مطلق العنزي يكتب:

أمضى أجدادنا حقبا من الدهور، يتعجبون من شكل «البنطال». وبحكم السيطرة الأوروبية، أشيع لبس البنطال في أصقاع الأرض. وتدور نقاشات عما إذا كان مريحا للجسم.

وأمضى سكان الدنيا، قرونا، في ظلام بهيم. ولم يأبه كثيرون، بما فيهم الأوروبيون أنفسهم، لماذا اخترع البنطال. واختلفت الأمم، إلى أن قيض الله للبشرية سماحة الإمام عبدالملك الحوثي، لينبئ الناس بما كانوا فيه يختلفون.

تسنم زعيم «القناديل»، المنبر وأدلى، كعادته الميمونة، بفواكه منوعة، وأشهرها حديث «البنطلون»، وسيعرف في تاريخ صنعاء بـ «خطاب البنطلون». وتوصل إلى أن البنطال، ليس من الملابس البريئة، كما نظن، بل اخترع ضمن مؤامرة لاجتثاث الوزرة اليمنية والجنبية. حتى وإن كان الأمريكي ليفي شتراوس مخترع الجينز، عام 1873، لا يعلم عما إذا كان يوجد بلد باسم اليمن، وقطعا لم يكن يعلم أن متنبئا اسمه عبدالملك، سيخرج ليصنف الناس ثلاثا: أئمة مقدسون يسكنون طهران، و«قناديل» أخيار، و«زنابيل» (أتباع وخدم)، و«نواصب» مأواهم جهنم وبئس المهاد.

وارتدى عبدالملك، في خطابه المتلفز، الوزرة وتمنطق الجنبية، خصيصا لخوض معركة «البنطلون»، وللدفاع عن حياض الجنبية، وليجعل البنطال عهنا منفوشا، ولينصر الله القناديل. مع أن هيلاري كلينتون، وزيرة أوباما، المولع بحب الحوثيين، أول سيدة أمريكية أولى ترتدي البنطال رسميا.

ولا نعلم عما إذا كانت المعلومات التي أدلى بها عبدالملك بشأن البنطال، فتح من الله أو أن السفير الإيراني في صنعاء حسن ايرلو طلب منه أن يصدع بالنبأ العظيم.

وفي الثقافة الحوثية يمكن أن يقول عبدالملك أي هراء ثم يزعم أنه وحي من الله تعالى. مثل خطاب «الولاعة» الشهير، إذ عرض، يوما، «ولاعة» سجائر، وزعم أنها، بيديه المباركتين، سلاح هجومي يدمر دبابات «ابرامز». وعبدالملك والرئيس الإيراني السابق محمد أحمدي نجاد، يتخاطران تهيئات خامنئي مرشد جمهورية المنامات. فقد سبق لنجاد أن قال في منبر الأمم المتحدة إنه، وهو يتحدث، يتلقى الإلهام من المهدي المنتظر. وهذا هراء أيضا، فإذا سلمنا أن المهدي المنتظر حقيقة، يصعب التفكير أن تطأ قدماه الشريفتان منهاتن أو تزورها روحه، فهي من أكثر أماكن الدنيا مجونا وإفكا.

* وتر

صنعاء، فاتنة التاريخ..

تناغم ذرى عيبان المهيب

وشدو صبايا في ضفاف سردد..

وربيع الحقول.. إذ تفيض مهج الخصب والحيا..

malanzi@alyaum.com