د. شلاش الضبعان يكتب:

ذكر أبو الفرج ابن الجوزي في أخبار الحمقى والمغفلين: خرج رجل إلى السوق يشتري حمارا فلقيه صديق له فسأله، فقال: إلى السوق لأشتري حمارا، فقال: قل إن شاء الله، فقال: ليس هاهنا موضع إن شاء الله، الدراهم في كمي والحمار في السوق، فبينما هو يطلب الحمار سرقت منه الدراهم فرجع خائبا فلقيه صديقه، فقال له: ما صنعت؟ فقال: سرقت الدراهم إن شاء الله، فقال له صديقه: ليس ها هنا موضع إن شاء الله.

أشباه صاحب الحمار - أعزكم الله- موجودون في كل زمان ومكان، ثقة عالية تتجاوز المعقول، وعدم تصديق أن هناك شيئا اسمه فشل، وأنه إنسان، من الممكن أن يفشل حتى ولو ملك القدرات وعوامل النجاح.

يدخل مشروعا تجاريا فلا يشك ولو بنسبة 5 % أنه سيخسر، فإذا خسر انهار، وباع ما يملك أو أجر مشروعه على العمال وتوجه إلى الاستراحة!

يدخل الجامعة، فلا يظن مجرد ظن أنه قد يتعثر، ومع أول تعثر يترك دراسته الجامعية أو يظن أنه مصاب بالعين!

ويتزوج، فلا يرضى أن تكون من سيدخل عليها أقل من حورية من الحور العين، فإذا كانت أقل من ذلك تحطم فأساء لشريكة حياته وساءت حياته وحياته الزوجية.

دعهم يحلمون! هل تريد تحطيمهم؟!

لا! لا أريد تحطيم الحالمين! والنجاح أوله حلم، ولكن أريد من الحالمين أن يدركوا أن الحلم حلم والواقع واقع، وأن الواقع لا بد فيه من نسبة خطأ، وأن الفشل طريق النجاح وليس نهاية المطاف.

المشكلة أيضاً في المجتمع المحيط، فهو يتعامل مع أفراده وكأنهم ملائكة لا يخطئون، ولو فشل شخص في مشروع فستكون تاريخا يروى على مستوى العائلة وحتى المدينة.

والمشكلة أيضاً عندما يتصدى بعض المدربين والمدربات والمسوقين والمسوقات ومن يسمون الملهمين والملهمات، ليشعروك من خلال طرحهم أنه لا يمكن للمتميز أن يفشل، ولا تقل فشلت بل بدأت محاولة النجاح، مدعين أن هذا تأثير الكلمة ويجب أن يكون الطرح قوياً حتى يكون ملهماً.

ولكن نسوا أنهم قد يرفعون مستوى الثقة أكثر من المعدل، فتكون ردة الفعل مساوية لها في المقدار ومضادة في الاتجاه.

ثق بنفسك وتوكل على ربك، وأدرك أن الخطأ وارد، ولكن عالج الأخطاء أولاً بأول، فإن لم ييسر الله لك الأمر فاعلم أن ذلك لحكمة وابحث عن نفسك في مكان جديد.

shlash2020 @