آمنة عيسى الحربي

لقد ظهرت العديد من التطبيقات في الفترة الأخيرة، مما جعلنا نغرق في بحر التكنولوجيا والثورة المعرفية ولا نستطيع السيطرة على استخدامها، وما أن نألف تطبيقا معينا وندرك مزاياه وعيوبه حتى نتفاجأ بتطبيق آخر لا نعرف ماذا يحمل لنا من سلبيات وإيجابيات.

وقد ظهر مؤخرا تطبيق جديد يسمى (كلوب هاوس) وهو عبارة عن تطبيق تواصل اجتماعي للدردشة الصوتية أطلقته شركة (ألفا اكسبلوريشن كو). وقد أحدث ضجة كبيرة، وأثار مخاوف وانتقادات الكثيرين كونه لا يزال قيد التجربة، ويحتوي على ثغرات أمنية تهدد خصوصية المستخدم، كما أن من سياسته أنه يستطيع تسجيل صوت المستخدم ويتم حذفه لاحقا.. لكن ذلك لا يضمن لنا أنه قد يتم استخدامه فيما بعد في أشياء مشبوهة، أو قضايا أمنية. وقد نشرت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية تقريرا أكدت فيه أن الاشتراك في هذا التطبيق يخترق خصوصية البيانات، حيث يتطلب من المستخدم الوصول إلى جهات الاتصال وبقية المعلومات الأخرى مما يهدد بيانات المستخدمين وقد يتسبب لهم بإشكالية كبيرة.

والأدهى والأمر أن هذا التطبيق يعتمد في فكرته على غرف للدردشة الصوتية تدور فيها نقاشات مختلفة، قد تهبط إلى مستوى منحدر من النقاش الذي يتباين بين خلافات طائفية أو نعرات قبلية وقد يصل إلى التشكيك بمعتقدات دينية.. خصوصا أن الفئات العمرية المختلفة تستطيع استخدامه بدون التقيد بعمر معين، وبلا شك فإن الخطر الأكبر يطال فئة المراهقين بالدرجة الأولى لسهولة التأثير عليهم، كونهم في حالة غير مكتملة من النضج المعرفي ولديهم تلهف دائم لسبر أغوار كل جديد.

لذلك يعتبر إطلاق مثل هذه التطبيقات غير المقننة أمرا خطيرا قد يؤدي بنا إلى تدمير فكري وعقائدي وتفكك مجتمعي.

لذلك فإن المسؤولية كبيرة جدا لمواجهة هذا التطبيق، وتقع على عاتق أولياء الأمور بتوعية أبنائهم وتوضيح مخاطر هذا التطبيق، وكذلك الجهات المختصة وعلى رأسها مدينة الملك عبدالعزيز الذي يجب أن تقوم بدور فاعل ومؤثر تجاه هذا التطبيق بالذات ولا شك أن لديها القدرة لتبني المشاريع التقنية، والحد من خطورة هذا التطبيق وتداعياته على الفرد والمجتمع.