ترجمة - نورهان عباس

أصابع الاتهام تشير إلى إيران.. الصحف العالمية:

وول ستريت جورنال: حياة المدنيين في خطر

ذا كانبيرا تايمز: الحوثيون يعرقلون مفاوضات السلام

اتهام إيران

من جانبها أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى ما صرح به أحد مستشاري الديوان الملكي السعودي، وقوله: «كل المؤشرات تشير إلى إيران». وأشار إلى أنه لم يتضح ما إذا كان أصل الضربات موجها من إيران أم العراق لكنه لم يأت من جهة اليمن.

وأضافت الصحيفة الأمريكية: «لم يرد المسؤولون الإيرانيون على الفور على طلب للتعليق. وقال مسؤول عراقي إنه ليس على علم بأي صلة بين بلاده والهجوم».

خطيرة وغير مقبولة

من جانبه ندد متحدث باسم الخارجية الأمريكية بالهجمات الحوثية الأخيرة على السعودية ووصفها بأنها «غير مقبولة وخطيرة، وتعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر، بما فيهم الأمريكيون».

وأضاف «ما زلنا نشعر بالقلق من تواتر هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية»، مشيرا إلى أن «هذه الهجمات المتصاعدة ليست تصرفات مجموعة تسعى بجدية إلى السلام».

هجوم فاشل

على الجانب الآخر، قالت صحيفة ذا كانبيرا تايمز الأسترالية إن قوات الحوثي اليمنية أطلقت طائرات بدون طيار وصواريخ على منشآت النفط في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك منشأة أرامكو السعودية في رأس تنورة، وهي منشأة حيوية للصادرات البترولية، فيما وصفته الرياض وأكدت عليه الصحيفة بأنه «هجوم فاشل على أمن الطاقة العالمي».

ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع السعودية اعتراضها لطائرة مسيرة مسلحة قادمة من البحر قبل أن تصيب هدفها في ساحة تخزين النفط في رأس تنورة، وهي موقع مصفاة نفطية عملاقة، وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم.

ولفتت الصحيفة على موقعها إلى أن شظايا صاروخ باليستي سقطت بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية أكبر شركة نفط في العالم -وليس أهدافًا عسكرية كما زعمت جماعة الحوثي-.

ترويع المدنيين

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الدفاع السعودية قوله في بيان على وسائل الإعلام الرسمية إن «مثل هذه الأعمال التخريبية لا تستهدف المملكة العربية السعودية فحسب، بل تستهدف أيضًا أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، وبالتالي تهدد الاقتصاد العالمي»، كما قالت قوات التحالف التي تقودها السعودية في وقت سابق إنها اعترضت 12 طائرة مسيرة مسلحة كانت تستهدف «أهدافا مدنية» دون تحديد موقع محدد، فضلًا عن صاروخين باليستيين تم إطلاقهما باتجاه جازان.

وأكدت الصحيفة أن هجوم جماعة الحوثي يعرقل مفاوضات السلام، وقالت كانبيرا تايمز: «صعد الحوثيون مؤخرًا هجماتهم عبر الحدود على المملكة العربية السعودية، في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار؛ لإحياء المفاوضات السياسية المتوقفة لإنهاء الحرب».

تصعيد الهجمات

وفي إطار متصل، أوضح موقع فرانس 24 الفرنسي أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية دمر 10 طائرات مسيرة مسلحة، وشدد على ما جاء في البيان السعودي الرسمي المندد بالهجمات، والذي قال إن «المدنيين والأهداف المدنية في المملكة خط أحمر».

وأضاف الموقع إن القنصلية الأمريكية في مدينة جدة أصدرت تحذيرًا شديد اللهجة، وأشارت إلى وجود هجمات وتفجيرات مشتبه بها تمت يوم الأحد بالقرب من جدة وبلدة خميس مشيط الجنوبية.

وقال الموقع: «صعد الحوثيون مؤخرًا من هجماتهم الصاروخية عبر الحدود على المملكة العربية السعودية، ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تكثف فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، وذلك في سبيل تمهيد الطريق لاستئناف المحادثات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع».

تصنيف «الإرهابية»

ولفت الموقع إلى أن الحوثيين تشجعوا على القيام بمثل تلك الأعمال التخريبية بعد أن ألغت الإدارة الأمريكية الجديدة تصنيف واشنطن للحوثيين منظمة إرهابية في فبراير الماضي، لافتًا إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت الأسبوع الماضي عقوبات على قياديين عسكريين للحوثيين بعد أن كثفت الحركة هجماتها على مدن سعودية وهجومها في مأرب.

وأضاف: «ينفي الحوثيون، الذين أطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليًا في صنعاء أواخر 2014، أنهم دمى في يد طهران، بينما تسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى حافة المجاعة».

موقف دولي

وشدد الموقع على تأكيد الرياض على «ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا فوريا وحاسما لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية، والمدنية، وأمن واستقرار المملكة»، موضحًا أن «استمرار هذه الهجمات في الآونة الأخيرة يعد تصعيدًا خطيرًا، ويعد دليلًا جديدًا على سعي هذه الميليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة».

وقال: «أي تهديد أو خطر يواجه الدولة تعتبره المملكة السعودية تهديدًا لمنظومة الأمن والاستقرار فيها».

الاستقرار العالمي

ختامًا، ومن الناحية الاقتصادية وصفت شبكة بلومبرج العالمية الهجوم بأنه يهدد أمن واستقرار الاقتصاد العالمي، بسبب استهدافة للمنشآت النفطية السعودية العملاقة، مما يؤثر بالضرورة على أسعار الطاقة ليس في المملكة وحسب وإنما على مستوى العالم كله.

وأضافت الشبكة: «بعض البنى التحتية النفطية الأكثر حماية في العالم تعرضت لهجوم صاروخي وطائرات مسيرة في تصعيد الأعمال العدائية الإقليمية، وأدت إلى ارتفاع أسعار النفط الخام».

واستطردت: «أحدث هجوم في سلسلة من الهجمات التي تبناها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران دفع أسعار النفط لفترة وجيزة إلى أكثر من 70 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ يناير 2020».

واختتمت الصحيفة مشيرة إلى التأثيرات السياسية التي تلي الهجوم، حيث من المرجح أن يعقد جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن للانخراط في دبلوماسية نووية مع إيران.

استنكرت مجموعة من صحف ومواقع العالم الهجوم الذي شنه متمردو جماعة الحوثي في اليمن، مؤكدين أن اللمسات الإيرانية تظهر على الهجوم الذي تم على ميناء رأس تنورة ومرافق تابعة لشركة أرامكو بشكل واضح، حيث تم استهداف ميناء النفط السعودي الرئيسي في الخليج العربي باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ يوم الأحد الماضي، ونقل الإعلام العالمي عن السلطات السعودية تأكيدها أن الغارة لم تسفر عن إصابات أو أضرار.

فرانس 24: إلغاء تصنيف الجماعة «الإرهابية» شجع على القيام بأعمال تخريبية

بلومبرج: الهجوم عقبة في وجه المفاوضات النووية بين «بايدن» وطهران