د. شلاش الضبعان يكتب:

قبل أيام فقدت منطقة الجوف والمملكة العربية السعودية خمسة من أبنائها على ما اصطلح على تسميته طريق الروسان، وهو عبارة عن وصلة تصل إلى مركز مأهول بالسكان، وهو مركز عذفاء، وبالتالي فالطريق مزدحم بالسيارات الخاصة، وسيارات الشركات والإبل، ومع ذلك فالطريق ضيق، وبمسار واحد ومنعطفات خطيرة، مما يزيد احتمالات الحوادث المفجعة وجها لوجه، وفي كل شتاء - خصوصا مع كثرة المتنزهين لجمال تلك الأماكن - أصبح أهل الجوف على موعد مع فاجعة جديدة تفني الأعمار وتحرم الوطن رجاله، ونسأل الله أن تكون آخرها هذه الفاجعة التي حصدت أرواحا يشهد لها الكثير، وكان يؤمل منها الكثير.

لا بد من النظر في وضع الطرق سواء من وزارة النقل أو من أمانات المناطق كل حسب اختصاصه، ولا بد من التعاون بين هاتين الوزارتين المتقاربتين، ومن الجميل أن نرى عبارة لوزارة النقل تزين طرقنا «وزارة النقل تتمنى لكم رحلة سعيدة وآمنة» ولكن لن تكون هذه الرحلة آمنة ولا سعيدة إن لم يعالج وضع مثل هذه الطرق التي لا يشعر من يضطر لسلوكها بأمن وقد تقتل كل سعادة.

من الحلول قيام الأجهزة الحكومية بدورها، وتعاون الوزارات ذات العلاقة مع فروعها، وأيضا التعاون مع القطاع الخاص الذي كسب الكثير من الدولة خصوصا في مجال الطرق، ولذلك لا بد أن يسهم إسهاما حقيقيا في حل مثل هذه المشاكل، فالعلاقة لا بد أن تكون علاقة شراكة، وليست ذرا للأسفلت على الطرقات.

وقد قرأت تصريحا لمعالي أمين منطقة الجوف بأنه: بناء على توجيه ‏أمير المنطقة تم الوقوف على وصلة الطريق المؤدي إلى مركز عذفاء، حيث سيعمل بتوسعة الأكتاف في المنحنيات وتكثيف وسائل السلامة فيه، لافتا إلى أن الطريق غير مهيأ بالأساس وغير معتمد لمرور المركبات الخاصة، فهو مخصص لمكب النفايات، وستبدأ التعديلات وفق توجيه أمير المنطقة.

كما أن هناك تحركا للهلال الأحمر بوضع فرقة إسعافيه خلال أوقات الذروة على هذا الطريق لتقديم الخدمات الإسعافية لمحتاجيها - وما أكثرهم - من سالكي الطريق، ولعل هذه الفرقة تكون دائمة بتوجيهات صاحب السمو أمير المنطقة فيصل بن نواف بن عبدالعزيز.

ونتمنى أن تكون هذه بداية الحلول الجذرية لا المؤقتة، ولا نتأخر أكثر فنصحو على فواجع جديدة تفقدنا أعز ما نملك.

@shlash2020