استعددت جيدا، نظرت إلى عيني لأطمئن على بياضها، ارتديت ابتسامتي ووضعت عطرا خفيفا تحبه، دخلت بعد ذلك مجلسها لأسلم عليها فلمعت عيناها لمعة أضاءت الطريق الواصل بيني وبينها، رفعت يدي من بعيد وأومأت بها ففهمت ورفعت بالمقابل يمينها وقاربت بين أصابعها المخضبة لتحيتي ثم أدارتها يمينا ويسارا كما تفعل الملكات، هي لا تعلم أنها تحرك قلبي بطرف إصبعها الصغير كلما حركته، أقبلت عليها وأنا أدعو الله بسلامتها ودوام صحتها لتسألني عن أمر صغير أرقني قبل وقت طويل نسيته أنا ومازالت تتذكره ! عجبت من أمرها لأنها في شأن أكبر من ذلك، أجبتها لا بأس علي! إنني بخير طالما أنت كذلك، أطرقت برأسها وهي تردد الحمد وتشكر الله كثيرا..
قوية مثل عاصفة ورقيقة مثل زهرة، مسالمة كمدينة تسكنها الملائكة، تكسوها الهيبة والوقار كمتعبد معتكف، لا تنطق إلا حسنا، ولا تغضب إلا حقا، ولو قدر للنجوم أن تجتمع في بقعة واحدة لكانت عيناها الطيبتان، لست أعلم مصبا أكرم من نفسها: يتدفق منه العطاء بلا انقطاع..
اختبرت في صحتها بما هو ليس عليها هين ولكنها عليه أصبر، لا أعلم ماذا تفعل الأمهات بقلوب الأبناء حتى إذا أصابها المرض آلمنا نحن ! لم يكن يخيل لي أن تشكو والدتي مرضا قاسيا لطالما كنت أنشر عنه الوعي والتثقيف، قدر الله وما شاء كان ولا نقول إلا ما يرضي ربنا على كل الأحوال.. أصبحت صحتها النفسية أهم الأولويات وليتحقق ذلك كان لابد من محيط قوي يعرف كيف ينشر الإيجابية والاطمئنان في نفسها وسمعها وداخل حدود نظرها: فلا ترى إلا جمالا ولا تسمع إلا خيرا وبشائر، ولا يدور من الحديث إلا ما يسرها..
أبطال السرطان الذين يعرفون أنهم مثابون وأنهم ممن أحبه الله وابتلاه ليجزيه خير الجزاء، يعرفون أيضا أن المؤمن حتى الشوكة يشاكها مثاب عليها، يدركون أنهم مكافحون محاربون ونحن جميعا بجانبهم نسأل الله لهم الشفاء والرحمات والأيام الهانئة التي ينعمون فيها بكامل صحتهم وموفور عافيتهم..
أمهاتنا فينا كجناح الطائر لا يطير ولا يرتفع إلا إذا نشر هو وجناحه الآخر، نحن لا نبحث لديهن عن الحب فقط بل عن قوتنا وسمونا وكبريائنا، نراهن ولا نراهن إلا أرواحنا في أبهى صورها.. اللهم رافع السماء وباسط الأرض يا واسع العطاء: احفظ جميع الأمهات وارحم الأموات منهن ولا تدع للأم ألما ولا حزنا يشقيها ولا تبقي عليها مرضا يوهنها ويطفئ بهجتها..
استأذنت حبيبتي لأخرج وحييتها تحية الملكات التي تجعلني أطمئن بأنها تتذكر تفاصيلنا الصغيرة وتبادلني إياها، خرجت وأنا لا أكف عن الابتهال والثناء لهذه النعمة.. أستودع الله أمي في كل حين..
@Nadia_Al_Otaibi
قوية مثل عاصفة ورقيقة مثل زهرة، مسالمة كمدينة تسكنها الملائكة، تكسوها الهيبة والوقار كمتعبد معتكف، لا تنطق إلا حسنا، ولا تغضب إلا حقا، ولو قدر للنجوم أن تجتمع في بقعة واحدة لكانت عيناها الطيبتان، لست أعلم مصبا أكرم من نفسها: يتدفق منه العطاء بلا انقطاع..
اختبرت في صحتها بما هو ليس عليها هين ولكنها عليه أصبر، لا أعلم ماذا تفعل الأمهات بقلوب الأبناء حتى إذا أصابها المرض آلمنا نحن ! لم يكن يخيل لي أن تشكو والدتي مرضا قاسيا لطالما كنت أنشر عنه الوعي والتثقيف، قدر الله وما شاء كان ولا نقول إلا ما يرضي ربنا على كل الأحوال.. أصبحت صحتها النفسية أهم الأولويات وليتحقق ذلك كان لابد من محيط قوي يعرف كيف ينشر الإيجابية والاطمئنان في نفسها وسمعها وداخل حدود نظرها: فلا ترى إلا جمالا ولا تسمع إلا خيرا وبشائر، ولا يدور من الحديث إلا ما يسرها..
أبطال السرطان الذين يعرفون أنهم مثابون وأنهم ممن أحبه الله وابتلاه ليجزيه خير الجزاء، يعرفون أيضا أن المؤمن حتى الشوكة يشاكها مثاب عليها، يدركون أنهم مكافحون محاربون ونحن جميعا بجانبهم نسأل الله لهم الشفاء والرحمات والأيام الهانئة التي ينعمون فيها بكامل صحتهم وموفور عافيتهم..
أمهاتنا فينا كجناح الطائر لا يطير ولا يرتفع إلا إذا نشر هو وجناحه الآخر، نحن لا نبحث لديهن عن الحب فقط بل عن قوتنا وسمونا وكبريائنا، نراهن ولا نراهن إلا أرواحنا في أبهى صورها.. اللهم رافع السماء وباسط الأرض يا واسع العطاء: احفظ جميع الأمهات وارحم الأموات منهن ولا تدع للأم ألما ولا حزنا يشقيها ولا تبقي عليها مرضا يوهنها ويطفئ بهجتها..
استأذنت حبيبتي لأخرج وحييتها تحية الملكات التي تجعلني أطمئن بأنها تتذكر تفاصيلنا الصغيرة وتبادلني إياها، خرجت وأنا لا أكف عن الابتهال والثناء لهذه النعمة.. أستودع الله أمي في كل حين..
@Nadia_Al_Otaibi