علي العيسى، طارق آل مزهود، عبدالرحمن الخثعمي - الرياض، الدمام

الشتائم والشائعات أكثر الأنماط شيوعا

في الوقت الذي تحوّلت فيه مساحة اللعب من الفِناء إلى شاشة الألعاب الرقمية، والجلسات الاجتماعية إلى مائدات رقمية، ظهرت فرص ومخاطر جديدة تواجه مستخدمي تلك المواقع كل يوم، منها انتشار التنمر الإلكتروني حول العالم، وتشير نتائج الدراسات إلى أن 53% من المستخدمين الأمريكيين عبر شبكة الإنترنت، تعرضوا للتنمر، أكثر من نصفهم عبر «فيس بوك»، و34% من الأطفال تعرضوا للتنمر مرة واحدة على الأقل، كما تعرض 48% من الطلاب في دول آسيا للتنمر عبر نشر فيديوهات محرجة لهم.

وتناقش «اليوم» عبر قضية الأسبوع أبرز مسببات التنمر وعواقبه وحلوله، وأكد عدد من الخبراء أن التنمر هو القاتل الخفي للروح والطموح، وأنه عمل يؤذي للآخرين، بالإساءة إليهم نفسيًا، بالهجر والاستنقاص والإقصاء والتحقير، سواء بشكل مباشر أو عن طريق التواصل الاجتماعي.

إعداد برامج توعوية ومحاضرات تثقيفية

قال المواطن «عبدالله الغامدي»: إنه في العصر الحاضر، إن منصات التواصل الاجتماعي كثرت، وأصبحت من الوسائل الضرورية التي يستخدمها جميع أفراد المجتمع، وفي خضم هذه الاستخدامات، ظهر على السطح ما يعرف بـ«التنمر الإلكتروني»، وهو حالة من استغلال البعض لخدمات الإنترنت والأجهزة الذكية، بهدف الإيذاء، وبطرق متعمدة ومتكررة وعدائية.

وأضاف: «لكون وسائل التواصل أصبحت شائعة في المجتمع، خاصة بين فئة الشباب، فقد وضعت تشريعات وحملات توعوية لمكافحتها، والتنمر الإلكتروني يبدأ بمزاح الأصدقاء مع بعضهم البعض، والمقصود بالتنمر يصعب عليه معرفة ما إذا كان شخص ما يتسلى بالمزاح أو يتعمد الإيذاء أحيانًا».

وتابع: إن إيقاف التنمر الإلكتروني لا يقف على كشف المتنمرين فقط، بل يتعلق أيضًا بإقرار أحقية الجميع بالحصول على الاحترام، عبر الإنترنت، وفي الحياة الحقيقية، وفي حال تكرار حدوث التنمر على منصة اجتماعية، فكر في حظر المتنمرين والإبلاغ الرسمي عن سلوكهم على ذات المنصة.

وأشار إلى أن شركات التواصل الاجتماعي تلتزم بالحفاظ على أمان مستخدميها، وأن من آثار التنمر الإلكتروني، شعور المتنمر بالقلق والحزن، وقد يدخل في حالة اضطراب وعدم الشهية والنوم، وقد يصاب بالاكتئاب.

ولفت إلى تصريح المجلس الوطني للوقاية من الجريمة، بأن من علامات حدوث التنمر، عدم الاهتمام بالأنشطة الشخصية، والتغيب عن الحصص في المدرسة، وتغير في عادات النوم والأكل، مطالبًا الجميع بالتكاتف والبحث عن حلول للتنمر، وإعداد برامج توعوية توضح خطورة التنمر الإلكتروني بين أفراد المجتمع، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة في إقامة ندوات ومحاضرات تثقيفية.

خطر على المجتمع

أكد المواطن «سعيد الزهراني» أنه كثيرًا ما يشاهد التنمر في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هذا الأسلوب غير مناسب، ويشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع، مطالبًا مستخدمي التقنية، بالتأكد، وعدم إطلاق التهم على الناس.

وبين أن أطفاله يجلسون على الأجهزة لفترات طويلة، تتعدى الساعات، لدرجة أن طعامهم يقل، ومزاجهم دائمًا في حالة سيئة، إذ يريدون فقط البقاء على هذه الأجهزة الذكية.

وأضاف: إن أفضل حل، هو تقليل الوقت الذي يجلس الطفل على الأجهزة، خاصةً أن الأخطار كبيرة على الأطفال، لأنهم قد ينجرفون خلف المتنمرين.

فرض عقوبات مغلظة

لفت المواطن «سيف مجرشي» إلى أن البعض يتنمر عبر مواقع التواصل، من خلال اللون، والعنصرية، موضحًا أن الضحايا قد يتأثرون نفسيًا، ويتأذون، ولكن يفترض على الشخص أن يكون أكثر وعيًا، مطالبًا بفرض عقوبة غليظة على المتنمرين.

وأضاف: إنه سيتجه للشرطة في حالة تعرض للتنمر، موضحًا أن الأطفال يقضون ساعات طوالا على الأجهزة، وهذا يؤثر عليهم سلبيًا، مستذكرًا أن في طفولته لم تكن هناك مثل هذه الأخطار.

التوعية والتوجيه والتثقيف أبرز الحلول

قال المواطن «سلمان سحاري»: إن التنمر الإلكتروني فيه الاستهزاء، وإنه شاهد في مواقع التواصل متنمرين متعددين، موضحًا أن هؤلاء المتنمرين يعانون نقصًا كبيرًا في شخصياتهم.

وبين أن التوعية والتوجيه والتثقيف، من أبرز حلول التنمر، موضحًا أن التنمر على الأطفال أخطر من الكبار، ولا بد من المتابعة الشديدة من الأسرة.

47 % من الأطفال «ضحايا»

أكدت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، أن نسبة الأطفال الذين يتعرضون للتنمر وبلغوا ذويهم بذلك، تصل إلى 47% ما بين عمر 6-10 سنوات، و56% من عمر 11- 13 سنة، و59% من عمر 14-18 سنة.

وأوضحت الوزارة أن أكثر أنواع التنمر شيوعًا، هي الشتائم المسيئة، وبلغت نسبتها 42%، ونشر الشائعات 32%، وتلقي صور لا أخلاقية 25%، والسؤال المستمر عن معلومات شخصية 21%، والتهديدات الجسدية 16%.

ودعت الوزارة، الأبناء، أن يكونوا واعين بآفة التنمر، وأن يتعلموا كيفية حماية أنفسهم وأسرهم في الفضاء الرقمي، مؤكدةً أن التنمر الإلكتروني يعرف بإيذاء الآخرين لفظيا بطريقة متكررة وعدائية عبر الإنترنت، عادة عبر شبكة الألعاب الإلكترونية أو قنوات التواصل الاجتماعي.

السجن سنة والغرامة 500 ألف ريال

أشارت النيابة العامة إلى أن عقوبة التنمر في الألعاب الإلكترونية، تضمن السجن لمدة تصل إلى سنة، وغرامة تصل إلى نصف مليون ريال.

وأوضحت طرق حماية المجني عليه من الجرائم الإلكترونية، وعقوبات التنمر، والإجراءات النظامية المتخذة في جرائم التنمر الإلكتروني، وآلية تقديم البلاغ ضد المتنمر في الألعاب الإلكترونية.

ظاهرة تستحق الدراسة.. و«غياب الانتماء» أبرز الأسباب

أكد استشاري نظم المعلومات د.أحمد الذهيبي، أنه لدى الباحثين اهتمام بظاهرة التنمر، نتيجة التزايد المستمر في انتشارها بين الطلبة، وذلك لخطورة آثارها عليهم، ففي أستراليا يتعرض طالب من بين ستة طلاب في المرحلة العمرية بين التاسعة كالسابعة عشرة للاعتداء مرة واحدة أسبوعيا على الأقل، أما في المدارس الأمريكية فهناك ما يقارب 2.1 مليون طالب يمارسون التنمر، و2.7 مليون ضحية له.

وأضاف د.الذهيبي: إن التنمر شكل من أشكال العنف أو إساءة المعاملة أو الإيذاء أو المضايقة المتعمدة أو المتكررة باستخدام التكنولوجيا وشبكة الإنترنت وأجهزة الاتصال الحديثة، ويتضمن ذلك التهديد والابتزاز والإحراج ورسائل الكراهية والعنصرية، ونشر المعلومات الشخصية أو الصور والفيديوهات الشخصية أو المسربة، أو المحتوى المصمم لمضايقة شخص وكل ممارسة إلكترونية تتقصد إزعاج شخص ومضايقته وإيذائه.

وتابع: إنه على الرغم من التأثير الواضح للتنمر الإلكتروني على الكبار والبالغين، إلا أن الخطورة الأكبر لظاهرة التنمر على الإنترنت تهدد الأطفال وصحتهم النفسية، حيث يتعرض الأطفال لأشكال مختلفة من التنمر الإلكتروني وإساءة المعاملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الإنترنت، دون أن تكون لديهم الدراية والقدرة اللازمتان للدفاع عن أنفسهم ومواجهة التنمر الإلكتروني، هذا ما يحتم على الأهل مزيداً من الإلمام بقضايا التنمر وتحديداً كيفية حماية الأطفال من التنمر الإلكتروني.

وعن أنواعه، أوضح أنه يشمل التعليقات والمنشورات والرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الاتصال الإلكترونية، والتي تستهدف إزعاج أو مضايقة أو إيذاء شخص أو مجموعة من الأشخاص، ويتضمن التنمر اللفظي أيضاً استخدام الألفاظ والشتائم والعبارات الجنسية والعبارات التي تحض على الكراهية أو العنصرية.

وأكمل أنه قد تكون رؤية ردة فعل الضحية سببًا من أسباب وقف التنمر، حيث يشعر المتنمر أنه تسبب بأذى واضح لضحيته فيتوقف ويتراجع، أما في التنمر الإلكتروني فيعتقد المتنمر أنه يفعل شيئا ممتعا وربما مضحكا دون أن يرى درة فعل الضحية وتأثرها، وقد أفاد 81% من مراهقين شاركوا بمسح عن التنمر أنهم يرون التنمر ممتعاً لأنهم لا يرون ردة فعل الطرف الآخر، وقد يكون الانتقام شخصياً من خلال استهداف شخص محدد عبر التنمر الإلكتروني، وقد يكون الانتقام انتقاماً اجتماعياً وردة فعل على التعرض للتنمر أو إساءة المعاملة خاصة بالنسبة للأطفال والفئات الضعيفة والمضطهدة.

وأضاف د.الذهيبي: إن واحدا من أكثر أسباب التنمر تعقيداً هو البحث عن الانتماء، حيث يعمد المتنمرون إلى التنمر وإساءة المعاملة كنوع من الاستجابة للضغط الاجتماعي وتعزيز انتمائهم للمجموعة، لأنهم يعتقدون أن الإساءة إلى الآخرين تعزّز قيمتهم بين الجماعة التي ينتمون إليها، هذا يظهر بشكل واضح لدى طلاب المدارس والمراهقين، ولدى الأشخاص المرضى بالعنصرية بشتى أشكالها، مضيفا أنه ليس فقط ما نقوم بكتابته أو نشره؛ بل ما نقوم بمشاركته والمساهمة بانتشاره أيضاً يعتبر شكلاً من أشكال التنمر الإلكتروني، فمشاركة الفضائح أو المعلومات التي تشكِّل إساءة لشخص أو جماعة تعتبر تنمراً إلكترونياً، سواء التغريدات أو المنشورات في فيسبوك أو الفيديوهات والصور أو المشاركة عبر المجموعات.

يسبب الاكتئاب والقلق والإحساس بالدونية

قال استشاري الطب النفسي والمهتم بسلوك الإنسان د.نواف الحارثي: إن آثار التنمر الإلكتروني على الأفراد، تؤثر على الناس، إذ يمكن أن يسبب لهم الإحباط، كما أنه يؤثر على شخصياتهم، ما يسبب لهم الاكتئاب والقلق والإحساس بالدونية، وأنه يسبب عدم القدرة على تعزيز النفس والإحساس بالانخفاض للكفاءة.

وبين أن ممارس التنمر غالبًا ما يكون شخصا تعرض للتنمر من قبل، أو من شخص كان لديه نوع من المصاعب في حياته صعوبة في التربية أحد الوالدين عنده مشكلة أو مارسوا عليه العنف، تعرض لنوع من الإساءة الجسدية أو النفسية أو اللفظية أو حتى الجنسية وبالتالي غالبا الشخص يكون منهارا نفسيا وبالتالي يحاول يخرجها للآخرين.

وأضاف د.الحارثي: إن التنمر يدمر المجتمع ويدمر الناس ويؤثر عليهم ويخلق لديهم عدم إحساس بقيمة الذات، لافتًا إلى أن الدوافع غالبا تكون نتيجة إساءة تعرض لها الطفل وأصبحت لديه شخصية منكسرة ومهزوزة وغير مستقرة نفسيًا، وبالتالي يشعر بالدونية، ويحاول أن يمارس العقد النفسية على الآخرين.

وتابع: إنه لمواجهة التنمر لا بدّ أن يعرف الناس ما هو التنمر، وكيفية التعامل معه، وألا يتأثروا به إذا مورس عليهم التنمر، بالإضافة إلى أن يكون لديهم المعرفة عنه؛ ليتم منع الشخص المتنمر عن ممارسة تنمره، من خلال الوسائل القانونية والشرعية.

الفتيات أكثر عرضة للإساءة

قالت أستاذ علم نفس التعلم والباحثة والمتخصصة في علم النفس السيبراني صالحة عسيري، إن التنمر هو أي تعدٍ أو عمل يقوم به شخص ضد آخر أو مجموعة أفراد، ضد فرد أو مجموعة، ويسمى العمل المؤذي تنمرًا، ولا بدّ أن يكون قد حصل أكثر من مرة، وهذا هو الفرق بينه وبين العدوان، موضحةً أن التنمر يكون بناء على استقواء شخص على الآخر، أو استغلال نقاط ضعفه من أجل إيقاع الضرر.

واستعرضت نتائج ودراسات تشير إلى مدى انتشار التنمر الإلكتروني حول العالم، مشيرةً إلى أن 53% من المستخدمين الأمريكيين عبر شبكة الإنترنت تعرضوا لتنمر أكثر من نصفهم عبر «فيس بوك»، وأن 34% من الأطفال تعرضوا للتنمر مرة واحدة على الأقل، و48% من الطلاب في دول آسيا تعرضوا للتنمر عبر نشر فيديوهات محرجة لهم.

وتابعت: إن معظم حالات التنمر الإلكتروني تسخر من الحالات المرضية لذوي الاحتياجات الخاصة، وأظهرت الإحصائيات أن 75% من المتنمرين عبر الإنترنت يسخرون من مرضى اضطراب التوحد، وأن 70% يسخرون من العيوب الجسدية، وأن 52% يسخرون من مشاكل وصعوبات التعلم.

وأكدت أن الفتيات أكثر عرضة لانتشار الشائعات المسيئة من الفتيان، ربما لأن طبيعة الفتاة لا تتواصل بشكل مباشر وهذا يعرضها للتنمر أكثر من غيرها.

المملكة تحفظ حقوق مواطنيها ومقيميها

قالت الكاتبة الصحفية د.لمياء البراهيم: إن التنمر شكل من أشكال الإساءة والإيذاء، سواء من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة من باب الاستقواء على الضعفاء، وقد يأخذ التنمر أشكالًا مختلفة، فقد يكون لفظيًا أو جسديًا، أو حتى بالإيماءات، أو إلكترونيًا، مضيفة: إن التكنولوجيا الرقمية أصبحت أساسية في التواصل، ومن مساوئها التنمر الإلكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت: تفاقمت في العالم الافتراضي أثناء أزمة كورونا، وفق تقرير عن الأمم المتحدة، فإن 7 من كل 10 أفراد تعرضوا للإساءة في الإنترنت، وأن 1 من كل 3 قد تعرض لأذى ذاتي جراء ذلك، وأن 1 من كل 10 حاول الانتحار، وفي تقرير «Ditch the Label and Brandwatch» أن 52% من إساءات كراهية النساء كانت من نساء أخريات وغالبا ما يكون التنمر تجاه المظهر والذكاء، وأن غالبية تغريدات العنصرية كانت ضد حسابات الرأي، والذين يناقشون السياسة والرياضة.

وأشارت د.البراهيم إلى أن التنمر الرقمي يمارس في منصات التواصل الاجتماعي من قبل أفراد أو مجموعات غالبيتها بمعرفات مجهولة لا تكتب ما يشير لشخصيتها الحقيقية إلا بما تدعيه وبالتالي لا يمكن معرفة توجهها وماضيها ومن يحركها، ويتبعون نسقا منظما في استهداف الآخرين من مسؤولين أو أصحاب رأي أو تأثير لإسقاطهم، وقد تشاركهم حسابات معروفة بتنمرها على الشخصيات الناجحة وبأساليب عدائية ومتكررة لإيذائهم من خلال الاستخفاف والاستهزاء، والترهيب، والتلاعب والقمع، وتشويه السمعة، وإذلال المتلقي وتخويف من يتعامل معه، يثيرون العنصرية، وينشرون الشائعات والأكاذيب أو من خلال انتحال الشخصيات وتهكير الحسابات، والترصد الإلكتروني والتتبع، والذي قد يصل إلى ابتزاز الشخصيات وتهديدها بنشر صورها وأسرارها إذا لم تلب طلبات الفاعل.

وأكدت أن المملكة تحفظ حقوق مواطنيها ومقيميها من خلال أنظمتها ومن ضمن ذلك قانون الجرائم المعلوماتية، ولكن غالبا التنمر الإلكتروني هو من إثبات الافتراض من تحريض وتحشيد بغرض الإيذاء النفسي والذي قد يصل لتخوين الشخص وتوريطه لتشويه سمعته وترهيبه، مشجعين الآخرين على قذفه وتناقل صوره ومعلوماته الشخصية وأسرار حياته ونبذه اجتماعيا وتجنبه وعزله، وقد يصل إلى قطع رزقه أو إيذائه مهنيا أو في مستقبله، فالتعليقات السلبية ترسخ صورة سيئة عنه عند الآخرين أنه منبوذ ومكروه من الناس وغير مرغوب فيه.

وأشارت إلى أن التنمر الإلكتروني جريمة في حق الوطن قبل أن تكون حقا خاصا، فالإساءة لأشخاص بارزين ومؤثرين يمس سمعة الوطن ويوحي بضعف أجهزته الأمنية والرقابية الحكومية، كما يضلل الرأي والمتابعين على المستويين الإقليمي والعالمي بصورة سلبية عن علاقة الشعب بحكومتهم وقيادتهم، عندما يكون المستهدف أشخاصا عرفوا بوطنيتهم وولائهم.

وبينت د.البراهيم أن المتنمر غالبا شخصية غير سوية لذلك لا تؤمن عواقبه وبماذا سيتطور الوضع، فقد تعرض المثقفون في دول أخرى لاغتيالات من قبل أناس غالبا ما يكونون مدفوعين بسبب التحريض الإعلامي، ولذلك تجريم التنمر الإلكتروني بتشريعات واضحة ومعلنة وإجراءات سريعة إضافة إلى توعية المجتمع بمخاطر التنمر الإلكتروني بات ضرورة لردع هذه الظاهرة.

عقوبات شديدة تردع المتنمرين عن أفعالهم

ذكر مستشار تطوير الذات وخبير العلاقات الخبير الأسري د. طلال أبا ذراع، أن التنمر هو القاتل الخفي للروح والطموح، وأنه عمل يؤذي الآخرين، بالإساءة إليهم نفسيًا، بالهجر والاستنقاص والإقصاء والتحقير، سواء بشكل مباشر أو عن طريق التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن التنمر يكون عادة بالإيذاء النفسي أو الإيذاء اللفظي، بإطلاق عبارات التحقير والاستنقاص بسبب البشرة أو الشكل، أو الجنسية أو الجنس، أو المنصب، أو لمرض خلقي أو نفسي، أو أنه غريب في المكان.

وأوضح أن المتنمر قد يكون جسديا بالضرب والتهجم، مؤكدا أن التنمر الإلكتروني هو أخطر أنواع التنمر، حيث يتم ممارسة التحقير والتعيير، والتهجم على سمعة الشخص في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن الخطورة تكمن في سرعة انتشار هذا الإيذاء «التنمر» وضرره الواسع على سمعة الضحية، وينال المتنمر من سمعة الضحية، والضحية قد لا يعلم بهذا التنمر الإلكتروني، وإن علم وأراد الدفاع عن نفسه، قد تكون انتشرت هذه الشائعة بشكل كبير، وقد لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام الكم الهائل من البشر.

وبين أنه بسبب ذلك أوقعت عقوبات مشددة على المتنمرين الإلكترونيين، وأنه من الواجب مواجهة التنمر الإلكتروني بعقوبات شديدة تردع المتنمرين عن أفعالهم، ولا بدّ من التبليغ على المتنمرين وعدم الصمت عنهم.

وأكد أن هذا التنمر قد يتسبب بأمراض نفسية للضحية، مثل فقدان الثقة بالنفس والانسحاب من الدراسة، والتوقف عن العمل، والتوقف عن مشاريعه، والإضرار بحياته الاجتماعية، وقد يتسبب في الاكتئاب والقلق والتوتر والانعزال الاجتماعي.

وذكر أن من حلول القضاء على التنمر: التوعية من قبل وسائل الإعلام، إلحاق عقوبات رادعة بالمتنمرين، ونشر ثقافة الدفاع عن النفس وكيفية الوقاية من التنمر الإلكتروني، وتوقف المجتمع عن تناقل الشائعات أو الإساءات للناس، ولابد أن تضمن أنظمة وقوانين الوقاية من التنمر في مناهج ومقررات الدراسة حتى يتربى الأبناء منذ صغرهم على اجتناب التنمر بأنواعه.

تراكمات أمراض نفسية

شدد الكاتب الصحفي صالح حنيتم على ضرورة التعرف على التنمر؛ ليسهل بعد ذلك معرفة آثاره، موضحًا أن التنمر هو عبارة عن كل تصرف مؤذٍ، سواء كان جسديًا أو معنويًا، على مشاعر الطرف الآخر، وأن التنمر الإلكتروني لا يقل خطورة عن التنمر الطبيعي، وقد عرفه «Leslie D.Ball» بأنه فعلٌ إجرامي يستخدم الحاسب في ارتكابه كأداة رئيسية.

وأشار إلى أنه قد تكون الدوافع خلف التنمر حسد أو حقد أو انتقام، وقد تكون تراكمات أمراض نفسية يعاني منها المتنمر، وأصبحت جزءا من سلوكياته، وهنا يكون دور قانون الجرائم الإلكترونية مطلوب التفعيل.

وأوضح أنه يمكن القول إن التنمر الإلكتروني هو إجراء أو فعلٌ يعاقب عليه القانون؛ لإلحاقه الضرر بالآخرين، نتيجة الضرر بالطرف الآخر، باستخدام التقنية كأداة تسبب الأذى بالغير.

وأكد أنه في حال غياب القانون يجد المتنمرون أرضًا خصبة خلف الشاشات ليزرعوا سمومهم، مشيرًا إلى أن هناك عدة حلول منها القانوني ومنها التوعوي، فيما يخص القانون ألا يفلت من العقاب كل من يسيء التصرف مع الآخرين، والتوعوي ينقسم إلى وعي ديني وآخر مجتمعي، فالوعي الديني يرتكز على زرع الخوف من الله في نفوس الأبناء، وإن لم يعلم بهم أحد فالله لا يخفى عليه تصرفاتهم، والوعي المجتمعي أن نخاطب في الأبناء والمراهقين مشاعرهم بحيث نجعلهم يستشعرون قبح التنمر.

التعريف

ظاهرة اجتماعية يتسلط فيها الشخص على آخر ويتعمد إيذاءه بطريقة متعمدة وعدائية عن طريق رسائل سلبية أو كره وسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية والألعاب الإلكترونية أو نشر الإشاعات والصور الخاصة أو انتحال الشخصيات ونشر الأكاذيب عنها أو ابتزاز الضحية وتهديده بنشر صوره إذا لم يلب رغباته.

الأسباب

1- العبث بالتقنية

2- الكراهية

3- الغيرة من نجاح الآخرين

4- التنمر قد يكون ضحية التنمر الإلكتروني

5- إثبات الذات

6- غياب الرقابة

الأعراض

1- العزلة

2- عدم البوح

3- البعد عن الأسرة والمجتمع

4- الغضب المستمر

5- التغير في أسلوبهم

6- التفكير في الانتحار

دور الأسرة

1- مراقبة الأبناء عند استخدامهم للأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل المختلفة

2- استعراض المواقع الإلكترونية التي يزورونها باستمرار والتعرف على ماهية المادة التي تقدمها تلك المواقع

3- وضع قوانين أسرية مثل عدم الحديث مع أشخاص مجهولين، عدم فتح أية رسالة من جهة مجهولة، وأهمية إبلاغ أحد الوالدين في حال حدوث حالات تنمر إلكتروني مهما كانت

4- تقييم شخصيات الأبناء

5- تحديد أوقات لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعية ولا يكون الأمر على مصراعيه للأبناء

6- أهمية التعاون والتواصل مع إدارة المدرسة في هذا الشأن