عشق بن محمد بن سعيدان

مع عودة الديموقراطيين للبيت الأبيض، سوف تواجه دول الشرق الأوسط فجأة تحديات مهمة جديدة في التعامل مع الولايات المتحدة، وما زالت الدول العربية لم تتشافى بعد مما تسببت فيه الاستراتيجية العبثية التي قادها أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، والتي أطاحت بدول وانهارت على إثرها أنظمة كبرى في الوطن العربي، والتي كانت بدورها تدعم أحزابا وتنظيمات تعتبرها تلك الدول إرهابية لخلق قوة مضادة للأنظمة من داخل الأوطان وخارجها، وأيضا الاتفاق النووي الإيراني الذي يعتبر طعنة ظهر للعرب عامة ودول الخليج بشكل خاص.

ومع دخول الرئيس الأمريكي بايدن البيت الأبيض كان من أول قراراته، رفع اسم ميليشيا الحوثي من قائمة الإرهاب والحوار والتفاهم مع هذه الجماعات والميليشيات الانقلابية، ليعيد للأذهان الارتباط المريب بين إدارة أوباما وجماعة الإخوان المسلمين، وأيضا تأسيس تنظيم داعش الذي ما زال علامة استفهام كبيرة تواجه به الدولة الديموقراطية الأولى في العالم.

الكثير من المحللين والسياسيين والباحثين في شؤون الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية ينظرون أن إدارة بايدن لن تجني منها الأنظمة والشعوب العربية سوى المتاعب.

لكن المختلف بالأمر أن كثيرا من الأمور قد تغيرت وصعبت على الأمريكان،

فالمشهد لم يعد كسابق عهده، مما قد يجعل من الصعوبة استمرارية سياسة أوباما السوداوية المشؤومة بعد انكشافها للأنظمة والشعوب، فمحاولة الكونجرس التدخل في الشأن الداخلي السعودي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وما تلاها من ردود فعل رسمية سعودية وعربية وإسلامية تشجب وتستنكر التدخل السافر في القضاء السعودي كان أول الصفعات للإدارة الأمريكية الجديدة، مما قد يخفف من اندفاعيتهم العدوانية في الشرق الأوسط، فقد علموا أن الكثير من الحالات تغيرت بشكل يصعب معه إعادتها إلى سابق عهدها مستقبلا.

وأيضا لن يكون من السهل التراجع عن الكثير مما فعله ترامب، في حال تغير العلاقات مع كل من حلفاء الولايات المتحدة وخصومها..

ختاما..

دعم إدارة أوباما السابقة للجماعات المتطرفة والإقصائية كشف كل خيوط اللعبة

مما جعل الأنظمة العربية والخليجية خاصة أقوى من سابق عهدها.

فالسياسة السعودية بالأخص ستكون أكثر قوة واتزانا، وكل المحاولات الفاشلة التي تحاول كبح جماح المملكة من تحقيق هدفها الاقتصادي والتنموي الطموح لن تزيدها إلا قوة وإصرارا في مواصلة البناء والازدهار.

@aov2008