباب كثيرة تقف وراء ذلك، كيف يصف العلامة السيد علي الأمين الأوضاع الصعبة، وأين يكمن الخلل؟
- يرى المراقب أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية في لبنان تسير نحو مزيد من الصعوبات في ظل هذه الطبقة السياسية، التي تعاقبت على الحكم فيه منذ عقود، وتزداد المخاوف من انعكاس تلك الصعوبات على الأوضاع الأمنية، ولا تزال هذه الطبقة تمسك بمؤسسات الحكم رغم فشلها، الذي أفقدها ثقة شعبها في الداخل وثقة المجتمع الدولي في الخارج.
هل تعتقد أن هنالك أفقًا للحل أو سترة نجاة للبنان واللبنانيين؟
- لا تظهر في الأفق بوادر حل داخلي لهذه الأزمة التي يعيشها اللبنانيون اليوم، فالذين كانوا السبب في وصول البلاد إلى ما وصلت إليه لن يكونوا سببًا في الإصلاح إلا إذا حصلت معجزة. والأمل يبقى في مواصلة الانتفاضة الشعبية مسيرتها الوطنية والسلمية المطالبة بإعادة بناء دولة المؤسسات والقانون ورحيل الطبقة السياسية الحاكمة.
الفلك الإيراني وسعي «حزب الله»
إلى أي حد تعتبر أن محاولة «حزب الله» لجر لبنان نحو الفلك الإيراني تشكل سببًا أساسيًا في مآسي لبنان الحالية؟
- لا شك أن «حزب الله» يتحمل الجزء الأكبر مما وصلت إليه البلاد؛ فهو موجود في النظام اللبناني منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، وما كان لينجح في جر لبنان ليكون ساحة نفوذ للنظام الإيراني وإبعاده عن محيطه العربي لولا وجود حلفاء له في السلطة والنظام، شكلوا له ولسلاحه وتدخلاته في المنطقة الغطاء القانوني، من خلال مشاركتهم له في الحكومات المتعددة تحت عناوين الوحدة الوطنية والمحاصصات الطائفية، وهذه التحالفات هي التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم.
هنالك مَنْ يجزم بأن لا حل في لبنان قبل زوال «حزب الله»، إلى أي مدى تعد تلك النظرية صائبة؟
- يجب أن يقتنع «حزب الله» أن دوام الحال من المحال، وأنه لا يمكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه اليوم، لا بد من تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية لتكون وحدها المسؤولة عن بسط سلطتها على كامل أراضيها، وليكون بيدها وحدها قرار السلم والحرب، ولتكون وحدها مرجعية الشعب اللبناني بكل طوائفه في كل القضايا الداخلية والخارجية، التي تتولاها الدول في شعوبها وأوطانها.
الثورة اللبنانية حية
كيف ترى الثورة اللبنانية، الانطلاقة والأهداف، وهل تعتقد أنها لا تزال حية، وهل من مصير لنجاحها؟
- انطلاقة الانتفاضة اللبنانية في لبنان كانت تعبيرًا عن وعي وطني تجاوز الحواجز الطائفية والمناطقية، التي صنعتها الطبقة السياسية التي حكمت البلاد لعقود رسخت فيها عناوين المحاصصات الطائفية، التي ألغت الكفاءة والعدالة وباعدت بين المواطنين، وقامت أيضًا ضد فساد وممارسات الطبقة السياسية التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار، وقد تعرضت هذه الثورة إلى محاولات عديدة لقمعها والاعتداء عليها، وتستمر في مطالبها رغم تلك المحاولات لإنهائها، وما نأمله ونتوقعه أن يترسخ هذا الوعي ويزداد انتشارًا لينعكس مزيد من الاتحاد والتضامن بين جميع اللبنانيين في سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة، التي أعلنوا عنها في مسيراتهم وتجمعاتهم.
لقمان سليم من رواد الانتفاضة
يدفع الشعب اللبناني والثوار فاتورة الانتفاضة على أحزاب السلطة، ماذا تقول في اغتيال لقمان سليم، وهل موجة الاغتيالات عادت من جديد؟
- لقد كان لقمان سليم من رواد هذه الانتفاضة بفكره ومواقفه، ومضى شهيد الرأي الحر والموقف الوطني، وكان اغتياله رسالة للانتفاضة ولكل المعارضين الذين يشاركونه الرأي والموقف، وكان الجواب أن تلك الرصاصات الغادرة لن تنال من العزم على مواصلة الدرب حتى تتحقق الأهداف التي تسعى إليها الانتفاضة، والتي سعى إليها لقمان وإخوانه الذين سبقوه.
انتفاضة الطائفة الشيعية
حاول أبناء الطائفة الشيعية الشرفاء الانتفاضة على الثنائي الشيعي ولكنهم سعوا الى إسكاتهم، إلى أي حد يخيفهم وعي الطائفة الشيعية؟
- عندما انطلقت الانتفاضة الشعبية في لبنان بحركتها السلمية ومطالبها المشروعة في تغيير الطبقة السياسية، التي ثبت فشلها وجرت الفساد إلى كل مؤسسات الدولة، أعطى ذلك الأمل للمقهورين في مناطق سيطرة الثنائي الشيعي، فتحركوا تعبيرًا عن التحاقهم بالانتفاضة الوطنية، وهذا الأمر لا يسمح به الثنائي الحاكم الفعلي في تلك المناطق، في ظل عدم قدرة الدولة على حماية الرأي الآخر، فالثنائي الحزبي قامت سلطته التي انتزعها بقوة السلاح على وكالته الحصرية للطائفة الشيعية، فلا يسمح لأي صوت معارض بالظهور، ولكن تلك المعارضة التي ظهرت كشفت رفض تلك الأكثرية الصامتة والمقهورة لمشاريع الثنائي الشيعي وممارساته.
العلامة الأمين، اسم يشكل إرباكًا لما يسمى «محور الممانعة»، سعوا إلى اتهامك بالعديد من التهم كالعمالة وغيرها، وأنت في الواقع أحد الوجوه التي تنادي بحوار الأديان، ماذا تقول في تلك المساعي للنيل من مصداقيتك؟
- منذ ثمانينيات القرن الماضي عارضت بالكلمة والفكر مشروع جعل لبنان ساحة للصراعات الخارجية، وإبعاده عن محيطه العربي، ورفضت إلحاق الطائفة الشيعية بالرؤية السياسية للنظام الإيراني وغيره، وقلت إن روابط المذاهب والأديان لا تكون على حساب الأوطان، وكنت وما زلت أسعى للحوار بين أتباع المذاهب والديانات ومختلف الثقافات، وكنت وما زلت من المطالبين بسيادة الدولة الوطنية على أرضها وبمرجعيتها الوحيدة لشعبها، وكتبت في دراساتي الفقهية (ولاية الدولة ودولة الفقيه) مفندًا أدلة نظرية ولاية الفقيه في الحكم وامتداد ولايته الوحيدة إلى خارج دولته، ولعل هذه المطالب وهذه الأفكار وهذه المساعي المستمرة أخذت بالظهور والقبول داخل محيطهم وخارجه، وبدأت تنعكس آثارها عليهم، وهذا ما لا يستسيغه «حزب الله» الرافض للرأي الآخر، ولذلك قد يكون من باب المقدمة للإلغاء وهدر الدماء والتخويف للمعارضة، ما أقدم حزب الله عليه من نشر اتهامه لنا بالعمالة والخيانة مستعينًا بالقضاء اللبناني وتقديم دعوى لديه بذلك. وقلت سابقًا في ردي على تلك الدعوى الباطلة (... ولن ترهبني كل تلك التهديدات والاتهامات، التي جاءت لصرف الأنظار عن المطالب المشروعة لانتفاضة الشعب اللبناني، وتطلعاته نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وقيام دولة الإنسان المدنية المبنية على قاعدة المواطنة العابرة لأحزاب وزعامات المذاهب والطوائف والمحاصصات الطائفية، التي تسببت في كل هذا الفساد والمآسي التي يعيشها لبنان اليوم).
انفجار بيروت وهيمنة الحزب
شكل انفجار المرفأ ضربة قاسية لأهالي بيروت، ومَنْ يتمسك بعروبة لبنان، وفرصة لمَنْ يحاول رسم هوية أخرى للبنان لا تشبهه، هل باتت الدويلة تحكم لبنان؟
- إن هيمنة «حزب الله» على قرارات الدولة ليست بالأمر الجديد؛ فهو قد أسقط الدولة في أحداث 7 آيار 2008 عندما اجتاح بقوة السلاح مع بعض حلفائه بيروت ومناطق من الجبل، على مرأى ومسمع من مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، وجاء بعد ذلك اتفاق الدوحة ليكافئ «حزب الله» على اجتياحه العسكري بإبقاء سلاحه وإعطائه قرار الإمساك السياسي بمفاصل الدولة ومؤسساتها، وتمت التغطية على ذلك بتشكيل ما سُمي بحكومات الوحدة الوطنية المتعاقبة حتى يومنا هذا.
مَنْ يسعى إلى دفن حقيقة انفجار مرفأ بيروت؟
- الذي لا يريد التحقيق الدولي في انفجار مرفأ بيروت، والذي يضع العراقيل أمام القضاء اللبناني هو مَنْ المتهمين بالسعي إلى إخفاء التقصير وأسباب التفجير ودفن الحقيقة.
ما الذي يحتاجه لبنان للنهوض مجددًا، وما مخاوفك؟
- ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة هو المزيد من التعاون والتضامن بين أبناء الانتفاضة الوطنية اللبنانية السلمية، والمؤازرة الدولية لها على تحقيق مطالبها المشروعة وإحداث التغيير الإيجابي، وتزداد المخاوف على الاستقرار الهش في ظل التعثر الحكومي وفي ظل الضائقة المعيشية والأوضاع الاقتصادية المشرفة على الانهيار.