نجلاء السديري

قبل أن أبدأ بكتابة ما يدور في ذهني، أود أن أسألكم كيف تمضي بكم الأيام؟ وكيف تقضون حياتكم اليومية؟ فكروا قليلا ثم تابعوا القراءة.

قلة من يعيشون يومهم وكأنه فرصة أخيرة للحياة أو وقت يستحق أن يعاش على أكمل وجه. نصحو كل يوم ليبدأ الماراثون، الكل ينطلق إلى عمله أو دراسته أو مهامه أو إلى اللا شيء مؤجلين الكثير من الأمور لأسباب بعضها منطقي وبعضها لا، تمر أوقات الراحة دون أن نستغلها لإعادة شحن طاقتنا أو استغلالها في الراحة فعلا على أمل القيام بذلك في عطلة نهاية الأسبوع، نأكل على عجل دون أن نستلذ ونختار وجباتنا بعناية بحجة الوقت لا يكفي، خزائننا ممتلئة بملابس جميلة ومجوهرات وجلديات ثمينة لكن نؤجل ارتداءها للمناسبات التي لا تتكرر أكثر من خمس أو سبع مرات في العام، نعيش المرحلة بشكل عابر ونحن ننتظر المرحلة القادمة لنخسر متعة الحاضر بكثرة التفكير بالقادم.

هوس الإنجاز والمضي قدما يأخذ الكثير من الوقت والبهجة إن لم نضبطه وفق خطة محكمة تضمن لنا التقدم والنجاح والمتعة في نفس الوقت، كثرت حالات الاكتئاب وبعض الأعراض النفسية رغم أن أصحابها لا ينقصهم شيء، لكن إرهاق النفس أو تحميلها فوق طاقتها أو مقارنتها بالآخرين يؤدي لنتائج غير مرضية خصوصا لو اقترن ذلك بأسلوب حياة يومي متعب أو روتيني بشكل سلبي.

جميعنا ندفع أموالا طائلة للمعيشة والأكل والشرب واللبس فلتكن هذه الخسائر من أجلنا أولا ومن أجل راحتنا ومتعتنا لا من أجل الغير أو لمناسبات اجتماعية تنقضي في ساعات قليلة.

فلنعمل من أجل غد جميل مع الإقرار بأن كل يوم من أيام الحياة مناسبة تستحق أن نعيشها بفرح وترف وكرم مع النفس.

@najla_88