مشعل أبا الودع يكتب:

بعد عقود من الأزمات التي احتلت العالم العربي وفي ظل واقع جاف حاول تهجيننا بشتى سبله، من الانتكاسة الفلسطينية وصولا إلى الربيع العربي الذي وحدها الشعوب اليائسة من دفعت ثمنه، تطل علينا دولة الإمارات الشقيقة بمسبار الأمل الذي أعطى التفاتة للضفة الأخرى ودعا إلى الفخر والاعتزاز، ليزرع الأمل في قلوبنا من جديد وفي واقع عربي طموح كما أوصانا به تاريخنا المجيد...

في هذا المقال سنحاول الخروج عن الدائرة لنتطرق للموضوع من زاوية مختلفة، بعيدا عن القراءة السطحية لهذا الحدث الواعد بمستقبل إماراتي وعربي زاهر...

لا شك أن أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان طيلة حياته هي بلوغه لأهدافه وتحقيقه لأحلامه وطموحاته. دائما ما يجد نفسه في صراع مزدوج بين حاجاته ورغباته وبين المعتقدات التي تكبل يديه وتقنعه بأن الأمر الذي يريد مستحيل الوصول إليه...

لقد خلق الله الإنسان وكرمه ورزقه من الطاقات التي تمكنه من الحصول لما يريد بكل يسر وتيسير. لكن هذا الإنسان عندما ابتعد عن فطرته وعن مصدره فقد جميع الملامح التي يمكنها أن تيسر له الحياة. لأن الأصل هو أن يتصل الإنسان بكل مكونات الكون الذي يعيش فيه والتي سخرها الله له لتسهيل الحياة، وليتمكن من فهم سر هذا العالم الفسيح...

الإمارات تبرهن اليوم على أنه لا وجود للمستحيل، عندما يكون وراء الحلم نية صادقة وسعي بإيمان وجهاد بعلم سيتحقق هذا الأخير بمشيئة الله وبصورة تذهل كل من يشاهدها...

ولعل قصد أي سبيل في هذه الحياة هو على الله وما على الإنسان سوى أن يتبع الحقيقة، ساعتها سيأتيه كل شيء سعيا بمجرد ما يدعوه....

«هل أتيت من المريخ؟» عبارة نتداولها من باب الدعابة مع من لم يكن بعلمه أحد المواضيع المستهلكة. لقد حان الوقت لنستغني عن هذه العبارة لربما نعمر الكوكب الأحمر يوما ما لقضاء العطلة الصيفية...

من باب الختام، علينا أن نعيد النظر في القناعات التي تسببت في حتفنا. مسبار الأمل ما هو إلا دليل قاطع على أن ما نراه مستحيل هو فقط نتيجة لأفكارنا السلبية، لأن من يفعل ستحدث طفرة نوعية في حياته وحينها سيتحقق من أن المستحيل لا يوجد...

alharby0111@