حين رأيت (هاشتاقا) على منصة تويتر لكلمة (كلوب هاوس) فاعتقدت أنه وجبة الطعام التي اشتهرت في زمن الطيبين (الثمانينيات وما قبلها من القرن الماضي)! ولكن اتضح لي فيما بعد أنه تطبيق تواصل اجتماعي جديد (للدردشة الصوتية) حظي باهتمام الجماهير كما جرت العادة مع أي تطبيق جديد يظهر على الساحة!
بادئ ذي بدء لن يكون هذا التطبيق الأول ولا الأخير، بل هي عملية مستمرة ومتكررة، وستظهر الكثير من التطبيقات حاليا ومستقبلا حسب الحاجة، وأحيانا بحسب حالة الترف والأوقات الضائعة لدى البعض! وللأسف أن الوقت الذي هو الحياة أصبح أرخص شيء ممكن أن نتنازل عنه من أجل أي تطبيق جديد كما هو الحال مع هوس متابعي الموضة والكماليات والشكليات.
واسمحوا أن استعير دقائق معدودة من أوقاتكم الثمينة لطرح بعض من النقاط حول هذا الموضوع، وهي أقل بكثير من الأوقات التي يقضيها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي!
بحسب موقع (Datareportal.com) فهناك 25 مليون مستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي في المملكة، وبمعدل ثلاث ساعات (حتى تاريخ يناير 2020م). ويتصدرها بالترتيب اليوتيوب، الواتساب، الانستغرام، الفيسبوك، فتويتر ثم سناب شات. والسؤال الجذري والمهم في مسألة تطبيقات التواصل الاجتماعي هو هل نحن فعلا نحتاج إلى كل هذا الكم من التطبيقات معا في جوال واحد ولكل فرد منا. وهل هناك متسع للمزيد منها؟ وهل نجد الوقت والجهد والكلام الكافي من أجل أن نتحدث في كل هذه التطبيقات؟!
والجواب على السؤال آنفا، أنه يوجد قاعدة عامة مشهورة تسمى (مبدأ باريتو) وهو ينص على أن (80%) من النتائج سببها (20%). ولو طبقنا هذه القاعدة على التطبيقات في جوالاتنا سنجد أن (20%) منها هي التي فعلا تنجز لنا (80%) من أعمالنا الضرورية والحياتية (وانظر إلى جوالك لتتأكد من ذلك!). وأما الباقي من التطبيقات (80%) فهو يتأرجح بين المتعة والتسلية أو الترف الوقتي!
وفي المقابل، فأننا قد نتفهم أن شركة أو مؤسسة أو قطاعا عاما أو خاصا يستخدم ويستهدف عدة منصات من مواقع اجتماعية للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع من أجل الدعاية والإعلان أو من أجل التوعية الرسمية والاجتماعية. ونتفهم أيضا أن هناك أشخاصا لهم دور إعلامي أو ثقافي أو أدبي وهم مؤثرون ويحرصون على أن يستخدموا أكثر من تطبيق من أجل إيصال العلم أو الفائدة أو الثقافة لكافة أطياف المجتمع، ولكن هل كلنا ذلك الشخص؟! ثم أين هو الوقت والجهد للأمور الأخرى الأكثر أهمية في الحياة كالعبادة والعمل والمسؤولية الأسرية والاجتماعية. أننا حين نعطي التطبيقات أكثر من حجمها في حياتنا نصبح نحن أداة لها لا العكس!
إنني أتفق معك أن الطابع العام للحياة يتجه نحو الاستخدام المفرط للتطبيقات، ولكن حين تكون (خصوصا) تطبيقات التواصل الاجتماعي غثاء كغثاء السيل يصبح الأمر خارجا عن السيطرة ومزعجا، وترفا وإضاعة للأوقات والجهود. وقد جاء في الأثر عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا، لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة.
والحقيقة أنني لست ضد تطبيق تواصل اجتماعي بعينه، ولكن من المعقول والمنطق أن يكتفي الإنسان بتطبيق أو اثنين على الأكثر (باختيار ما يراه مناسبا له) وذلك من أجل التواصل مع الأقرباء والأصدقاء، وأيضا معرفة أحوال المجتمع وأخباره. ودعني أؤكد لك أنه لن يفوتك شيء إذا كان لديك تطبيق اجتماعي واحد فقط لأنه يوجد فئات من الناس لا يكفون عن نقل آخر الأخبار والشائعات، والقيل والقال في كافة أنواع التطبيقات!
والدرس المؤلم أنه يصدق في حالنا (نقلا عن الحسن البصري - بتصرف): أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على جوالاتكم وتطبيقاتكم!
abdullaghannam@
بادئ ذي بدء لن يكون هذا التطبيق الأول ولا الأخير، بل هي عملية مستمرة ومتكررة، وستظهر الكثير من التطبيقات حاليا ومستقبلا حسب الحاجة، وأحيانا بحسب حالة الترف والأوقات الضائعة لدى البعض! وللأسف أن الوقت الذي هو الحياة أصبح أرخص شيء ممكن أن نتنازل عنه من أجل أي تطبيق جديد كما هو الحال مع هوس متابعي الموضة والكماليات والشكليات.
واسمحوا أن استعير دقائق معدودة من أوقاتكم الثمينة لطرح بعض من النقاط حول هذا الموضوع، وهي أقل بكثير من الأوقات التي يقضيها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي!
بحسب موقع (Datareportal.com) فهناك 25 مليون مستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي في المملكة، وبمعدل ثلاث ساعات (حتى تاريخ يناير 2020م). ويتصدرها بالترتيب اليوتيوب، الواتساب، الانستغرام، الفيسبوك، فتويتر ثم سناب شات. والسؤال الجذري والمهم في مسألة تطبيقات التواصل الاجتماعي هو هل نحن فعلا نحتاج إلى كل هذا الكم من التطبيقات معا في جوال واحد ولكل فرد منا. وهل هناك متسع للمزيد منها؟ وهل نجد الوقت والجهد والكلام الكافي من أجل أن نتحدث في كل هذه التطبيقات؟!
والجواب على السؤال آنفا، أنه يوجد قاعدة عامة مشهورة تسمى (مبدأ باريتو) وهو ينص على أن (80%) من النتائج سببها (20%). ولو طبقنا هذه القاعدة على التطبيقات في جوالاتنا سنجد أن (20%) منها هي التي فعلا تنجز لنا (80%) من أعمالنا الضرورية والحياتية (وانظر إلى جوالك لتتأكد من ذلك!). وأما الباقي من التطبيقات (80%) فهو يتأرجح بين المتعة والتسلية أو الترف الوقتي!
وفي المقابل، فأننا قد نتفهم أن شركة أو مؤسسة أو قطاعا عاما أو خاصا يستخدم ويستهدف عدة منصات من مواقع اجتماعية للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع من أجل الدعاية والإعلان أو من أجل التوعية الرسمية والاجتماعية. ونتفهم أيضا أن هناك أشخاصا لهم دور إعلامي أو ثقافي أو أدبي وهم مؤثرون ويحرصون على أن يستخدموا أكثر من تطبيق من أجل إيصال العلم أو الفائدة أو الثقافة لكافة أطياف المجتمع، ولكن هل كلنا ذلك الشخص؟! ثم أين هو الوقت والجهد للأمور الأخرى الأكثر أهمية في الحياة كالعبادة والعمل والمسؤولية الأسرية والاجتماعية. أننا حين نعطي التطبيقات أكثر من حجمها في حياتنا نصبح نحن أداة لها لا العكس!
إنني أتفق معك أن الطابع العام للحياة يتجه نحو الاستخدام المفرط للتطبيقات، ولكن حين تكون (خصوصا) تطبيقات التواصل الاجتماعي غثاء كغثاء السيل يصبح الأمر خارجا عن السيطرة ومزعجا، وترفا وإضاعة للأوقات والجهود. وقد جاء في الأثر عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا، لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة.
والحقيقة أنني لست ضد تطبيق تواصل اجتماعي بعينه، ولكن من المعقول والمنطق أن يكتفي الإنسان بتطبيق أو اثنين على الأكثر (باختيار ما يراه مناسبا له) وذلك من أجل التواصل مع الأقرباء والأصدقاء، وأيضا معرفة أحوال المجتمع وأخباره. ودعني أؤكد لك أنه لن يفوتك شيء إذا كان لديك تطبيق اجتماعي واحد فقط لأنه يوجد فئات من الناس لا يكفون عن نقل آخر الأخبار والشائعات، والقيل والقال في كافة أنواع التطبيقات!
والدرس المؤلم أنه يصدق في حالنا (نقلا عن الحسن البصري - بتصرف): أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على جوالاتكم وتطبيقاتكم!
abdullaghannam@