حذيفة القرشي - جدة

مختصون: عتاد عسكري هائل.. والدفاعات الجوية الأفضل عالميا

أشاد سياسيون وأمنيون بنجاح الدفاعات الجوية السعودية، في التصدي للهجمات الحوثية الإرهابية بكفاءة منقطعة النظير، مشيرين إلى أنه على الرغم من التعقيدات الميدانية في المواقع التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية إلا أن عملياتهم تبوء بالفشل، بفضل القدرات الدفاعية العسكرية لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة، ورصد عمليات الاستهداف وقواعد الطائرات المسيرة ومنصات الصواريخ، قبل الإطلاق.

وأكدوا، خلال حديثهم لـ «اليوم»، أن صد وتدمير هذا الكم الهائل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، يعكس تطور المنظومة العسكرية في المملكة، بفضل العمل الجماعي والجهود المدروسة، وما تمتلكه البلاد من أسلحة متطورة، تدعم قدراتها القتالية، فضلا عن خبراتها المتراكمة.

إستراتيجية عدائية

بين الخبير الأمني اللواء المتقاعد مسفر الغامدي أن إيران على مدار تاريخها تستخدم عملاءها في المنطقة لزعزعة الاستقرار، مشيرا إلى أنها أوجدت -في الوقت الحالي- وكلاء بالعراق وسوريا ولبنان واليمن، لتنفيذ مخططاتها الإجرامية.

وقال: إيران تعتبر، منذ القدم، المملكة عدوا إستراتيجيا لها، نظرا لما تتميز به المملكة من بعد ديني وسياسي وجغرافي واقتصادي وثقل دولي بشكل عام وإسلامي بشكل خاص، مشيرا إلى أن نظام طهران يسعى لتصدير «ثورته المزعومة»، واستخدم الأراضي اليمنية مؤخرا كمركز لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة لضرب المدن السعودية، ولكن المملكة لم تعط لهذه الفئة الفرصة، بفضل الدفاعات الجوية والخبرات العالية التي صدت ودمرت كافة الصواريخ والطائرات المفخخة الحوثية.

كفاءة قتالية

ذكر المستشار وخبير القانون الجنائي الدولي ومكافحة الإرهاب محسن الحازمي، أنه في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- تصدرت قواتنا السعودية، مكانة عالمية، وأثبتت قدرتها على صد أي اعتداء يستهدف أمن وحدود وأراضي المملكة، بفضل ما حققته من تطور وتقدم نتيجة للعمل الجماعي والجهود المدروسة، وما تمتلكه من أسلحة متطورة، تدعم قدراتها القتالية، إضافة إلى التوسعة في المنشآت العسكرية.

وأضاف إن المملكة تمتلك قدرات وخبرات عسكرية فائقة، من خلال تكثيف برامجها التدريبية، وتطبيق خطط التنسيق والسيطرة بين مختلف فروع القوات المسلحة التي تقدمت ونجحت في تحقيقها مؤخراً من خلال حربها ضد أوكار الإرهاب الحوثية المدعومة من إيران والأيادي الخفية التي حاولت مراراً وتكراراً التعدي على حدودنا وأمننا وسيادتنا.

وأكد أن القدرات العسكرية أثبتت للجميع مدى الكفاءة والجاهزية القتالية للمقاتل السعودي على أعلى المستويات، خاصة في ظل ما تحظى به وزارة الدفاع دائماً من دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.

وبين «الحازمي» أن الوضع خلال هذه الفترة حساس جداً، خاصة بالنسبة لدولة مثل المملكة، وكذلك الإمارات التي تقع مباشرة في الجهة المقابلة لإيران من الخليج العربي، ما يجعل البنية التحتية النفطية والتجارية للبلدين هدفاً متوقعاً للهجمات الإيرانية الإرهابية التي دائماً ما تهدد بشكل مباشر وغير مباشر أمننا واستقرارنا، وذلك بعد إعلان الحوثيين ذراع طهران الإرهابي باليمن بشكل واضح التصعيد ضد السعودية والإمارات باستهداف منشآت حيوية.

وتابع إنه على الرغم من التعقيدات الميدانية في المواقع التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية إلا أن عملياتهم تبوء بالفشل، من خلال القدرات الدفاعية العسكرية لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة، والمتمثلة في عمليات استهداف قواعد الطائرات المسيرة ومنصات الصواريخ الباليستية المتواصلة طيلة السنوات الماضية وحتى الآن، وحققت نجاحاً كبيراً وضربات موجعة لهم.

وقال إن القدرات العسكرية للتحالف بقيادة المملكة تشمل مراحل تسبق العمليات الحوثية، من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية وتبادلها، تمهيدا لتوجيه الضربات الموجعة والمتتابعة لأذرع إيران الإرهابية باليمن، موجهين بذلك رسالة قوية وصلت لطهران في وقت مبكر جداً، فور تدمير طائراتها المسيرة وصواريخها الباليستية الاعتدائية ومخططاتها بالمنطقة.

وتابع: اتضح جلياً للمجتمع الدولي أن الهدف من الهجمات الحوثية الإرهابية تنفيذ مخططات طهران باليمن في ظل تصريحات قيادات الحوثيين بغضبهم جراء مقتل قاسم سليماني الإرهابي وسعيهم للانتقام.

تفوق عالمي

وأكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود د. عادل عبدالقادر أن قدرات القوات السعودية في التعامل مع الهجمات الباليستية والطائرات المسيرة والتي تصدت لأكثر من 346 صاروخا باليستيا و526 طائرة مسيرة، تؤكد للعالم مدى كفاءة تعامل المملكة مع أي عدوان يستهدف أمنها وأراضيها.

وأشار إلى أن قوات التحالف تصدت باحترافية عالية لمحاولات إيران الفاشلة - عبر مليشياتها الحوثية في اليمن - لاستهداف المدنيين والتدمير الذي تسعى إليه، مشيرا إلى أن محاولة الحوثيين إحداث أكبر ضرر إنساني يوضح إجرامية تلك النوايا وخبثها.

وأضاف: إن التصدي المبهر من قبل القوات السعودية، يؤكد جاهزية المملكة، والتقدم المتنامي في إمكاناتها الدفاعية والعسكرية، مشيرا إلى تقدم المملكة 8 مراكز في تصنيف أقوى جيوش العالم، متفوقة على قوى عسكرية عالمية وإقليمية.

وقال إن العديد من المؤشرات العسكرية والتي تعتمد في مؤشراتها على 50 عاملا لتحديد كل قوة للجيوش، تؤكد أن تواجد المملكة ضمن 17 قوة في العالم هو ليس صدفة وإنما اعتمادا على عدد من المؤشرات التي قامت بها المملكة لتعزيز قوتها، خاصة قيادة سمو ولي العهد -حفظه الله- وزارة الدفاع في 2015، والاعتماد على التنويع في التجهيزات العسكرية لمواجهة تهديدات المنطقة.

وأضاف: إن المملكة تعتمد على التنوع في المعدات العسكرية سواء ما يتعلق بالعتاد الجوي والبري وحتى البحري، وفق أحدث القدرات الموجودة عالميا وبحسب مؤشر جلوبال فاير باور فإن المملكة تمتلك 848 طائرة حربية، منها 325 طائرة هجومية ومقاتلات 323 طائرة وطائرات نقل 49 وطائرات تدريب أكثر من 200 طائرة، بالإضافة إلى طائرات الهيلوكوبتر الهجومية وغيرها من القوات البرية والبحرية، مبينا أن الحديث عن القوة العسكرية في المملكة لا يخفى على العالم، وسير المملكة نحو توطين الصناعات العسكرية، سيحقق العديد من الأهداف الأمنية والعسكرية التي وضعتها المملكة ضمن رؤيتها للحد من الإنفاق العسكري.

مشاهد الثقة

قال الأكاديمي والمحلل السياسي د. خالد باطرفي: إنه لأول مرة في تاريخ الحروب الحديثة يستهدف بلد بهذا العدد الهائل من الصواريخ والطائرات المسيرة، كما استهدفت إيران بلاد الحرمين، عبر مطاياها في اليمن والعراق. ومع كل ذلك، أثبت أبطال الدفاع الجوي كفاءتهم العالية، وتجهيزاتهم المتطورة، بإسقاط 346 صاروخا، و526 مسيرة مفخخة، وجهت كلها نحو الأعيان المدنية المحرم استهدافها بموجب قوانين الحرب والمعاهدات الدولية. إضافة إلى 62 زورقا مفخخا، و204 ألغام بحرية، و76 ألف قذيفة.

وأشار إلى العديد من المواقف والمشاهد التي أكدت شجاعة المواطن السعودي، من بينها المقطع المصور لأطفال يلعبون كرة القدم في جيزان، عندما توقفوا فجأة ليستمتعوا بإسقاط صاروخ باليستي في أجواء المدينة، وكأنهم يشاهدون الألعاب النارية، ثم عادوا لمواصلة اللعب. وأضاف: أتذكر موقفا آخر للركاب في مطار أبها بعد استهداف طائرة مدنية قبل أسابيع، عندما أصروا على مواصلة رحلاتهم دون تردد، وأسترجع مشهدا لاحتفال في نجران، استمر بعد محاولة استهداف حوثية، بلا خوف ولا قلق، وأكثر من هذه المشاهد التي أظهرت أيضا مدى إيمان المواطن بالله، وثقته الكاملة في قدرة قواته المسلحة على حمايته وصد الهجمات التي تستهدف حياته وأمانه.

واستنكر باطرفي عدوانية إيران وإصرارها على منهجها الإرهابي ومخططاتها التوسعية، مضيفا: لا أعرف ما إذا كانت رسالة الملالي وعبيدهم العرب وصلت لصناع القرار في الإدارة الأمريكية الجديدة أم لا؟، لكنه جرى إخطار المجتمع الأممي بأن الصبر يوشك على النفاد، والتنبيه على أن خطط السلام التي يراهن عليها تزداد استحالة مع كل استهداف جديد، مؤكدا أنه إذا لم تتحرك حمائم السلام، المتخاذلة عن دعم الجهود لتحقيقه، ولم يتخذ المجتمع الدولي موقفا صارما تجاه المعتدي، فإن حق الدفاع عن النفس يشمل أيضا حق الرد، وتحييد مصادر العدوان.

بلطجة مرفوضة

قال الباحث والكاتب السياسي صالح السعيد: إن البلطجة الإيرانية مستمرة في ممارسة أقصى أنواع الاستفزاز للمملكة، على الرغم من الصفعات التي تتلقاها مرارا، في وقت تجاوزهم فيه الزمن، وإن ظنوا جهلاً أنهم مدعومون بصمت العالم المريب عن كل الإرهاب الذي تشنه الميليشيات التابعة للنظام الذي يصارع سكرات الزوال.

وحذر إيران من أن أوراق التاريخ ما زالت محملة بأمم وحضارات تلاشت فقط لأنها ظنت أن فرد عضلاتها على قوة عظمى كالمملكة سيضمن لها مكانة وقدر، ولكن صفعهم الواقع وأنهتهم الحقيقة.

وأكد أن الرياض قوة ليست فقط إقليمية، بل قوة جبارة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وفي جميع الشؤون المختلفة، من خلال قدر هذه البلاد قيادةً وشعباً، من الاتحاد، وتتعامل مع صواريخ إيران الباليستية وطياراتها المسيرة، بمنتهى الحكمة، محذرا إيران من أن الرد قاسياً ويتجاوز حتى ملالي إيران وميليشياتها، حال استمرارها في هذه الأعمال العبثية.