أروى المحيسن

كثيراً ما استوقفتني لوحة الصرخة للفنان مونك، فكلما أنظر إليها أشعر بكمية القلق والرعب، التي كانت تتملك الفنان فعندما ينظر إليها الشخص يتملكه شعور غريب بالرعب، وعدم الاتزان، وكأن العالم يتموج ويتحرك بطريقة مخيفة وأصوات الرعب تصدع في كل الأرجاء، وطيور الكآبة تحوم في هذا المكان، السماء حمراء بلون الدم، وتغلي من الحرارة والوجه الشبيه بالجمجمة ويداه المطبقتان عليه، أي انكسار وقلق كان يشعر به هذا الفنان ليخرج هذا الكم الهائل من الإبداع؟!

وتظل لوحته من أبرز وأغلى لوحات العالم، التي بيعت في مزاد عام 2012 بمبلغ 120 مليون دولار أمريكي.

وكما كتب مونك في مذكّراته شارحا ملابسات رسمه لهذه اللوحة: «كنت أمشي في الطريق بصحبة صديقين. وكانت الشمس تميل نحو الغروب عندما غمرني شعور بالكآبة. وفجأة تحوّلت السماء إلى أحمر بلون الدم. توقفت وأسندت ظهري إلى القضبان الحديدية من فرط إحساسي بالإنهاك والتعب. واصل الصديقان مشيهما ووقفت هناك أرتجف من شدّة الخوف، الذي لا أدري سببه أو مصدره. وفجأة سمعت صوت صرخة عظيمة تردّد صداها طويلا في أرجاء المكان».

وقد ظهرت حكايات عديدة تحاول تفسير ما حدث لـ مونك في تلك الليلة المشهودة. بعض المحلّلين استوقفهم بشكل خاصّ منظر السماء في اللوحة، وقالوا إن هالة ما أو غسقا بركانيا قد يكون صَبَغ السماء والغيوم باللون القرمزي في ذلك المساء. ويحتمل أن يكون ذلك المشهد قد ترك تأثيرا انفعاليا دراماتيكيا على مونك.

يشار إلى أن الفنان النرويجي إدفار مونك، الذي ولد عام 1863 وتوفي 1944م من أهم روّاد المدرسة التعبيرية، التي اعتمدت بشكل كبير على الاستجابات الذاتية، التي تثير المشاعر والأحداث داخل الفنان، وتعتبر لوحة «الصرخة» واحدة مسلسلة لوحات رسمها واسمها (إفريز الحياة).

@arwaalmohaisin