كلمة اليوم

الأيدلوجية الإرهابية المتمكنة من أدق تفاصيل إستراتيجية نظام إيران، يسهل رصدها في تلك الاستدامة للسلوك العدواني لطهران، وكيف أنها تتبنى كافة الأفكار والكيانات الإرهابية والميليشيات الخارجة عن القوانين والشرعية والإنسانية، في اعتقاد راسخ وإيمان شامل منها بأن هذه المنهجية هي سبيلها في سبيل تحقيق أجنداتها التوسعية المشبوهة في المنطقة، وأن زعزعة الأمن والاستقرار وممارسة الاعتداءات الممنهجة ضد مفاصل حيوية في الاقتصاد العالمي، سيمكنها من تحقيق مستهدفاتها الشيطانية، والتي بات خطرها بالغ الوضوح وأكثر من أي وقت مضى.

حين نمعن فيما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الطاقة، بأن إحدى ساحات الخزانات البترولية، في ميناء رأس تنورة، في المنطقة الشرقية، الذي يُعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم، قد تعرضت لهجومٍ بطائرةٍ مُسيرةٍ دون طيار، قادمة من جهة البحر، موضحاً أنه لم ينتج عن محاولة الاستهداف -ولله الحمد- أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات، وما أشار له المصدر إلى محاولةٍ مُتعمدة أخرى للاعتداء على مرافق شركة أرامكو السعودية، حيث سقطت شظايا صاروخ باليستي بالقرب من الحي السكني التابع لشركة أرامكو السعودية في مدينة الظهران، الذي يسكنه الآلاف من موظفي الشركة وعائلاتهم، من جنسيات مختلفة، مبيناً أنه، بفضل الله، لم ينجم عن هذا الاعتداء أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو المُمتلكات، وأن المملكة تؤكّد أن هذه الاعتداءات التخريبية تُعدّ انتهاكا سافرا لجميع القوانين والأعراف الدولية، وأنها بقدر استهدافها الغادر والجبان للمملكة، تستهدف بدرجة أكبر، الاقتصاد العالمي.

فهذه المعطيات، وما يلتقي معها من تلك الإدانات العربية والإسلامية والدولية، التي استنكرت هذا العمل الجبان، وأنذرت بحجم الخطر المحدق الذي يترتب عليه، بقدر ما هي تعكس القوة والقدرة الفائقة لقوات الدفاع في المملكة، والتي تجعل مثل هذه الاعتداءات الغاشمة تنتهي من حيث بدأت دون أن يعلم بها المواطن والمقيم إلا بعد الإعلان عنها، وهو لا يزال يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي مطمئن وآمن، فهذه المعطيات أيضا دلالة أخرى قاطعة على أن المجتمع الدولي لم يعد له خيارات عدة سوى اتخاذ الموقف الجاد والمسؤول والرادع لهذه الاعتداءات الإرهابية الإيرانية؛ حماية لأمن واستقرار العالم إجمالا واقتصاده على وجه الخصوص.