يقول ابن خلدون: إن الدول صغيرها وكبيرها مثل الإنسان الذي خلقه الله من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة، والتاريخ يشهد بأن الامبراطوريات والممالك والدول حضارات سادت ثم بادت (وتلك الأيام نداولها بين الناس) كما قال عز من قائل وما تفكك امبراطورية الاتحاد السوفيتي عنا ببعيد.
والمشاهد المباشرة التي تناولتها وسائل الإعلام لما حدث في واشنطن واقتحام مقر الكونجرس كانت بشائر فرح لخصومها ونذير شؤم بحرب أهلية كما كانوا يتوقعونها وخاصة أن فئة من المتشائمين منهم كانوا وما زالوا يراهنون على سقوط الولايات المتحدة إن عاجلا أو آجلا، حتى أن بعضهم قد ألمح أن ذلك لن يكون إلا في الفترة الترامبية التي خلقت ملفات ساخنة بالداخل فالبطالة في ارتفاع والنمو في انخفاض وملفات أثقل بالخارج كخلاف الرئيس مع عدد من الدول وانشقاقه عن كثير من المنظمات الأممية فوق ما تعانيه البلاد من جائحة كورونا وما كان أي أحد أيضا يتوقع اقتحام مقر الكونجرس ولا أن حساب رئيس أكبر دولة بالعالم سيحجب في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن أنه سيرى آلاف الجنود المدججين بأسلحتهم يغلقون الطرق ويحمون المقرات بإجراءات غير مسبوقة لا نراها إلا في جمهوريات استبدادية شغوفة بالسلطة المطلقة.
لقد كانت تصرفات الرئيس السابق ترامب المتهورة وهو القادم من عالم التجارة إلى عالم السياسة سببا في انخفاض شعبيته وإلا لو استغل شخصيته الكاريزمية وقدرته المالية وخبرته التلفزيونية بقليل من الوقار وكثير من التركيز لفاز بسهولة على بايدن إذ لم يخسر أي رئيس مرشح قبله منذ عقود بالفوز بولاية ثانية.
ومن المعروف أن كل رئيس أمريكي يضطر إلى تغيير جلده ما بين برنامجه الانتخابي ووعوده الرنانة وما بين جلوسه على قمة هرم الدبلوماسية العالمية لأن مؤسسات البيت الأبيض الراسخة تتحكم في السياسة وتصادق على القرار حسب القانون وحسب ما تمليه المصالح العليا، ومن المؤسف أن ما قدمه ترامب لإسرائيل خلال فترة حكمه لم يقدمه أي رئيس قبله نظرا لسيطرة اللوبي اليهودي على معظم مفاصل الدولة، بالإضافة إلى عوامل أخرى ساعدت كعدم التزامه بوعوده وقلة خبرته ونقص تجاربه بعكس ما يحمله الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن من خلفية مثلا وهو الذي كان عضوا بمجلس الشيوخ ثم نائبا لأوباما لثماني سنوات وهي مع غيرها أسباب ساعدت في فشله في الانتخابات ومن ثم عدم إقراره بالهزيمة بتلك الصورة التي أقل ما يقال عنها فوضوية كما يؤكدها الإعلام، فالأحداث التي افتعلها ترامب في كثير من القضايا طوال فترة حكمه وخاصة الأخيرة منها قد أحدثت تصدعات عميقة في الحزب الجمهوري لا يمكن إصلاحها بسهولة وقد تتطلب قدرات ضخمة وطاقات جبارة في سبيل ترميمها لتحسين صورة الحزب التي سيعاني من آثارها كثيرا في قادم الأيام.
@yan1433
والمشاهد المباشرة التي تناولتها وسائل الإعلام لما حدث في واشنطن واقتحام مقر الكونجرس كانت بشائر فرح لخصومها ونذير شؤم بحرب أهلية كما كانوا يتوقعونها وخاصة أن فئة من المتشائمين منهم كانوا وما زالوا يراهنون على سقوط الولايات المتحدة إن عاجلا أو آجلا، حتى أن بعضهم قد ألمح أن ذلك لن يكون إلا في الفترة الترامبية التي خلقت ملفات ساخنة بالداخل فالبطالة في ارتفاع والنمو في انخفاض وملفات أثقل بالخارج كخلاف الرئيس مع عدد من الدول وانشقاقه عن كثير من المنظمات الأممية فوق ما تعانيه البلاد من جائحة كورونا وما كان أي أحد أيضا يتوقع اقتحام مقر الكونجرس ولا أن حساب رئيس أكبر دولة بالعالم سيحجب في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن أنه سيرى آلاف الجنود المدججين بأسلحتهم يغلقون الطرق ويحمون المقرات بإجراءات غير مسبوقة لا نراها إلا في جمهوريات استبدادية شغوفة بالسلطة المطلقة.
لقد كانت تصرفات الرئيس السابق ترامب المتهورة وهو القادم من عالم التجارة إلى عالم السياسة سببا في انخفاض شعبيته وإلا لو استغل شخصيته الكاريزمية وقدرته المالية وخبرته التلفزيونية بقليل من الوقار وكثير من التركيز لفاز بسهولة على بايدن إذ لم يخسر أي رئيس مرشح قبله منذ عقود بالفوز بولاية ثانية.
ومن المعروف أن كل رئيس أمريكي يضطر إلى تغيير جلده ما بين برنامجه الانتخابي ووعوده الرنانة وما بين جلوسه على قمة هرم الدبلوماسية العالمية لأن مؤسسات البيت الأبيض الراسخة تتحكم في السياسة وتصادق على القرار حسب القانون وحسب ما تمليه المصالح العليا، ومن المؤسف أن ما قدمه ترامب لإسرائيل خلال فترة حكمه لم يقدمه أي رئيس قبله نظرا لسيطرة اللوبي اليهودي على معظم مفاصل الدولة، بالإضافة إلى عوامل أخرى ساعدت كعدم التزامه بوعوده وقلة خبرته ونقص تجاربه بعكس ما يحمله الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن من خلفية مثلا وهو الذي كان عضوا بمجلس الشيوخ ثم نائبا لأوباما لثماني سنوات وهي مع غيرها أسباب ساعدت في فشله في الانتخابات ومن ثم عدم إقراره بالهزيمة بتلك الصورة التي أقل ما يقال عنها فوضوية كما يؤكدها الإعلام، فالأحداث التي افتعلها ترامب في كثير من القضايا طوال فترة حكمه وخاصة الأخيرة منها قد أحدثت تصدعات عميقة في الحزب الجمهوري لا يمكن إصلاحها بسهولة وقد تتطلب قدرات ضخمة وطاقات جبارة في سبيل ترميمها لتحسين صورة الحزب التي سيعاني من آثارها كثيرا في قادم الأيام.
@yan1433