وليد الأحمد

ليس هذا العنوان مجرد رأي، بل معلومة حقيقية ذكرها رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون يوم الجمعة الماضي 19 فبراير أثناء تعهد بمواصلة العمل لإقرار ميثاق للأخبار، مؤكداً أنه تلقى دعما من زعماء العالم للمضي قدما في تشريع يجبر شركات التقنية على دفع أموال للمؤسسات الصحافية مقابل محتواها الإخباري، وذلك بعد يوم واحد من حجب فيسبوك روابط الأخبار عن مستخدمي منصتها في أستراليا احتجاجاً على قرب إقرار التشريع من البرلمان الأسترالي.

وعلى النقيض من قرار فيسبوك، أقرت جوجل بحق الصحف في تقاسم جزء من إيراداتها، ووقّعت يوم الأربعاء 17 فبراير اتفاقية مع شركة نيوز كورب الأسترالية لوسائل الإعلام، التي تمتلك صحفاً متعددة في أستراليا وخارجها من بينها «وول ستريت جورنال» و«نيويورك بوست» في أمريكا، و«ذا سن» و«ذا تايمز» في بريطانيا، وأسترايليان في أستراليا.

الاتفاقية مدتها ثلاث سنوات وتقضي بدفع محرك البحث مقابلاً مادياً كبيراً للشركة العائدة لإمبراطور الإعلام روبيرت موردوخ كثمن لنشر القصص الصحافية في منتج جوجل الجديد «نيوز شوكيس» أو معرض الأخبار.

فيسبوك اعتبرت نفسها مختلفة عن جوجل، وقالت في بيان صحافي على لسان المدير العام في أستراليا ونيوززلندا وليام الستون، إن منصات جوجل تتشابك بالضرورة مع الأخبار الصحافية كما لا يقدم الناشر الصحافي محتواه على منصات جوجل بشكل اختياري. في المقابل يختار الناشر عن طيب خاطر نشر الأخبار على فيسبوك، الذي يتيح لهم بيع المزيد من الاشتراكات وزيادة جمهورهم وزيادة عائدات الإعلانات.

لكنها بالغت في قرار حجب روابط الأخبار في أستراليا لتشمل حجب العديد من الحسابات الحكومية والصفحات الحكومية، التي تقدم تحديثات بشأن جائحة كورونا وحرائق الغابات، مبررة ذلك بقولها في ذات البيان: «بما أن القانون المنتظر» ميثاق الأخبار «لا يقدم إرشادات واضحة بشأن تعريف المحتوى الإخباري، فقد اتخذنا تعريفاً واسعاً من أجل احترام القانون بصيغته الحالية».

وزير الخزانة جوش فرايدنبيرغ تحدث بكلامٍ رائعٍ ومنصف عن الصحافة والصحافيين، في سياق دفاعه عن ميثاق الأخبار وقرار فيسبوك بحجب الأخبار قائلاً: «إن الأمر يتعلق بقضية مهمة للغاية. يتعلق بإصلاح اقتصادي لتعزيز تكافؤ الفرص في قطاع الإعلام. يتعلق بحماية الصحافة للمصلحة العام للمجتمع. يتعلق الأمر بمكافأة الصحافيين، الذين يخلقون محتوى أصيلاً».

الأكيد أن الخناق بدأ يضيق على مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول منذ سنوات، لكن الاهتمام الحكومي الرفيع في أستراليا بقضية الصحف ضد شركات التقنية كان كلمة السر في تسارع تطوراتها وتوجه أعين العالم لمتابعتها، «لأن الآخرون فشلوا في حماية المؤسسات الصحافية، ونحن نحاول أن ننجح». كما يقول فرايدنبيرغ.

woahmed1@